- بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين...الكاتب والاديب العربي الفلسطيني ، الاعلامي د. رضوان عبد الله
عودا على بدء ؛ منذ اكثر من ثلاثة اعوام ونيف شاهدنا قناة تلفزيونية أتت الى احد مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان لتنجز بالصوت و الصور تقريرها عن واقع العمل لدى الشعب الفلسطيني ؛ و هذا موال قديم-جديد و كل مرة يؤتى بفريق صحفي ليتناول شريحة عاطلة عن العمل في لبنان على المستوى الفلسطيني ، و كأن باقي الشرائح تأكل العسل المصفى و تشرب اللبن السائغ ، و تغمس الجوز باللوز ، و تذبح الخراف و "تنسفها" هي و اﻻوز والكاجو (اي تعملها منسف) .
و قد أتى الزمﻻء من قناة ترعاها دولة ادعت ، قبل ذلك بعام ، افساح المجال لاكثر من خمسبن فرصة عمل لديها في عدة مجاﻻت فنية ومهنية و ربما اكاديمية، و مخيمات اللجوء ممنوع عليها السفر الى تلك الدولة (اﻻمارة...!!!)، ﻻ لسبب واضح او صريح بل ﻻ يوجد ابدا من الييت اﻻسود او اﻻبيض اي تصريح ؛ و نظن ، و (ان بعض الظن اثم ) ، ان التقرير المبجل الذي سيتم اعداده ربما كان مقدمة او سيكون تغطية على بعض مصاريف اﻻمراء او زوجاتهم و عشائرهم في اكثر من دولة و في اكثر من بلد سياحي ، وكي يتم البكاء على اللاجئين ليظهر اﻻهتمام بالبشر اكثر من اﻻهتمام بالحجر و الشجر ، و بالتوازي عند امراء اخرين زمﻻء لهم بالوظيفة لكنهم يهتمون بصغار الحمير ....!!!
وﻻ نريد ان ننكأ جراح الشعبين اللبناني و الفلسطيني بل للذكرى فقط ،وهي مؤلمة طبعا و حزينة جدا ، اذ ان اليوم الذي بدأ فيه الغزو الصهيوني للبنان عام 1982؛ كانت اﻻعراب في دولة نفطية تحتفل بافتتاح اعلى نافورة مياه على وجه المعمورة فيما نوافير الدماء كانت تتفجر صبا" دفاقا" من مخيمات و مدن و قرى لبنانية لتغسل عار اﻻعراب كلهم اجمعين ، والذين تآمر حكامهم على بعضهم البعض، وكانت مأساة العراق اول الغيث لخريف عربي بائس بدأ بتدمير ملجأ العامرية على رؤوس النساء و اﻻطفال و الشيوخ بصواريخ مدمرة و لم ينته الغزو بعد ذلك بسقوط بغداد في نفس تاريخ اليوم من سقوط دير ياسين الفلسطينية عام 1948 ، مع فارق في السنين ؛ و ارجعوا للتاريخ لتتأكدوا...و استمر السقوط...!!!
ﻻ نؤيد بل ﻻ نريد ربط الشجر و الحجر و صغار الحمر (جمع حمار مخففة) بالبشر لكن اتت زيارة القناة الموقرة في وقت كانت تطوف شوارع المخيمات بالمياه الآسنة الناتجة عن بحيرات المطر الشتوية في اول الموسم و ﻻ من متفرج او متظاهر بالمشاهدة ، و نتذكر هنا كيف ان الدول العربية حين (تنزرك) تعلي ال (دوز ) كثيرا لتتاجر بقضيتنا الفلسطينية و تصبح فلسطين اول و اعلى الرايات كي يتورط شعبنا بخاطره او غصبا عنه مع هذه الدولة او تلك ، و حين تقع المصيبة يصبح ابناء و بنات و رجال و شيوخ و نساء شعبنا هم و هن المطلوبين و المطلوبات رقم واحد في هذه الدولة او تلك مما يستدعي تدخل الوسطاء و اولي اﻻمر كي ينقذونا بحل ( ﻻ مثيل له ) يراه المضطر ماءا رغم انه سراب و يقبل به من اجل الخﻻص ، و بالتالي يكون المصير اما الى التشيلي او البرازيل او حتى فنزويﻻ او اﻻرجنتين بحكم تعاطف و صداقة تلك الدول مع شعبنا و قضيته من النواحي اﻻنسانية و اﻻجتماعية و حتى السياسية ... إذ ان اﻻشقاء مشغولون إما باﻻعداد لحرب التحرير الشاملة او لحل موضوع الربيع العربي بازهاره الصفراء او باوراقه المتساقطة كتساقط اوراق اﻻشجار النفضية (التي تسقط اوراقها بالخريف).و حين ﻻ يكون لوجودنا حاجة تقتل اطفالنا ونساؤنا نذبح كالخراف و النعاج و ليس هناك من عربي ولا اعجمي سميع او بصير ليجيب استغاثة طفل مكلوم على بحر بالدماء شاطئه مغروم .
ما يعز علينا ليس ما قراناه من شراء الجحش (شمردل ) بثﻻثة مﻻيين دوﻻر؛من قبل اﻻمير صاحب القلب الكبير على ابناء الحمير ؛ ﻻ ابدا ! فللحمير حظوظ كما هي الحظوظ تكون غالبا للكﻻب؛فصاحب المال كل الحمير ملكه ؛ و صاحب المال كل الجحوش - الجحاش- تحت تصرف سماسرة البيع اعوانه، و كل الحمير يجب ان نرفق بها حسب ثقافاتنا و ادبياتنا العريية اﻻصيلة كلها ولا يجب ان نذبحها اكراما لاي ضيف عزيز ﻻن الذبح يجب ان يكون للحصان ، و ليس للحمار ، اكراما لضيف حاتم طي العربي التهامي النجدي اليمني الغساني او المناذري و المغربي ؛ و الحصان نستطيع ان نضحي به لكن التضحية بالحمار ثمنها غالي و عالي جدا، و لست ابالغ حين أسر (بتشديد الراء)احد المسؤولين العظام !!! ﻻحد المثقفين الفقراء ، معجبا بفهمه من جهة و خائفا من ذلك الفهم من جهة اخرى ، حين قال له قبل ان يكافئه لخدمة عملها له (لو انك حمار ﻻبقيتك عندي و لكنك لست كذلك) ارأيتم كيف ان صاحب المال كل الحمير ملكه..!!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت