- د. طلال الشريف
ابن الشعب وليس الحزب قيس بن سعيد يطهر النظام السياسي وخاصة من أحزاب وأجسام نقابية وسياسية من الفساد المستشرى والمزمن في تونس .. إنها مرحلة فريدة في تونس في ظل التقرح السياسي وإفساد المال السياسي وفعلا كما قال إنها مرحلة تحرير وطني ..
قيس بن سعيد بدأ بفساد القضاة ميزان العدالة كقاعدة للإنطلاق لكل مناحي البناء الجديد ، وهو نموذج جديد في الواقع العربي، بعد أن تبين فساد القضاء والسياسيبن والنظام كله في تونس وتلك الأجسام والاحزاب التي اندفعت خلال الفترة ما بعد الربيع العربي المسروق ونشوء مشوه لهذا النظام الأكثر فسادا من عصر زين العابدين ومن قبله ..
السؤال هل يستطيع قيس بن سعيد اختراق الواقع الفاسد وتكهيره في تونس ؟ أم سيتعرض لمؤامرات الفاسدين وتوجهاتهم الفاسدة ويقررون إغتياله؟ هذا الخيار متوقع في ظل ثقافات بائسة تواصلت في مجتمعاتنا العربية كلها لا تؤمن بالديمقراطية والشفافية رغم رفع الشعارات والتغني بها.
أدى قيس بن سعيد اليمين الدستورية كرئيس لتونس في23 أكتوبر2019 . وهو أول رئيس يولد عام 1956 بعد استقلال البلاد عن فرنسا عام, وبدأ "ثورة القانون والقضاء" على الفساد في تونس ويواجه معارضة واسعة مدعومة من خارج تونس متعددة الوجوه والتمويل، وهي معارضة ذات أطياف سياسية وعقائدية متناقضة تمتد من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وهذا التناقض قد يكون عامل قوة تضاف لثورة بن سعيد إذا أحسن إدارة هذا التناقض.
قيس بن سعيد رجل حازم جاء من صفوف الشعب التونسي ولا يفكر بما درج عليه السياسيين الحزبيين ومتسلحا بخبرة لا تقارن في القانون واستاذا خبيرا في القانون الدستوري .. إنها ثورة الشعب التونسى ممثلة في قيس بن سعيد المستقل إبن الشعب، وعلى الشعب التونسى ان يحمي قائده الحر المستقل.
ما يجعل قيس بن سعيد قائدا عربيا مطلوبا في ظل الانحطاط العربي العام هو أنه يواجه النظام السياسي الفاسد بكل أطيافه السياسية ولا يحابي أحزابا او أي جماعات سياسية مهما كان حجمها وتاريخها، فهل ينجح؟
إنها مهمة صعبة تواجه الكثير من نظام سياسي متعفن وسينجح بشرط انحيازه للشعب واحتضان الشعب له.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت