٨ اذار يوم المرأة العالمي

بقلم: ميلاد البصير

ميلاد جبران البصير
  • .. بقلم :د. ميلاد جبران البصير  

يحتفل العالم غدا الاثنين ٨ اذار بيوم المرأة العالمي، إنها مناسبة في غاية الاهميةعلى المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي طبعا في هذا اليوم تختلف الاحتفالات من بلد إلى بلد اخر وذلك حسب وضع وظروف المرأة والبلد نفسه ايضا، اضافة إلى الاحتفالات الرسمية وباقات الورود يتوجب علينا  وحسب خبرتي بهذا المجال حيث كنت في السنوات الماضية نائب مستشارة المحافظة في فورلي وتثيزينا الايطالية المسؤولة عن مساواة وحقوق المرأة في العمل، في المجتمع وفي السياسة ، يتوجب أن نعمل حساب وميزانية إلى ما وصلت إليه المرأه في مجتمعنا بشكل عام والفلسطيني  بشكل خاص وذلك من خلال  عدده مجالات:  

أولاً :في مجال حقها ومساواتها في الرجل بخصوص الميراث، في كثير من الاحيان ولأسباب تقليدية وقبائلي والبعض يربطها في الامور الدينية  لذلك المرأة لا تنصف ابدا لأنه يعتبر عيب أو حرام وغير منطقي أن تطالب بميراث فالمرجعية القانونية بهذا الخصوص متعددة منها القانون الكنسي للعرب  المسيحيين والشريعة بخصوص المسلمين لذلك من المفروض التشريع بذلك وبطريقة حازمة لانصاف المرأة بحقها الطبيعي في الميراث وأنه ليس ممنوع أو عيب أو حرام أن تطالب به كما يحصل في الدول المتحضره لأن هذا يعتبر مقياس حقيقي لحضارة أية دولة.

ثانياً:  في الحياة العملية ، لا اريد أن اقارن بين وضع المرأة في عالمنا العربي  ووضعها مثلا في ايطاليا أو أوروبا  رغم أنه ايضا في ايطاليا ولا في أوروبا حتى  تتمتع المؤأة بمساواة حقيقية في مجال العمل رغم القوانين السارية المفعول بهذا الخصوص والتي تمنع التمييز بين الرجل والمرأه بخصوص الترقي والراتب، فكيف هو  الحال عندنا في عالمنا العربي من محيطه إلى خليجه  لذلك هنا اضافة إلى التشريع واصدار القوانين بهذا الخصوص اصبح من الضروري العمل على مسارين الأول هو اندماح وانخراط  وتفعيل وتأسيس نقابات العمال في جميع الدول العربية لتتفاعل مع  وزارة العمل ونقابات رجال الاعمال  لتوقيع مواثيق ومعاهدات تكفل المساواة في مجال العمل وضمان الامومة والحضانة للمرأة وفي نفس الوقت تطبيق نظام العقوبات على أية شركة أو مؤسسة لا  تحترم حقوق المرأة في العمل وعلى جميع الاصعدة وأما المسار الثاني فهوا الاجتماعي لعمل فعلا قفزة نوعية بخصوص دور المرأة في داخل الأسرة والمجتمع  فالعنف العائلي والمنزلي اصبح بؤره سوداء في مجتمعنا العربي بشكل كامل  فلذلك يتوجب القيام في دورات توعيو، وورشات عمل ومشاريع حقيقية للتغلب على هذه الظاهرة طبعاً دون أن نتلاشى العقوبات التي يفرضها القانون وتطبيقها وبشده على أي شخص يستعمل ليس فقط العنف الجسدي بل ايضا النفسي والاجتماعي  والاخلاقي أو نوع من التمييز العنصري .  

ثالثاً: في المجال السياسي وعلى جميع المستويات والمؤسسات من أصغر بلدية حتى رئاسة الوزراء  وفي الاحزاب والفصائل السياسية،ايضاً لأن المرأة العربية قدمت وما زالت تقدم وهي مصدر عطاء في المسيرة النضالية منذ أيام التحرير من الاستعمار حتى أيامنا هذه.  اعتقد أنه حان الوقت لتحديد نسبة مئوية كوتا  للمرأة العربية في جميع الانتخابات التشريعية والمحلية وفي جميع المؤسسات. في نفس الوقت يتوجب على جميع الفصائل والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني واتحاد نقابات العمال والموظفين تحديد كوتا لتمثيل المرأة وعلى جميع المستويات .  

في المجال الاجتماعي العمل لاصدار ودخول حيز الننفيذ قوانين حماية الاسرة من العنف والتمييز  في داخل الأسرة وفي المجتمع وفي نفس الوقت تحديث قوانين العمل وتحديد الحد الأدنى للأجور واعطاء المرأة حقها والحد من استغلالهن وطبعاً مرفق بذلك تحديث القوانين المتعلقة في حماية المرأة خلال الحمل والامومة وعدم السماح بطردها من العمل خلال هذه المراحل كما يحدث في المجتمعات المتحضره.  

إن حقوق المرأة مثلها مثل اي حقوق لم تهدى على طبق من فضه بل تنتزع انتزاعاً ومن خلال النضال الجماعي والشعبي هكذا يتوجب علينا أن نحتفل بعيد المرأة العربية  والفلسطينية المناضلة برسم برنامج عملي على مراحل والتحقيق في تطبيقه لكي ننصف ونعترف بدور المرأة العربية في بناء الدولة ولكي تتمكن الوصول لقمة الهرم ومراكز صنع القرار وتحقيق المساواة المتكافئة مع الرجل في مجتمع متحضر ومتقدم وديمقراطي.

من الصعب  الاحتفال بيوم المرأة العالمي دون أن نتذكر المرأة الفلسطينية والعربية المقاومة،  والأمهات الفلسطينيات اللواتي يشيعن أبنائهن على اكتافهن وللمناضلات الفلسطينيات اللواتي يقبعن خلف القضبان في سجون الاحتلال ،  ولا الأمهات السوريات والتركيات اللواتي فقدن ابنائهن في الزلازل الاخير وبطبيعة الحال الأمهات الاوكرانيات والروسيات اللواتي يفقدن أبنائهن في هذه الحرب وكيف يمكننا أن لا نتذكر أمهات آلاف الشباب العربي والافريقي اللذين يفقدون حياتهم في البحر المتوسط بمحاوله منهم الوصول إلى أوروبا بحثاً عن حياة افضل لهم ولعائلاتهم ، لا اريد أن أنسى المرأة العربية والمهاجرة في أوروبا والتي تعاني على مستويين الأول الحكم المسبق عليها من بلدها الاصلي وسياسة التمييز العنصري الذي يعشنه في أوروبا بسبب كونهن مهاجرات .  

 كل عام والمرأة المكافحة والمناضلة الصابرة بألف خير وعافية وكل عام وابنتي وقرة عيني استر جميلة البصير والتي اليوم عيد ميلادها . عاش عيد المرأه العالمي يحيا الثامن من اذار .  

* اعلامي فلسطيني خبير في شؤون الهجرة والمهاجرين وعضو سابق في اللجنة الاقليمية التابعة لاقليم اميليا رومانيا فرع فورلي وتثيزينا الايطالي لدراسه طلبات اللجؤ السياسي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت