تحليل يظهر اختلاف الموضوعات محل النقاش لدى "الدورتين السنويتين" المحليتين في الصين وفي الكونجرس الأمريكي

الجلسة الافتتاحية للدورة الأولى للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين يوم 5 مارس 2023. (شينخوا).jpg

(شينخوا) أشار تحليل للبيانات الضخمة أجرته وكالة أنباء ((شينخوا)) بشأن كلمات تتردد بكثرة من جانب هيئات تشريعية ووسائل إعلامية منذ يناير 2023، إلى نقاط تركيز مختلفة إلى حد كبير لدى المشرعين الأمريكيين والصينيين.

بعد مرور نصف شهر، بدأ الكونجرس الأمريكي الـ118 الذي انعقد في 3 يناير، بداية بطيئة، حيث ركز المشرعون على مواضيع، من بينها "بايدن" و"ترامب" و"الحزب" و"الانتخابات" و"روسيا" و"الصين" و"الجيش" و"الأمن الوطني".

وقد أظهرت بيانات تم جمعها من أكثر من 6350 مصدر للمعلومات، بما في ذلك تقارير لوسائل إعلامية، من بينها ((واشنطن بوست)) و((نيويورك تايمز)) و((الجارديان))، بالإضافة إلى بيانات رسمية، أن موضوعي "بايدن" و"ترامب" كان لهما نفس القدر من الأهمية تقريبا كمواضيع ساخنة، ويرجع هذا بشكل أساسي إلى الجدل بشأن تزوير مزعوم لأصوات الناخبين خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020.

وفي المقابل، ناقشت "الدورتان السنويتان" المحليتان في الصين، تضمنتا اجتماعات لهيئتها التشريعية وهيئتها الاستشارية السياسية على المستوى المحلي في نفس الفترة، "التنمية" بشكل مكثف، كما تضمنت كلمات ساخنة أخرى، من بينها "الاقتصاد" و"الشعب" و"الرعاية الصحية" و"البيئة الخضراء" و"التعليم" و"كوفيد-19" و"التشاور الديمقراطي" و"الشؤون الريفية" و"الابتكار"، وفقا لبيانات جُمعت من 3170 تقريرا إعلاميا ذي صلة في النصف الأول من يناير.

لقد سلط التحليل بالفعل بعضا من الضوء على ما يهتم به المشرعون لدى البلدين حقا.

فهناك اختلاف واضح: إذ أن الكونجرس الأمريكي خلال اجتماعاته المطولة لم يتناول "الشعب" كموضوع رئيسي، وإنما قضى الكثير من الوقت في الحديث عن "روسيا" و"الصين" و"الجيش" و"الأمن الوطني"، ما يعد مثالا آخر على مصالح واشنطن في الحرب والتحريض على النزاعات، على عكس فلسفة الحوكمة لدى الصين والتي تتمثل في إعطاء الأولوية لمصالح الشعب.

وبإلقاء نظرة فاحصة أخرى على جلسات الكونجرس الأمريكي، وجد التحليل أيضا أن هؤلاء المشرعين لم يتوقفوا قط عن مهاجمة بعضهم البعض أو اغتنام كل فرصة لتحويل اللوم. وقد انتهت جميع المناقشات المتعلقة بقضايا، من بينها "الرعاية الصحية" و"التعليم" و"الاخضرار" و"الضرائب" و"كوفيد-19" و"المناخ" و"أوكرانيا" و"التكنولوجيا" و"التجارة" و"الطاقة" و"الهجرة"، بمعارك حزبية.

وعلى الرغم من إلقاء الجانبين الضوء على "الاقتصاد"، إلا أن المشرعين الأمريكيين يبدو أنهم يركزون أكثر على "الطاقة" و"التجارة" و"الضرائب"، بينما يركز المشرعون الصينيون بشكل أكبر على "الابتكار" و"التحديث" و"المواهب والتعليم" و"التكنولوجيا" و"السياحة" و"الانفتاح".

إن السياسيين الأمريكيين يستخدمون الصراع الروسي-الأوكراني كوسيلة ثمينة لمساعي الهيمنة لديهم، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الأمريكي من عبء التضخم المرتفع. وحمل الشعب الأمريكي دفع الرسوم الإضافية المفروضة على البضائع الصينية على خلفية الحرب التجارية التي شنتها واشنطن ضد بكين.

وعلاوة على ذلك، فإن التخفيضات الضريبية التي قدمتها الإدارة الأمريكية السابقة سمحت في الواقع لأصحاب المليارات في الولايات المتحدة بدفع ضرائب أقل، ما أدى إلى زيادة اتساع فجوة الثروة في البلاد، في حين أن الإدارة الديمقراطية التي كانت تميل إلى فرض ضرائب على الشركات الأكبر والأكثر ثراء، أخفقت أيضا في الوفاء بوعودها الانتخابية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بكين (شينخوا)