تقدير موقف: ما وراء التفوق الاستخباراتي للمقاومة الفلسطينية

بقلم: معتز خليل

الاحتلال يشدد إجراءاته في بلدة حوارة جنوب نابلس ويغلق المحال خشية من هجمات انتقامية للمستوطنين .. تصوير (الفرنسية).jpg
  • معتز خليل

ظهيرة يوم الاثنين الموافق التاسع عشر من شهر مارس قام أحد عناصر المقاومة الفلسطينية بإطلاق الرصاص على سيارة المستوطن دافيد شتيرن ، الذي أصيب بعدد إصابات وصفها التقرير الطبي المبدئي له بأنها متوسطة وخطيرة ، ومن المنتظر إجراء جراحه ل"شتيرن" قريبا عقب الاستقرار المتوقع لحالته الصحية.
ما الذي يجري؟
بداية يجب معرفة السيرة الذاتية للمصاب دافيد شتيرن ، والذي يملك سجلا أمنيا متميزا يتمثل في :
1-    أميركي من عائله شتيرن التي تعيش في بعض من الولايات الأميركية وهي عائله يهودية عريقة .
2-    عمل شتيرن في وحدات الكوماندوز الخاصة المعروفة بالمارينز ، وله عمليات دقيقه شارك فيها وقت خدمته في الجيش الأميركي.
3-    مع خبرته الأمنية المتميزة يدرب شتيرن قوات الاستنفار التي تحرس المستوطنات في شمال الضفة
السؤال هنا ....هل قام منفذ العملية ليث ناصر ابن جنوب نابلس بمحاوله اغتيال شتيرن اعتباطيا إم بناء على تقديرات استخباراتية من تقديرات المقاومة الأمنية .
للإجابة عن هذا السؤال هناك بعض من النقاط التي يجب معرفتها وبدقة.
أ‌-    من المتعارف عليه أن العناصر الأمنية من اليهود والذي سبق أن خدموا بالجيوش الأوروبية أو في المواقع الأمنية الحساسة في العالم وترغب في العودة للاستقرار في إسرائيل هي عناصر يتم حمايتها وتنتهج أسلوب معين في السفر والترحال والحماية ، وهذا ما صرحت به قوى سياسية في مجلس المستوطنات (ييشع) عقب العملية .
ب‌-    بعض من هذه العناصر تقوم بالآتي :
1-    تدريب العناصر الأمنية في المستوطنات ، وهي عناصر ذات صلة وثيقة بعناصر وزارة الأمن القومي التي يتولاها بن غفير ويدعمها سياسيا وأمنيا.
2-    بعض من القيادات في جهاز شاباك وحتى بالمخابرات العسكرية (أمان) ، وقيادات في الجيش تعترض على نشاط هذه العناصر لإنها تقوم بأساليب حماية لا تتفق مع المؤسسة الأمنية كثيرا .
3-    قام جهاز شاباك بوضع تقرير منذ عدة أسابيع متحدثا عن هذه العناصر ، وقال التقرير نصا "تولي بن غفير لوزارة الأمن القومي سيدعم هذه العناصر وهو ما يمكن أن يؤدي لتجاذبات مع عناصر الشاباك بل والعملاء العرب "
عملية معقدة
غير إن الاعتداء الذي تعرض له شتيرن يدفعنا للسؤال ....كيف تم التخطيط لهذه العملية واستهداف شتيرن تحديدا؟
تقدير موقف بسيط صدر منذ ساعات عقب هذه العملية ووضعه جهاز أمني إسرائيلي قال نصا إن هناك بعض من السيارات واليهود والمستوطنين ممن عبروا من نفس الموقع الذي مر منه شتيرن وزوجته في السيارة ، إلا أن المنفذ اختار سيارتهم بعناية، وهو ما يؤكد أن ما قام به ليث ناصر منفذ العملية الاستشهادي جاء بتخطيط بعيدا عن أي خطوة اعتباطية وبأسلوب عسكري نوعي وتنفيذ محكم.
هناك حديث سياسي يؤكد إن مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج وصلته معلومات دقيقة بأن بعض من عناصر المقاومة تقوم بعمليات تحمل تخطيط استراتيجي وأمني ، وكان مصدر هذه المعلومات إسرائيل ، حيث تم الحديث مع ماجد فرج وديا في البداية عن هذه النقطة ، ولكنه أنكر وضحك ، وطلب من الجانب الإسرائيلي ان يرسلوا له هذا الاستفسار مكتوب مصحوبا بتقديراتهم ، وهو ما حصل بالفعل ، ولكن لم يبد فرج أي تفاعل بعدها .
التقديرات الإسرائيلية تشير إلى نجاح استخبارات المقاومة ، إن جاز هذا المصطلح، في اختراق المخابرات الفلسطينية وهذا ما يفسر مثلا وجود الكثير من العناصر الأمنية التابعة للأجهزة الفلسطينية ، وهي في نفس الوقت عضوة في جماعات المقاومة المسلحة.      
 تقدير استراتيجي   
عموما عملية حواره تؤكد إن هناك ما يمكن وصفه بجهاز المخابرات الخاص بالمقاومة والذي يقوم بتنفيذ عمليات نوعية ومدروسة ، وهو ما يزيد من دقة هذا الموقف.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت