- د. طلال الشريف
يبد أنه رغم الحالة المتردية في الضفة وانتهاكات الاحتلال التي فاقت الحدود تذهب القيادة الفلسطينية للاجتماع لعوامل استراتيجية أكبر من عوامل الاشتباك على الأرض مع الاحتلال وهي تتعلق بمصير السلطة في حكم الضفة.
ماذا يجري في الضفة الغربية منذ عامين وبعد تكريس حكم حماس في قطاع غزة وانطلاقة المشروع الإيراني تحت شعار وحدة الساحات؟
في مايو صيف 2021 بعد معركة سيف القدس أرادت فصائل الغرفة المشتركة في قطاع غزة الحفاظ على زخم وحدة الساحات وتكريسه كإستراتيجية جديدة نتيجة ظهور حراك الفلسطينيين في أراض 48 وتظاهراتهم المؤيدة للمقاومة لحماية القدس ومنع قرار هدم بيوت الشيخ جراح واقتحامات المسجد الأقصى وتواصل رفع شعار وحدة الساحات حتى اصطدم بموقف حماس في عدم مشاركتها في حرب 55 ساعة على حركة الجهاد في قطاع غزة في آب 2022 والتي لم يتم إطلاق سراح خليل العواودة، والشيخ بسام السعدي كما أعلنت حركة الجههاد سبب موافقتها على وقف اطلاق النار.
وواصل الاحتلال عملياته ضد الجهاد في لبنان وسوريا وايران كما أعلن قادة الاحتلال بعد عملية الاستفراد بحركة الجهاد في قطاع غزة وكان اللافت أن تحدث على خامنئي المرشد العام عن وحدة الساحات في مؤتمري القدس 2021 و 2022
""الحِراكُ الجهادي للشعبِ الفلسطيني في القطاعين الشمالي والجنوبي لأراضي ثمانية وأربعين، ومُتَزامِناً مع ذلك خروجُ المسيراتِ الضخمةِ في الأردن والقدس الشرقية، والدفاعُ البطولي للشباب الفلسطيني عن المسجد الأقصى، والمناورات العسكرية في غزّة.. كلها تشير إلى أنّ فلسطين بأجمعِها قد تبدّلت إلى مسرحٍ للمقاومة. الشعبُ الفلسطيني الآن قد توحّدت كلمتُهُ بشأن مواصلةِ الجهاد.""
من وجهة نظري لكل هذا تذهب السلطة إلى اجتماع الأمن خوفا على سلطتها بعد تزايد نفوذ حركة الحهاد الاسلامي في الضفة الغربية والعلاقات التي تربطها بقوى المقاومة هناك ما يعني تصاعد أو استيلاء ايران على المجريات في الضفة الغربية ، ولعل العرين كان مخلب متقدم لمناويئي ايران في الضفة خوفا من السيطرة هناك كما سيطرت حماس على قطاع غزة وتنهي وجود منظمة التحرير وفصائلها الوطنية وهنا تواكبت مصلحة السلطة مع اسرائيل وقد يكون هذا السبب في تشكيل القوة الجديدة الأمنية للسلطة الفلسطينية لمنع سيطرة ايران على الضفة الغربية وهذا التشكيل ينسجم مع حضور السلطة للاجتماع الخماسي في العقبة لحفظ امنها ومنع سقوط الضفة كما سقطت غزة.
رغم أن لقاء العقبة يأتي في وقت حرج فلسطينياً، لا سيما بعدما ارتكب الاحتلال مجزرة في مدينة نابلس، أدت لاستشهاد أحد عشر فلسطينياً، لكنها أي السلطة ترى عامل سقوطها أخطر من الاحتلال.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت