رضوانيات الحلقة الـ59...الثوار لا يخذلون ولا يتخاذلون....!!!

بقلم: رضوان عبد الله

  •   بقلم رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب...الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د.رضوان عبد الله
 
   كثيرة هي العقبات او العراقيل التي تواجه الثورات التحررية،ان كان على المستوى الشخصي القيادي ،فرديا او جماعيا،او على المستوى المالي او المعنوي ، وبالتالي فان كل ثورة فيها ما يكفيها من معوقات وصعوبات كي تستنهض الهمم وتستمر بتحرير امتها والتاثير على بقية الامم.
  ما حصل بثورات القرن العشرين ليس ببعيد ، والامثلة عديدة بدءا من ثورة الجزائر ضد المستعمرين الفرنسيين وصولا للثورة الفلسطينية المعاصرة ، ومن قبل ذلك او بعده اي مرورا بثورات عمر المختار وجمال عبد الناصر و سلطان باشا الاطرش و ياسر العظم ومعركة ميسلون ومعهم ثورة الاحرار اللبنانيين ضد الانتداب الفرنسي وايضا ثورات وهبات الشعب الفلسطيني منذالعام 1929 الى العام 2000، وما بينهما من هبات وانتفاضات ضد الاحتلال الاسرائيلي وعملائه وداعميه من امبريالات متصهينة ورجعيات عاربة او مستعربة .
   في معظم الثورات العربية كان المستعمر الغربي، المتوحش والحاقد والقاتل لشعوبنا العربية والطامع بخيرات الامة العربية،يعمل على سرقة طموحات شعوبنا العربية بالتحرر والاستقلال ومحاولة احباط الثوار ان كان مباشرة عن طريق التدمير او القتل او الترهيب والرعب النفسي والجسدي، لكل شرائح الامة العربية وشعوبها، او عن طريق زرع العملاء والماجورين وذوي النفوس الضعيفة حيث يتم شرائهم وزرعهم بين الثوار و بين عامة الشعب ليعملوا على اضعاف الثورة وتفريق الجموع الجماهيرية من حولها وبالتالي افقادها قاعدتها الجماهيرية والتقليل من اثرها الضاغط على المستعمر وعلى العدو بشكل عام.
  وفي كل الثورات العربية التي حصلت لم يكن الثوار ليتخاذلوا ولا باي شكل من الاشكال،المتخاذل اما ان يكون عميلا او ماجورا او من الذين غرر بهم منذ البداية ، ولا يمكن لذلك الضعيف نفسيا ان يكون ثائرا ابدا، حتى لو تغلغل وجوده الجسدي شكليا بين الثوار ،وبالتالي لا يمكن ان نسميه ثائرا بل هو خائن لوطنه وعميل لعدو الوطن والشعب والمقدسات،ولن يكون جاسوسا حيث ان الجاسوس هو من يتجسس لصالح وطنه ،وبالتالي من الاهمية بمكان ان  يتوضح لنا الفرق بين العميل والجاسوس.
     اضافة الى ذلك فان الثوار ينتمون الى عمق الوطن،لا يتراجعون ولا يتخاذلون ولا يخذلون ولا يتملقون ولا يتزلفون ولا يرتدون عن انتمائهم الوطني العزيز ذو العنفوان الابي حتى لو قدمت لهم اموال قارون او مدائن النمرود وفرعون وهامان ، وبقية صوامع اشباهمم الفراعنة الجدد ، على اطباق من فضة او من ذهب او الماس،ولا يتم اغرائهم بسلطة ولا بجاه ولا ان يتملكوا او يتعملقوا بانتهازية ولا بوصولية او بتعرجية الحكم واغراءاته، ومن الاهمية ان يتم استرجاع اي عقال من اي مرتد كان قد اخذه عنوة من الثوار والمناضلين ، ولا ان يتم التغاضي عنه او التودد له لاي سبب كان، فلا منصب باقي والكراسي الى زوال، وتستمر النخوة العربية بايقاد واشعال الثورات التحررية العريقة وانجاب الثوار المناضلين ، ولكن للباطل جولة ولو انها دامت لغيرك لما اتصلك اليك. .....واذا اردتم القول العامي لما وصلك اليك.......عاشت فلسطين حرة عربية....

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت