- بقلم رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب ، الاديب والكاتب العربي الفلسطيني ، الاعلامي د. رضوان عبد الله
زعموا ان ارنبا كان يعيش بحظيرة حيوانات كاسرة وطيور جارحة،يمتلك تلك الحظيرة رجل خرفان،اكل عليه الدهر وشرب،وازدان بالزهايمر بدل الفطنة والزكاء.
وكان الارنب يعيش في جحر ضب قد استولى عليه لفراغة المكان ولمضي غياب الضب عنه لفترة طويلة من الزمان.
ولم يتمكن الارنب من بناء جحر له ولا لتملك وكر حتى لو كان لاحد من بنات جنسه او اشقاء عشيرته،اذ كان منهم منبوذا وعنهم هو مستبعدا ومنهم مرعوبا.
ومن المعروف ان الارنب جبان في طبعه ، نحيل في جسده، هزيل في قواه و لا يمتلك من الزكاء ولا من الخفة والرشاقة سوى الهروب حين الزحف او حين اطلالة الكواسر او الجوارح.
وصودف ان قام الرجل الخرفان بجولة تفقدية على الحظيرة التي هي بالعرف ملك له ،رغم وجود ما يزيد عن اربعين من الرجال العارفين بالعلم والخلق مميزين ولا يقل عن ثمانين من النسوة القديرات المميزات بالانس والنباهة والوجدان.
وبينما يتفقد الخرفان الحظيرة لمح من بعيد وكأن شيئا يتحرك على باب وكر الضب،فظن ان هناك ضب او ظبي او ربما افعى او ثعلب بالجحر،فتقدم بحذر ماسكا بيمناه من الحظيرة ما وجده من اكبر حجر.
ومع اقتراب المسافة بين الارنب والخرفان،وانتهائها الى نقطة الصفر فلا مجال لعودة الاخير عن التقدم نحو الاول ولا الاول بالتقهقر بالعودة الى داخل الجحر ، بل استند الارنب الى زاوية باب الجحر رهبة وخوفا من اي مصيبة تقع على راسه من تصرف غير متوقع للرجل الاحمق تجاه الارنب الذي لن يستطيع المقاومة لنحافته وصغر حجمه.
وحصل الذي لم يكن متوقعا،فقد رمى الخرفان الحجر بعيدا ونزل بجسده الى الارض وركع على ركبتيه مادا يديه نحو الارنب الذي تقوقع على نفسه خوفا ورهبة واستدراكا لامان يبغاه على نفسه،حيث لا يستامن الانسان في شتى الايام من ان يصطاد الحيوانات الاليفة بطرق متعددة خفيفة كانت ام عنيفة..
حمل الخرفان الارنب ومشى به بخيلاء يتمختر امام الجوارح والكواسر ، متقدما من امام الفيلة والاسود والنمور والفهود ومطاطئا راسه تحت اجنحة النسور والصقور والبواشق والنوارس وبقية عائلات الطيور....
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت