- .....بقلم رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله
بعد سنين من النضال...ليس مهم كم عددها، وبعد عمر مديد بالمشاغبات والمشاكسات مع الانتهازيين والمتنفذين والوصوليين ربما من المهم ان يعتذر ، الذي تم الخطأ بحقه من المخطيء بحقه... وستتفاجأون ممن سيعتذر،وربما كثيرون سيلومون صاحب الاعتذار....لكن ضروري ان يضع كل صاحب اعتذار اعتذاره بين ايديكم...كي يكون رصيدا له او ربما رصيدا ضده...!!
نموذج حصل مع صديق لنا...لو زميل او رفيق نضال...فقد كان قد تقدم بعدة رسائل لمن يهمه الامر بما حصل معه من مشاكل ...وفي اكثر من مكان عمل، لان من يعمل يخطيء ، وكانت الرسائل ترفع من قبله، اي من قبل صاحب الشكوى ، تباعا وبعيد كل مشكلة،ومن اجل الحق والشفافية ، هذا يجب ان يتم عمله اينما يكون هو او غيره، ان حصل معه اية مشكلة او حادثة او مشاغبة مع زميل او زميلة او رفيق عمل ،او رفيقة او حتى مدير او مديرة او مسؤول او مسؤولة....وهكذا....
بعد اكثر من حصول عدة مشاكل او مشاغبات ، وبالتاريخ والمكان ، وبعد كل رسالة لم يصل الى صاحبنا اي جواب ، لا سلبا ولا ايجابا،... ولا انصافا له ولا احقاقا للحق ولا ازهاقا للباطل...الا ربما مرة او مرتين فقط...اضطرارا من اصحاب الشأن، ريما لاسكاته لو لاظهار تعاطفهم معه او لربما رياء تجاهه وليس طبعا خوفا منه ولا رعبا...رغم انه من الضروري ان يسمعك من ترفع له مظلمتك او شكواك او حتى مشاكلك...ولكن لا مجيب كي لا نقول لا حياة لمن تنادي...كما قال لي صديقي....حتى قيل له يا أخي احمل خفيف....ما بك اينما تذهب،اينما تعمل او تكون بمهمة معينة، يبدو وكأنك تعمل مشكلة.....او ترغب بعمل المشاكل...كما قيل له من اكثر من ناصح له لو صديق....
ويضيف بالقول :الحق يقال انه ان احببت ان ادون تلك المشاكل والرسائل سيكون هناك وثيقة ادارية واجتماعية وتربوية وسياسية لم يسجلها تاريخ ولم يدونها مدون،ليس لانها منه او حصلت معه بل لانها متنوعة ومتشعبة...وتخدم عدة مجالات عمل او حقول..... ، وغالبيتها ان لم يكن جميعها الحق يجب ان يكون لصالحه وبتقديرات كل من يعرف اي مشكلة او كان شاهد عليها.....
صاحبنا ليس بنبي ، ولا يدعي انه من المعصومين،بل اتبع بعض جوانب الحق ولم يتبع الهوى....او الميل نحوه...وكل ،او غالبية ، من تمشكل او قيد له ان يكون متمشكلا معاه او معاها هم ادنى منه ، من نواحي الثقافة والتعليم والاداء ، وليس احتقارا منهم او بهم......كما يقول بكل تهذيب ، وبالاسباب وبالوثائق....وكل شيء بقدر الله مكتوب...لذا ، يردف قائلا ، لا بد من تقديم الاعتذار لكل الذين تمشكل معهم لانه ، وكما قيل له يوما....انت على حق لكن الظروف دوما اقوى منك...وقيل له ايضا مثلا شائعا ، ومن مسؤول رفيع المستوى : ((زيجة وزوجناك لكن حظ من وين نجيبلك))؟؟؟!!...هذا كان اضعف موقف من مسؤول كبير...ومؤسف ومؤلم جدا سمعه منه....!!!
رب قائل...يا اخي بدوا يركب عظهرنا بشوية المعرفة اللي حاملها بدماغه....او رب قائل بدوا ينظر علينا كل فترة والتانية.....وثالث يقول : هناك عشرات يشبهونه ولم يتم الاخذ برايهم ولا بافكارهم.....واخرين...واخرين.....
ولكن عين الشمس لا يتم اخفاءها بالنهار الا بالغيوم...او الضباب....مع تفهم صاحبنا بان الظروف اقوى منه لكن لم يجد ولا اي مبرر لان يكون المسؤول ضعيفا...،وكما قال احد الذين شرح لهم احدى المشكلات ليعرف حقيقة ما جرى معه في حينها : هل يجب ان نعمل لفلان ارجل من حديد ليقف مع الحق...ويقصد هنا كي يقف بصفه لانه عرف ان الحق بجانبه ....واخر نصحه بان يقعد جانبا ويتفرج بعين واحدة على خراب مالطا ....
لذا فان الاعتذار ، سيكون واجبا منه ، من كل الذين اخطأوا بحقه...ولم يخطيء هو بحقهم ابدا....رغم انه ربما ليس بوارد ان يسامحهم او يتجاوز عن حقه عندهم......فالحساب عند رب العباد والبلاد ، بل بوارد ان يعتذر منهم لانهم هم اخطأوا...وليس العكس...فالظروف هي بصفهم....واعتذاره ربما فهمتموه انه عكسي ولكنه يفهمه هو بانه بصميم الواقع المزري الذي يجلب الباطل على الحق فيغلبه ولو مؤقتا....رغم ان الناموس الاخلاقي والطبيعي ايضا يقول : الحق يجيء ويزهق الباطل ويدمغه دمغا....
آخر الكلام لامير المؤمنين علي بن ابي طالب ، قالها مدوية ، ولا زالت ابدية سرمدية،حين قالوا له ، عليه رضوان الله ، (( ان ابن ابي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب)))....لكنها تهمة باطلة وهو الجريء البطل العالم الفقيه وبشهادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم،وبشهادة صحبه رضوان الله عليهم اجمعين..وهو الصادق بنهاية خطبته ((( لا رأي لمن لا يطاع....)))...!!!...وهو ، كرم الله وجهه ، قدوة قل مثيلها الا في صفوف الصحابة والاولياء والصالحين...فصاحبنا يقتدي بالامام لعلمه وحلمه وصبره وتحمله لقومه....رضي الله عنه وأرضاه...ويتمنى ان نصل جميعنا لأدنى مستوى من جرأة الامام ، امير المؤمنين علي سلام الله عليه ، وان نتحلى بشجاعته ورباطة جأشه ...عليه ، وعلى آل بيت النبي الطاهرين ، اجمل سلام.....ومنا لعلي الكرار ، وواجب علينا ان نتذكره ونذكره دوما بافضل الكلام....
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت