هددت "مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي"، مساء الثلاثاء، بمعاقبة قادة الحركة الوطنية الأسيرة الذين شرعوا بالإضراب المفتوح عن الطعام، بعد فشل كل جلسات الحوار التي تم عقده خلال الأيام الماضية للوصول إلى اتفاق.
في بيان أورده الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحورنوت" وهيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، أعلنت مصلحة سجون الاحتلال أنها تعتزم "التعامل تأديبيا وفق أوامر مصلحة السجون الإسرائيلية" مع "الأسرى الذين أعلنوا الإضراب عن الطعام".
وقالت وسائل إعلام عبرية إن ستة من قيادات "لجنة الطوارئ العليا" يشاركون في الإضراب في سجن "نفحة" و"رامون" و"كتسيعوت"، علما بأن التقارير الواردة عن المنظمات المعنية بالأسرى تؤكد أن العدد أكبر من ذلك بكثير ويشمل كافة الفصائل الفلسطينية.
من جانبها، أكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير أن "هذه التهديدات متوقعة، وهي جزء من سياسات الاحتلال الثابتة ضد أسرانا، ومع ذلك فإن الأسرى ومن كافة الفصائل وعلى قاعدة الوحدة، سيخوضون معركتهم تحت شعار ‘بركان الحرية أو الشهادة‘".
وأفادت هيئة الأسرى ونادي الأسير أن "الأسرى يؤكدون أن معركتهم الكبرى قد بدأت وسيواصلونها بكل عزم وإيمان".
وشهدت مراكز مدن الضفة الغربية بالإضافة إلى مدينة أم الفحم في مناطق الـ48، مساء الثلاثاء، وقفات متزامنة دعما وإسنادا للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وجاءت الوقفات استجابة لنداء "لجنة الطوارئ العليا"، وهي أعلى هيئة تمثل كافة الأسرى في السجون، نصرة للأسرى مع اقتراب إضرابهم المفتوح عن الطعام.
ونظمت وقفة مركزية في ميدان المنارة وسط رام الله، رفعت خلالها صور الأسرى، ولافتات منددة بالسياسة الإسرائيلية.
وفي كلمته أمام الوقفة، قال منسق الهيئة العليا لشؤون الأسرى في محافظة رام الله البيرة، أمين شومان، إن "الشارع الفلسطيني موحد في دعم الأسرى، ودعم خطواتهم المنددة بالممارسات الإسرائيلية".
وأضاف "اليوم كافة مدن الضفة الغربية تخرج ليلا لنصرة الأسرى، والفعاليات ستتواصل وتتصاعد". وحذر شومان السلطات الإسرائيلية من المساس بالأسرى.
ونظمت وقفات مماثلة في مراكز كافة مدن الضفة الغربية.
والثلاثاء، أعلنت "لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة"، شروع عدد من قادة الحركة الأسيرة في إضراب مفتوح عن الطعام بعد أن فشلت كافة الجهود والمساعي الداخلية والخارجية.
ومنذ 14 شباط/ فبراير الماضي، ينفذ الأسرى "عصيانا" ضد إجراءات وتعليمات إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية، تمهيدا لخوضهم إضرابا مفتوحا عن الطعام.
ومن المقرر أن ينضم الخميس، أول أيام شهر رمضان، العشرات من القيادات إلى الإضراب.
وأكدت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مقتضب، أنّ الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، سيكون في طليعة الأسرى الذين سيبدأون إضرابهم عن الطعام في الأول من رمضان.
وقالت لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة: "قررنا بعون الله وتوفيقه الشروع في إضرابنا المفتوح عن الطعام ’بركان الحرية أو الشهادة’ لنصدح بصوت جوعنا وصبرنا في الدنيا كلها بصوتٍ واحد ووحيد ’حرية ... حرية ... حرية’".
ودعت لجنة الطوارئ أبناء الشعب الفلسطيني للالتفاف حول قضية الأسرى موحدين في نصرة رمزية الأرض الإنسان، ونصرة قضية الأسرى المضربين عن الطعام، فيما دعت للمشاركة في المسيرات والوقفات الليلية اليوم في مراكز المدن.
وتشمل الإجراءات ضد الأسرى التي سبق وأعلنها وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، "التصديق على مشاريع قوانين عنصرية أبرزها إعدام الأسرى وحرمانهم من العلاج"، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
كما تشمل "التحكم بكمية المياه التي يستخدمونها، وتقليص مدة الاستحمام، وتزويدهم بخبز رديء ومضاعفة عمليات الاقتحام والتفتيش، ومضاعفة عمليات العزل الانفرادي وتصعيد عمليات نقل قيادات الحركة الأسيرة".
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال 4800 أسير، بينهم 170 طفلا، و29 أسيرة، بحسب بيانات "نادي الأسير".