- معتز خليل
انطلقت قمة العقبة صباح اليوم الأحد والتي تستضيفها الأردن بمشاركة السلطة الفلسطينية، ومسؤولين من الحكومة الإسرائيلية ووفود من أميركا ومصر وبريطانيا، وذلك لمناقشة ملفات سياسية وأمنية وعسكرية.
وتهدف القمة إلى الاتفاق على ترتيبات أمنية لوقف التوتر الميداني، لاسيما قبل حلول شهر رمضان الشهر المقبل.
ويأتي انعقاد القمة عقب الأنباء التي أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي بشأن تفاهمات تم التوصل إليها بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل” بوساطة أميركية، تقضي بالتراجع عن طرح مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان، مقابل تعليق مخططات التوسع الاستيطاني وهدم منازل الفلسطينيين وتهدئة الأوضاع الميدانية”.
ما الذي يجري ؟
صباح اليوم نشرت بعض من الأجهزة الأمنية تقديرات موقف بشأن هذه القمة، وهي التقديرات التي أشارت إلى تفاصيل خطة الجنرال مايك بنزل لتشكيل الفرقة الفلسطينية لمكافحة العنف في الضفة الغربية، والتي سيتم طرحها في قمة العقبة اليوم.
وتتلخص خطة المنسق الأميركي الجنرال مايك بنزل الحاضرة على طاولة العقبة اليوم في الأربع نقاط التالية:
1- تدشين قوة أمنية فلسطينية خاصّة جديدة “لمواجهة الإرهاب”
2- القوّة ستتلقى تمويلًا أميركيًا كاملًا
3- تحصل على تدريب أمني أردني
4- تستعيد السيطرة الأمنية للسلطة على جنين ونابلس عبر مواجهة “المجموعات الإرهابية”.
وكان هناك تباين لافت بشأن الدولة التي تستضيف تدريبات هذه القوة لعدة أسباب وهي :
أ- تدريب هذه القوة سيكون متواصلًا ولن يتوقف عند تلقين المرشحين بها لدورات تدريبية عسكرية أو أمنية فقط، ولكنه سيكون على مدار العام .
ب- من المتوقع أن يزداد عدد عناصر هذه الوحدة حال نجاحها في مهامها المكلفة بها.
ج- طرحت قيادات أميركية فكرة تقسيم عناصر هذه الوحدة بين مصر والأردن، خاصة وأن المصريين ومنذ اتفاق أوسلو (١+٢) يلعبون دورًا مهمًا في هذا الصدد.
د- بعض من تقديرات الموقف التي وضعتها الأجهزة الأميركية وتشارك معها جهاز إسرائيلي أمني قالت أن المصريين دومًا يفضلون تحقيق أي مكسب عسكري أو أمني مغلف بغطاء اقتصادي، بمعنى أن تدريبهم لهذه العناصر الأمنية سيكون أمرًا هامًا خاصة وآن القاهرة ستتلقى أموالا مقابل ذلك، بالإضافة إلى أنه سيشعر المصريين بأنهم يعرفون تفاصيل عمل هذه الفرقة الفلسطينية الوليدة ، وهو أمر سيرضي غرور القاهرة وجهاز المخابرات المصري .
ه- تلعب مصر دورًا وتعز بالطلبة من العسكريين العرب ممن يحضروا إليها ويتلقوا الكثير من الدورات، سواءً في مقر المخابرات المصرية أو في أكاديمية ناصر العسكرية أو غيرها من المواقع العسكرية، وهو أمر بات واضحًا على مدار التاريخ المصري الذي دوما ما يعتز بولاء الكثير من قيادات العالم العربي العسكرية التي تلقت تدريباتها في القاهرة.
و- تنسيق الأدوار في هذا الصدد بين مصر والأردن مهم للغاية، خاصة مع حساسية الدور الذي تقوم به الأردن ورغبتها في تحقيق التوازن بين متطلباتها الاستراتيجية الخارجية والسلام المجتمعي الداخلي والشعب الرافض في غالبيته للتعاون مع “إسرائيل”.
ز- تحفظ بعض من الجنرالات الأميركيين على وضع القاهرة لتكون شريكًا في هذه الخطة، خاصة مع ما تتمتع به قيادات الشرطة والأمن في مصر من عنف وتعامل باطش مع الشعب، وهو ما يمكن أن ينعكس في الثقافة الفكرية العسكرية لعناصر الوحدة الفلسطينية، غير أن وجود مصر في هذه الخطة سيعكس إيجابيات مهمه للغاية مع الاعتراف بالسادية التي تتمتع بها المدرسة الأمنية المصرية .
وترغب مصر في أن يكون لها نصيب في تشكيل هذه المنظومة الأمنية الجديدة، وبالطبع يساعدها على ذلك محاولة بعض من المنصات التابعة للمقاومة خلال الساعات الماضية في حرق الدور الأردني والكشف عن دوره الخاص في تدريب هذه القوة، ونفي الأردن مبدئيا لذلك.
غير أن هناك تحديًا مهمًا في هذا الصدد يتلخص في وضع هذه الفرقة وتصنيفها بين الفرق الأمنية الفلسطينية، خاصة وآن الأجهزة الفلسطينية دومًا تواجه تحديات عند إقامتها، مثل جهاز الأمن الوقائي مثلًا وانتقاد الكثير من القطاعات الشعبية الفلسطينية له، الأمر الذي يفرض ضرورة تقديم دعم لوجيستي لهذا الجهاز حتى يتم الارتقاء بعمله بالنهاية ويحافظ على شعبيته بين الجماهير.
تقدير استراتيجي
من الواضح أن هذه القوة العسكرية الفلسطينية الوليدة في حال تشكيلها ستلعب دورًا مهمًا خلال الفترة المقبلة، وهو الدور الذي ستتعاون دول العالم حاليًا من أجل الارتقاء به خاصة مع تصاعد المقاومة، والأدوار الاستراتيجية التي تقوم بها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت