- معتز خليل
أعلنت دوائر سياسية دولية وإقليمية عن عقد قمة يوم الأحد الموافق السادس والعشرين من شهر فبراير في مدينة العقبة، وهي القمة التي ستضم مسؤولين من مصر والأردن فضلًا عن الولايات المتحدة و"إسرائيل" والسلطة الفلسطينية.
ما الذي يجري ؟
دوائر أميركية طالبت بضرورة عقد قمة تشارك فيها كلًا من السلطة الفلسطينية مع "إسرائيل"، وهي القمة التي تأتي الدعوة لعقدها تزامنًا مع حالة من التصعيد الكبير في الأراضي الفلسطينية ونمو معدل العمليات العسكرية التي تقوم بها المقاومة في العمق الإسرائيلي.
العنوان الرئيسي للقمة هو التنسيق من أجل وقف مزيد من التدهور في فلسطين، خاصة مع وصول معلومات إلى الولايات المتحدة الأميركية تشير إلى نية الجماعات الفلسطينية المسلحة التصعيد خلال شهر رمضان المقبل، الأمر الذي يزيد من دقة الأهداف المرجوة لهذه الخطوة.
وتسعى بعض من الجماعات العسكرية الفلسطينية إلى القيام بما يمكن وصفه بحالات الإرباك الليلي وتنفيذ العمليات في عمق "إسرائيل"، الأمر الذي بات واضحًا الآن من خلال اعترافات بعض من قيادات المقاومة ممن تم اعتقالهم عليهم خلال الفترة الأخيرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ولا تزال جماعات مثل عرين الأسود لديها تأثير في الشارع الفلسطيني، رغم قنص "إسرائيل" وقتل الكثير من قياداتها خلال الفترة الأخيرة .
بنود قمة العقبة
غير أن هناك معلومات دقيقة تشير إلى نية الولايات المتحدة القيام بعدد من الخطوات على هامش هذه القمة، ومنها:
1- الوصول بصيغه تعاونية على الصعيد الأمني أفضل بين "إسرائيل" والأطراف الإقليمية بالمنطقة، وهي بالطبع مصر والأردن .
2- سيتم طرح تشكيل جهاز أو ما يمكن وصفه بنظام عسكري استراتيجي، سيكون الهدف المعلن عنه هو تشكيل جبهة دفاعية توثق وتدعم التعاون المشترك بين مصر والأردن مع فلسطين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
3- تعمل مصر على متابعة تنفيذ عناصر المقاومة الفلسطينية في غزة لما يسمى بالصبر الاستراتيجي، ومن الجيد الإنصات للمصريين في هذا الصدد لأنهم صادقين في مساعيهم للتهدئة.
4- تعمل الأردن بالمشاركة مع السلطة الفلسطينية والتعاون معها على رصد نشاط بعض من الجماعات وأسماء قيادات المقاومة، والأهم من هذا طرح فكرة متابعة الفلسطينيين الهادئين، أي الفلسطينيين ممن يمكن أن يقوموا بعمليات في قلب "إسرائيل" دون أن يكون لديهم سوابق أمنية أو مشاركات عسكرية سابقة، وفي هذا الصدد هناك خطة سيكون عنوانها "قراءة الفكر" ، وهي الخطة التي تعنى بقراءة فكر الفلسطينيين ومعرفة النماذج التي يمكن ولأسباب اجتماعية أو سياسية أو أمنية القيام بعمليات عسكرية.
5- هذه المهمة صعبة ودقيقة وبالفعل بدأت "إسرائيل" في تنفيذ خطوات لها، غير أن التعاون مع الأردن ومعها مصر بالطبع يمثل أمرًا هامًا في هذا الصدد.
6- هناك تقرير أميركي إسرائيلي مشترك أشار بالفعل إلى التعاون ضمنيًا مع مصر والأردن وبنجاح في هذا الصدد، غير أن رؤساء إدارات "إسرائيل "وفلسطين في الأجهزة الأمريكية الأمنية رأوا أن أخذ تعهد من الأطراف المصرية والفلسطينية والأردنية سيكون أمرًا هامًا في هذا الصدد.
7- كان هناك جدالًا بشأن طرح خطة اقتصادية لدمة الفلسطينيين في العمل مع مصر والأردن، غير أن هناك تباينات بشأن "توقيت" طرح هذه الخطة وهل سيتم تداولها في قمة العقبة او لا.
قراءة صحفية
قراءة الصحف الفلسطينية الصادرة خلال الفترة الأخيرة تشير إلى إمكانية مشاركة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة، ماجد فرج، والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني، مجدي الخالدي في القمة.
وأشارت هذه التقارير أيضًا إلى رسالة الولايات المتحدة وإسرائيل للفلسطينيين بشأن جدول الأعمال بالقمة، التي ستركز على الجانب الأمني والسياسي والتفاهمات التي توصل إليها الشيخ مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، المكلف من رئيس حكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالتواصل مع الشيخ، والتي لمّح إليها هنغبي مؤخرًا، وأكدتها تقارير صحافية إسرائيلية.
ويعتزم الجانب الفلسطيني، خلال لقاء العقبة، المطالبة "بضمانات وتطمينات" بأن الجانب الإسرائيلي سوف يقوم بتنفيذ الجزء المتعلق به من التفاهمات، والتي تشمل تنفيذ السلطة الفلسطينية، "خطة أمنية" وضعها المنسق الأمني الأميركي الحالي في القدس، الجنرال مايكل فينزل، وتهدف إلى "إعادة سيطرة السلطة على شمال الضفة" وملاحقة المجموعات الفلسطينية المسلحة.
تقدير استراتيجي
بات من الواضح أن عناصر المقاومة تسبب الكثير من الاضطرابات الاستراتيجية لجميع الأطراف الإقليمية والسياسية، الأمر الذي يزيد من دقة هذه التحركات التي تأتي برعاية أميركية الآن .
المصدر/ رصد للدراسات
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت