الواقع الإسرائيلي يعطل فرص أي نجاح للقمم الأمنية

بقلم: معتز خليل

  • معتز خليل

قالت بعض من وسائل الإعلام الفلسطينية الصادرة هذا الصباح إن  وحدات خاصة من جيش الاحتلال داهمت مخيم نور شمس في طولكرم، وهو ما يأتي تزامنا مع وعيد وتهديدات أطلقتها قيادات من حركة حماس أخيرا وعلى رأسها القيادي بالحركة صالح العاروري الذي يواصل التأكيد على استمرار المقاومة ، بل ويشير بصورة غير مباشرة إلى أن ما تحققه كتائب عرين الأسود أو غيرها من الكتائب مثل كتيبة جنين هي من تخطيط لحركة حماس وتخطيطه هو شخصيا ، حتى أن بعض من الدوائر الغربية قالت صراحة إن العاروري يحاول نسب هذه الانتصارات لذاته ولحركة حماس.
وبعيدا عن هذا الأمر بات من الواضح إن التحديات السياسية أمام المنظومة التفاوضية الإسرائيلية الفلسطينية صعبة للغاية ، ووصلت إلى مرحلة في منتهى الدقة.
ما الذي يجري ؟
مع غروب شمس ثالث أيام رمضان وتحديدا في حواره جنوبي نابلس قام أحد المقاومين بإطلاق النيران على اثنين من المستوطنين ، وهو يقود سيارة مسرعة ، وهو ما أسفر عن إصابات تراوحت بين الخطيرة والمتوسطة ضد المستوطنين وسط حالة من الهلع والخوف التي تسيطر على الكثير من الدوائر الإسرائيلية .
وتأتي هذه العملية تزامنا مع بعض من التطورات على رأسها :
1-               اختتام قمتي العقبة وشرم الشيخ اللتان عقدتا من آجل إرساء المزيد من التهدئة بالأراضي الفلسطينية.
2-               الاتفاق على تزويد السلطة الفلسطينية بالدعم اللوجستي اللازم لها من أجل تحقيق المزيد من الأمن والسيطرة الأمنية على أرض الواقع.
3-               العمل جديا على البحث في أسباب التصعيد الأمني ، وهو ما دفع بالولايات المتحدة ومصر تحديدا للضغط على إسرائيل من أجل حثها على تقديم ما يمكن وصفه بالمزيد من التنازلات ووقف الاستيطان والسماح لأعداد كبيرة من الفلسطينيين بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك ، فضلا عن زيادة عدد العمال العاملين في إسرائيل من غزة والضفة.
غير أن الواقع الفعلي على الأرض اثبت غير ذلك ، حيث أعلنت دوائر إسرائيلية عن مجموعة من الخطوات التي يمكن تلخيصها في الآتي:
أ‌-     قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الحكومة الإسرائيلية بصدد تدشين مشروع استيطاني ضخم في القدس.
ب‌-   لا يتورع وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير عن الإعلان الصريح عن رفضه لأي اتفاقية من شأنها أن تقيد النشاط الاستيطاني في عموم الضفة الغربية والقدس المحتلة.  
ج- أعلن وزير المالية الإسرائيلي عن عدم وجود فلسطينيين ، معتبرا أن الفلسطيني الأصلي هو اليهودي الذي يعيش على ما أسماه بأرض إسرائيل التاريخية.
د- تصريحات سموتريتش تزامنت أيضا مع تصريحات سابقة أدي بها دعا فيها إلى محو حواره من فوق الخريطة الجغرافية تماما .
موقف السلطة
تقع على السلطة ضغوط في منتهى الدقة ، وهناك الكثير من القيادات المقتنعة بأن إسرائيل غير جادة في العملية التفاوضية ، أو بالأصح أن العملية التفاوضية بين الفلسطينيين وإسرائيل تتم عن طريق حكومات أو جهات متنوعة ومتباينة وليس مع جهة واحدة ، ويستدل على ذلك بخروج الكثير من الصيحات المتتالية التي تصرخ غاضبة من سياسات الحكومة ونهجها التفاوضي عقب أي اجتماع سياسي أو إقليمي تقوم به قيادات في الحكومة ، سواء على الصعيد السياسي أو الأمني.
والمتابع لسياسات الحكومة الإسرائيلية سيجد إنها تنتهج سياسات الأذرع السياسية ، بمعنى أنه في الوقت الذي يتفاوض فيه ذراع سياسي مع أطراف إقليمية ، تأتي أذرع أخرى بالحكومة من اليمين المتشدد لتعلن عن رفضها لما تم الوصول إليه من نتائج تفاوضية قام بها الذراع الآخر ، لتدخل منظومة النتائج التي توصلت إليها إسرائيل مع بقية أطراف العملية التفاوضية في دوامة أزمة لا تنتهي.
تقدير استراتيجي
بات من الواضح إن هناك الكثير من المصاعب والتحديات التي تواجه المنظومة التفاوضية الفلسطينية مع إسرائيل ، هذا في الوقت الذي تقوم فيه السلطة الفلسطينية بجهود جادة من أجل محالة ترسيخ مبدأ التفاوض للوصول إلى أي حل مع إسرائيل لتخفيف القيود التي تمارسها إسرائيل لتخفيف الأزمات التي يعانيها المواطن الفلسطيني تحت الاحتلال ، وهو ما يزيد من دقة هذه الأزمة بصورة واضحة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت