مرحلة الطفولة والمجتمع ...

بقلم: بسام سعيد عرار

بسام سعيد عرار.jpg
  • بسام سعيد عرار

عند الحديث عن حياة الإنسان ودور التنشئة وبناء الذات وصناعة الشخصية والتطلع للمستقبل فإن مرحلة الطفولة  من أهم المراحل وأكثرها حساسية وتأثرا بالمدخلات التي تؤدي الى المخرجات سلبا أم إيجابا على المدى القريب والبعيد .. ويلعب الدور الهام في ذلك الأسرة والمدرسة والمجتمع ووسائل التواصل ومرافق الحياة المختلفة  ..
انطلاقا من ذلك تجدر الإشارة إلى ضرورة متابعة الطفل  مع أهمية إيجاد الحلول والبدائل إزاء المخاطر والمشكلات والحالات والظواهر السلبية في التعامل مع الطفل والمراهق من دون إفراط أو تفريط وما نشهده من تحديات ومظاهر الخلل الأخلاقي والأدبي والعلمي وظهور نتائج وتبعات للمفاهيم الخاطئة وممارسات تكشف حقيقة النوايا وما يحدث خلف الجدران ويدخل في ذلك موضوع الاستغلال والعنف ضد الأطفال باشكاله المتعددة منها الجسدي والجنسي واللفظي والمعنوي والنفسي .. الخ ..  وحالات انعزال الطفل والمراهق عن الواقع والأسرة وتبادل الأفكار السلبية مع أطراف في العالم الافتراضي والواقعي والشخصية المنفعلة وردات الفعل الغير محسوبة والإدمان والتشوهات المتعددة حيال النفس والآخر التي قد تودي بالحياة  ..
وتجدر الإشارة إلى تعرض الطفل للصدمات والكوارث حيث إن الشعور بالتهديد وغياب الأمان سيولد مشاعر القلق والسلبية ويؤدي إلى تداعيات ومضاعفات لا يحمد عقباها ..
كذلك عدم الاهتمام الكافي بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والاعاقات والاضطرابات المرئية وغير المرئية..
ومن الأهمية بمكان التطرق إلى إهمال صحة وسلامة الطفل ما يؤثر سلبا على الأداء والنمو ..
إضافة إلى ضرورة التوقف عند السلبيات والقصور في مجال التعليم وآفاق البناء والتنشئة والتغيير ونشر الوعي لدى الطفل ما يؤدي إلى تداعيات سلبية وعواقب هدّامة على الطفل والمجتمع..
ما يتطلب الاهتمام بالنشء ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ..
- حماية الأسرة وذوي العلاقة أنفسهم ليكونوا حاضنة إيجابية ودورهم في الرقابة وكيفية التعامل بمرونة واتزان مع ضرورة التعرف على طرق وبرامج التوعية والوقاية الهادفة من أجل حماية الأطفال ..
- حضور الأهل والجهات المعنية ما أمكن مع الأطفال من خلال لغة الحوار والتواصل وتبديد السلبيات واستيعاب  نفسية الطفل والمراهق وإدراك المراحل العمرية واحترام خيال الطفل  ..
- المساعدة والتدخل من المختصين خاصة فيما يتعلق بالسلوك الخاطىء والضغوط والإشكالات التي يتعرض لها  الطفل..
- الرقابة المجتمعية وتمتين أواصرها التشاركية بين الأسرة ومكونات المجتمع
- إقامة الفعاليات الاجتماعية والثقافية والتوعوية والعمل على تعزيز مفهوم نشأة ونمو الضمير لدى الطفل والمراهق والتركيز على مفهوم التنشئة الاجتماعية والبيئة الصحية والصالحة والقدوة الحسنة  ومدى التأثر بالمعايير السلوكية والقيم الأخلاقية والضمير الجمعي والاهتمام الايجابي بمشاعر وأحاسيس الطفل وتنمية قدراته ومهاراته وبما يجسد الاستقرار والأمان النفسي والاجتماعي..
- ضرورة تأمين بيئة آمنة للطفل والمراهق عندما يتعرض للصدمات وتتبع آثارها ومدى حدتها .. ما يتطلب المتابعة والرعاية النفسية والصحية وتقبل ما يجوش في خاطره واحتضانه بما يبعث على الطمأنينة..
- الاهتمام بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومراعاة قوانين وآداب وفنون التعامل معهم والعمل على ردم الهوة النفسية والشعور بالفوارق لديهم وبما يبعث على السعادة والأمل واستيعاب متطلباتهم وتلبية حاجاتهم ومعايير حقوقهم مع مراجعة وتدخل المجتمع والجهات والمنظمات المعنية..
- ضرورة المحافظة على صحة وسلامة الطفل منذ الطفولة وحتى ينمو على ما يرام ويتمتع بصحة جيدة من خلال التعامل بشكل إيجابي وتوفير البيئة المناسبة  مع الأخذ بالاعتبار حاجاته العاطفية والنفسية والغذائية كذلك الاهتمام واللجوء لأفضل الأساليب والطرق  والتشجيع على التفاعل دون غلو او تهاون ..
- إطلاق أنشطة وبرامج تعنى بمهارات الحياة الأساسية ونشر ثقافة الوعي والمشاركة وحب القراءة والاحترام لدى الطفل كذلك التركيز على أهمية المبادرات التي تهتم بالفئات المهمشة والفقراء والمتسربين من المدارس وأطفال الكوارث وذوي الاحتياجات الخاصة وضرورة تسوية أوضاعهم وتطوير مواد قرائية بما يلائم الفئات المستهدفة والمراحل العمرية والتأكيد على أهمية الدور المناط بالمعلمين والمعلمات منارة العقول وغذاء الروح وتمكين المعلم والطالب من تطوير المهارات المعرفية ومواكبة جميع قدرات الطلبة التفاعلية والتعليمية ومخرجات المهارات والأداء الطلابي بأسلوب معاصر لتحقيق الهدف المنشود..
- اضافة الى منظومة القوانين والحقوق التي تعنى بها المؤسسات والمجتمعات والدول بالخصوص ..
 ختاما حري بنا التعامل مع الأطفال والمراهقين والتعرف على معالم هذا الجيل الجديد ودور العوالم والتقنيات الحديثة والمفهومات الجديدة والتوجه إلى الاستفادة من العلوم الحديثة والأخذ بأسباب القوة التي تنفع وتحقيق الأهداف والمقاصد العظيمة كذلك من خلال الخطاب والتأثير الايجابي وارادة الخير والتعليم ومن خلال السلوكيات السليمة والحميدة وتنقيح المفاهيم والأفكار  والقناعات وصيانة الطبيعة إزاء التشوهات والميوعة والانحرافات والمخاطر والمضي قدما في دروب النور والنجاة وعدم الضياع في خضم التسارع والتقنيات دون تمييز بين الغث والسمين وتجنب التسرع والأحكام المسبقة دون تمحيص والتعامل من خلال التلطف والحكمة والرحمة وإشاعة التفاؤل بعيدا عن اليأس والإحباط..
بسام سعيد عرار

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت