- معتز خليل
في كل مكان بالخارج يمكن التعرف على نموذج فلسطيني ناجح ، وهو النموذج الذي يهاجر للخارج سواء أوروبا أو آسيا أو الولايات المتحدة طمعا للأفضل ، وبناء مستقبل أحسن لهذا المواطن وعائلته.
وولد هذا ما يمكن وصفه بالدبلوماسية الشعبية الفلسطينية التي تنتقد وتكشف الاحتلال وسياساته ، وهو ما يجعلها بمثابة السلاح المهم والدقيق الذي يجب استغلاله.
وعقب المزاعم التي نسبتها بعض من وسائل الإعلام الإسرائيلية لبعض من الطلبة الفلسطينيين في تركيا بشأن تورطهم في محاولة القيام بعمليات عسكرية في قلب إسرائيل والتخطيط لها من تركيا على يد القيادي الفلسطيني في حركة حماس صالح العاروري ، بات السؤال المهم الآن...ما هو مستقبل هذه العمليات؟
السؤال ينسجم مع بعض من المعلومات الخاصة المنشورة في بعض من منصات التواصل الاجتماعي ، بشأن مزاعم تتعلق بوجود انتقادات داخل حركة حماس ضد بعض من قياداتها ، وعلى رأسهم صلاح العاروري وذلك بعدم قدرته على الاستفادة من التمويل الذي يتلقاه لأنشطته، وفي هذا الإطار يسود إحباط لدى أسر الطلاب الفلسطينيين لأن أنشطة صلاح العاروري تضر بالطلاب وقد تفرض قيودًا على الطلاب الراغبين في الخروج للدراسة.
ما الذي يجري؟
ظهيرة يوم الاثنين الموافق السادس من شهر مارس الحالي نشرت بعض من الصحف الغربية مزاعم تتعلق بتورط بعض من الطلبة الفلسطينيين بالقيام بأنشطة أمنية ضد إسرائيل ، وهي الأنشطة التي تتنوع بين القيام بعمليات ضد أهداف عسكرية ، بل والقيام أيضا بعمليات نوعية في داخل إسرائيل. المعلومات المتوفرة أشارت إلى تورط القيادي في حركة حماس صلاح العاروري في هذه المهمة بداية من تجنيد الفلسطينيين ، وتدريبهم على القيام بعمليات عسكرية بهدف النجاح في مواصلة عمليات الإرباك للإسرائيليين .
دقة ما نشر من مزاعم إسرائيلية يتلخص في عدم تعليق تركيا على هذا الحادث ، والأهم ان بعض من المصادر الفلسطينية قالت صراحة أن النشاط المتنامي لحركة حماس في تركيا سيؤثر على نيل المواطن الفلسطيني لتأشيرة الدخول إلى تركيا ، بل من الممكن أن يصل الموضوع إلى تعاظم هذه الأزمة بصورة يتم بموجبها فرض قيود على الفلسطينيين للتواجد في تركيا.
وتأتي كل هذه المزاعم عقب سلسلة من الحوارات والاجتماعات التي بادر إليها قيادات من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مع بعض من قيادات الأجهزة التركية ، الأمر الذي يزيد من دقة المعلومات المتعلقة بهذه المزاعم ، خاصة مع توارد الحديث عن التعاون المشترك بين إسرائيل وتركيا في هذا الصدد.
غير أن محور هذه القضية يتعلق بمصداقيتها بالأساس وهل بالفعل يمكن أن تؤثر على التواجد الفلسطيني في تركيا.
مصدر أمني عربي قال أن العملية برمتها دقيقة ، ومن الواضح أن القضية ليست بالجديدة ، والطلبة الذي تزعم إسرائيل إلقاء القبض عليهم هم بالفعل من الطلبة الفلسطينيين في تركيا ، غير أن عملية إلقاء القبض عليهم تمت منذ فترة.
غير أن هذا المصدر العربي يقول صراحة أن قضية الطالب الفلسطيني في الخارج هي قضية معقدة للغاية ، حيث يتفوق الطالب الفلسطيني في الخارج غالبا ، ويستمر في الحياه بالدولة الأوروبية أو الغربية التي يعيش بها ، ولا يستطيع أن يترك البلد التي تفوق بها خاصة وأن استطاع بناء حياه وعائله بها والحصول على عمل.
ويظل الوطن دوما في قلب جميع الفلسطينيين ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية ، ويسعى البعض بالطبع لاستغلال هذا الحماس لتحقيق أهداف له.
دبلوماسية شعبية
الحاصل فإن الطلاب الفلسطينيين في الخارج يلعبون دوما أدوارا هامه ، منها مثلا التصدي لنشاط الخارجية الإسرائيلية.
وفي لندن على سبيل المثال يتابع هؤلاء الطلبة نشاط السفيرة تسيفي حوتبولي التي تحاول التجول وإلقاء المحاضرات التي تروج لرواية إسرائيل ، ولا يوجد سلاح شعبي يتصدى لها مثل سلاح الطلبة الفلسطينيين ممن دوما يكشفون حقيقة ما تقوله حوتبولي.
تقدير استراتيجي
بات من الواضح ان سلاح الطلبة الفلسطينيين في الخارج هو سلاح فعال ، خاصة وأن هؤلاء الطلبة يستخدمون الوسائل المدنية السلمية في التعبير عن أفكارهم وآرائهم ، والأهم من هذا أيضا يستخدمون السلمية في التعبير عن هذه الأفكار والتوجهات ، وهو ما يزيد من دقة هذه القضية ، بل ويصيب إسرائيل كثيرا بالقلق ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة خاصة مع نجاح هذا السلاح في التصدي للكثير من الأنشطة الإسرائيلية وكشف حقيقتها أمام العالم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت