- بقلم رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله
ان حدثتك نفسك ان تزور ضريح قريب او صديق لك او متوفى او شهيد عزيز عليك،فتذهب وتزوره بقلب المحب والمتشوق للجلوس الى جانب ضريحه وقراءة فاتحة الكتاب او ما تيسر من أيات من القرأن الكريم ، وتدعوا له بالرحمة وان يكون من عداد من يدخلهم الله برحمته وعلياء فردوسه،وترغب بالبقاء هناك لبرهة، ليست بقصيرة من الزمن، كي تترحم وتدعو وايضا لتعتبر ان زوار المقبرة هم السابقون وانك باذن الله بهم من اللاحقين .
ايضا ان تم ابلاغك بفقدان عزيز او غالي ، من قريب او صديق او رفيق درب ، تعمل على ان تقوم بكل واجباتك الاخوية والدينية و الانسانية تجاهه، وتجاه ذويه ورفاق دربه واصدقائه الاخرين المشتركين بينك وبينه . كل هذا ويجب الا تنسى ما هو المفروض ان تعمله تجاه نفسك،كي تطالك رحمة اهلك وذويك ورفاق دربك حين يكون الموقف معاكس تماما ، فلا يجب ان تلهيك حياتك عن العبادات اولا وعن التفكر بالله وبخلقه وبسير الكون ومحتوياته، ولا يجب ان تتكبر او تتجبر على الاخرين او تحتقر تعبهم او ان تسرق انجازاتهم ، مهما كانت بسيطة او صغيرة ، ولا ان تسرق اتعابهم وجهودهم وما صرفوه او تكلفوه بالحياة الفانية من فانيات الكون ، ان كانت تلك الاندثارات بسيطة او كبيرة ، مالية او معنوية ، لان كل شيء بحساب ، فكما زار من سبقوك القبور،مؤقتا قبل ان تنتشر الاجداث من جديد ويأتي يوم الحساب، فيأتي الدور عليك لتزور القبر وما ادراك ما القبر ، فلا منصب يحميك ولا مقام عالي او رفيع يرد عنك دعوات المظلومين حين تكون ظالما، تلك الدعوات التي ليس بينها وبين الله حجاب حين تنطلق من قلب مظلوم عبر حنجرته بسرعة لا يعلم مداها الا الله ، وستلاحقك في البرزخ وستتصدى لك مظلمته هناك عند الحق الأعلى العادل حيث لن تستطيع الكذب ولا مجال امام الحق عز وجل لاي نوع من النفاق او الرياء ، وسياخذ المظلوم حقه منك وسيتم ردمك بكل سيئاتهم حين تنتهي جبال حسناتك ، هذا ان كان عندك بالاساس حسنات،وتكب بالنار وساءت مصيرا ،لذلك الموقف فليعمل العاملون.....وصدق الباري عز وجل اذ يقول : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)....!!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت