- معتز خليل
في تصريحات له قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، إن الحركة تراقب عن كثب خطوات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، محذراً من “نفاذ صبرها.
وقال العاروري في حوار نشره الموقع الرسمي لحركة حماس اليوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر مارس: إن محاولة الاحتلال توظيف شهر رمضان لفرض سياسته في التقسيم الزماني والمكاني والسماح للمستوطنين بأداء الطقوس التلمودية سيواجه بردة فعل شعبنا بكل تأكيد. وأضاف، “على الاحتلال ألا يتوقع أن تمر محاولاته دون رد قوي من شعبنا ومقاومتنا، ونحن نحذره من التمادي في ذلك”.
وأشار العاروري إلى أن المقاومة في الضفة الغربية في تصاعد مستمر، ولم تخبُ شعلة المقاومة فيها، بل على العكس تنوع من أدائها وتحسن من كفاءتها، وتتسع مساحة الفئات المشاركة فيها، وتمتد جغرافيتها يوماً بعد يوم.
ما الذي يجري؟
بات من الواضح أن هناك جناح في حركة حماس يؤيد التصعيد خلال الأسابيع المقبلة وتحديدا مع قدوم شهر رمضان ، وهو ما تؤكده الكثير من التقارير وتقديرات الموقف التي تمت صياغتها خلال الفترة الماضية ، الأمر الذي يزيد من دقة الموقف السياسي على الساحة الداخلية في حركة حماس .
اللافت أن تصريحات العاروري لا تتفق مع السياسات التي تنتهجها قيادات حركة حماس في غزة ، وهي القيادات التي تحافظ على ما يمكن وصفه بالصبر الاستراتيجي الذي تعهدت به الحركة لبعض من الدول الفاعلة والنشطة في المسار الفلسطيني داخل قطاع غزة ، ومنها مصر وقطر بصورة مباشرة ، فضلا عن الإمارات أيضا بصورة غيز مباشرة.
غير زن تصريحات العاروري المتكررة بشأن التصعيد في رمضان تكشف بعض من الحقائق السياسية المهمة، ومنها:
1- وجود أجنحة داخل الحركة منها المؤيد للتصعيد الآن ومنها الرافض له خاصة مع قرب حلول شهر رمضان ، وهو الشهر الذي تهدد عناصر حماس بالتصعيد في أيامه.
2- ما يعرف بالانتفاضة الرمضانية المقبلة بات واضحا خاصة مع إعلان الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين عن انطلاق وبدء الاضراب الجماعي عن الطعام في أولى أيام شهر رمضان المقبل ، الأمر الذي يعني انطلاق شراره هذه الانتفاضة المتوقعة خلال أيام ، وهو ما سيزيد من الضغوط السياسية على السلطة.
3- هناك قطاع من الشعب الفلسطيني يتحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي ويرغب في التهدئة بدلا من التصعيد ، ومن أبرز هؤلاء أصحاب الأعمال والمتاجر ممن تتضرر أعمالهم نتيجة للتصعيد واقتحامات قوات الاحتلال للمدن الفلسطينية بحثا عن المطلوبين من عناصر المقاومة الفلسطينية.
4- هناك قطاع آخر من الشعب الفلسطيني الذي يرفض زي تهدئة بالمرة ويرغب في استمرار التصعيد ، وهؤلاء يدعمون تنظيمات المقاومة الفلسطينية مثل عرين الأسود أو كتيبة جنين .
ضغوط على السلطة
بات من الواضح أن تصريحات العاروري والجناح الداعم للتصعيد الرمضاني لا تتفق مع النهج السياسي للسلطة الراغبة في التهدئة ، خاصة وأن السلطة والمخابرات الفلسطينية تبذل جهودا مضينه من أجل تحقيق بعض من الأهداف:
1- وقف أي تصعيد فلسطيني الآن في ظل تكرار الاقتحامات بالمدن.
2- محاولة التواصل مع عناصر المقاومة من أجل حمايتها وتحذيرها مما يمكن أن تقوم به إسرائيل .
3- الكثير من الدول تطلب من السلطة ومن الرئيس عباس ضرورة التهدئة ، وهو ما يفرض علي السلطة وأجهزتها الأمنية الكثير من الأعباء خاصة في ظل القوة الكبيرة التي تحظ بها بعض من الفصائل والعناصر المسلحة بداخل المخيمات .
تقدير استراتيجي
عموما فإن الضغوط الحاصلة قبل شهر رمضان سواء الساعية للتهدئة أو الساعية لاستمرار التصعيد باتت واضحة ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد على الساحة الفلسطينية بقوة هذه الأيام.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت