اختتم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يوم الإثنين، الموافق 13/3/2023، سلسلة لقاءات لتطوير القدرات وتبادل الخبرات مع قضاة المحاكم في قطاع غزة. وقد شارك في حفل الاختتام أ. راجي الصوراني، مدير عام المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، المستشار ضياء المدهون، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، المستشار أشرف نصر الله، أمين عام المجلس، والمستشار إياد عاشور، رئيس المكتب الفني والتفتيش القضائي.
وقد شارك في اللقاءات 48 قاضياً يمثلون كافة درجات التقاضي في المحاكم الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك خلال الفترة من تاريخ 22 فبراير حتى 13 مارس 2023، حيث أشرف على إدارة الجلسات التدريبية عدد من الخبراء الدوليين والقضاة العرب والفلسطينيين.
هدفت اللقاءات الى تطوير وتبادل المعرفة والخبرات مع أعضاء السلطة القضائية بالمفاهيم العامة في النظام الدولي لحقوق الإنسان، وأهم الاتفاقيات التي وقعت عليها دولة فلسطين الخاصة بحقوق الإنسان ومواءمتها للقوانين السارية والأحكام القضائية بما يتفق مع معايير حقوق الإنسان الدولية، وكذلك مناقشة التقدم الذي أحرزه القانون الدولي فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان لما له من أهمية قصوى في تمكين القضاء من التنفيذ الملائم للقوانين والسياسات الداخلية والشفافية والمساءلة.
وفي كلمته الختامية أكد الأستاذ راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، على حرص المركز الدائم على استخدام كل ما لديه من صلات ومعرفة وخبرة بما يخدم تطوير الجهاز القضائي، مشدداً على أهمية التعاون والشراكة المستمرة بين المركز الفلسطيني والسلطة القضائية. وأضاف أ. الصوراني بـأن القضاء لا يُدرّب وإنما يُضاف إليه مستوى من الخبرات والقضايا المعرفية المستحدثة والمستجدة، منوهاً الى أن المحاكم والقضاة المحليين هم الأساس في حماية حقوق الإنسان، وأن تبادل الخبرات ودراسة المعايير الدولية المتعلقة بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والإنساني الدولي مهم في معالجة حالات انتهاكات وحماية حقوق الإنسان، ومن الضرورة أن نولي أهمية كبيرة في النقاش المتعلق في تنفيذ القانون الوطني للمعايير الدولية بما يخدم العدالة وإعمال حقوق الإنسان في المجتمع الفلسطيني.
كما تطرق أ. الصوراني في كلمته إلى دور المركز في رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وإعداد الملفات القانونية لملاحقة مرتكبي الجرائم أمام محاكم العديد من الدول والمحكمة الجنائية الدولية، كما أشار الى السياسة الممنهجة التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وما يمارسه القضاء الإسرائيلي المسيس في توفير الغطاء القانوني لإفلات القادة الإسرائيليين المشتبه بارتكابهم جرائم دولية من المسؤولية والعقاب، والمتمثلة في حرمان الضحايا من حقهم القانوني في الإنصاف القضائي والوصول الى العدالة.
ووجه المستشار ضياء المدهون، رئيس مجلس القضاء الأعلى – قطاع غزة، شُكره للمركز الفلسطيني ممثلًا بمديره والقائمين على إعداد وتنفيذ هذا البرنامج، مؤكدًا على الدور الهام الذي يقوم به المركز وإسهاماته على المستويين المحلي والدولي في فضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وملاحقة مرتكبي الجرائم الدولية. وأكد المستشار المدهون على سعي الجهاز القضائي والانفتاح على كافة مؤسسات المجتمع المدني وخاصة الحقوقية، وكذلك المؤسسات الدولية، من أجل تبادل الخبرات والرُقي بالمؤسسة القضائية باعتبارها ملاذ المظلومين وأداة الرقابة على السلطات.
وأضاف المستشار المدهون بأن المجتمعات والمؤسسات في تطور مستمر والمتخلّف عن هذا التطور يبقى في مكانه، وأدوات التقدم والتطور والجودة هي التدريب وتبادل الخبرات، لذلك جاءت هذه اللقاءات من أجل زيادة المعرفة والاطلاع على تجارب الآخرين، حيث سبق أن وضع الجهاز القضائي خطة متكاملة ومستمرة للتدريب. كما شدد المستشار المدهون على دور القضاء الرقابي على السلطتين التنفيذية والتشريعية من خلال المحكمة الإدارية والمحكمة العليا، موضحاً أن القضاء الفلسطيني سيبقى مظلّة لجميع أبناء الشعب الفلسطيني من أجل اقتضاء حقوقهم حسب القانون ووفق الأصول وما تقتضيه العدالة، بما يٌعزز ثقة المواطن في مؤسسة القضاء الفلسطيني.