قالت الشرطة الإسرائيلية، يوم السبت، إن حادث مقتل الطبيب الشاب محمد العصيبي بالحرم القدسي لم يتم توثيقه بالكاميرات، فيما اتهمها نائبان عربيان بالكنيست (البرلمان) بمحاولة طمس الحقيقة.
والعصيبي (26 عاما) طبيب من فلسطيني عام 1948 تخرج مؤخرا من كلية الطب في رومانيا، وهو من سكان بلدة "حورة" العربية في النقب (جنوب)، استشهد برصاص الشرطة الإسرائيلية ليلة الجمعة/السبت، بالقرب من باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، بدعوى محاولة تنفيذ هجوم، وهو ما نفته عائلته واتهمت الشرطة بقتله بدم بارد.
وأفادت الشرطة في بيان أن إطلاق النار كان "هجومًا شمل خطف سلاح من ضابط شرطة، ولم يتم تسجيله في الكاميرات الأمنية أو على كاميرات الجسد لضباط الشرطة الذين قاتلوا الإرهابي"، على حد زعمها.
وأضافت: "ليست كل خلية ميدانية في البلدة القديمة موصولة بكاميرات أمنية"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقال منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة (5 مقاعد من اصل 120 بالكنيست): "لا أصدق رواية الشرطة أنه لا يوجد توثيق من الكاميرات الأمنية".
وأضاف في تغريدة على تويتر: "قبل أن تقوم الشرطة بقذف العصيبي وتصفه بالإرهابي، أطالب بالتحقيق الفوري ونشر التوثيق المصور للحادث المؤسف لمقتل طالب الطب الذي يقيم في حوارة وجاء لأداء الصلاة في المسجد الأقصى".
من جانبه، شدد عضو الكنيست أحمد الطيبي من تحالف "الجبهة- العربية للتغيير" ( 5 مقاعد)، على أنه بحسب شهود عيان تم تصفية العصيبي دون أن يشكل خطرا على حياة عناصر الشرطة.
وأضاف في تغريدة: "هناك في مكان الحادث العديد من الكاميرات. تطالب العائلة بنشر مقاطع الفيديو على الفور".
من جانبها، أحصت "يديعوت أحرونوت" 7 كاميرات مراقبة على الأقل في مكان مقتل العصيبي، وقالت إن الحادث وقع في منطقة باب السلسلة، ولم يتم نشر أي توثيق له في الوقت الحالي - على الرغم من وجود كاميرات أمنية فوق مكان وقوع الحادث".
في سياق متصل، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية (لم تسمه) "إنه "من غير المنطقي عدم وجود توثيق للحادث".
وأضاف "ليس حقيقي عدم وجود كاميرات في باب السلسلة".
وصباح السبت، ادعت الشرطة في بيان الشرطة أن العصيبي خطف سلاح أحد جنودها عند باب السلسلة قبل أن يتم قتله فيما نقلت عائلته هذا الرواية وطالبت بالإفراج عن مقاطع الفيديو التي التقطتها كاميرات المراقبة بالمكان وتوثق الحادث.
من جانبها، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن شاهد عيان قوله إن عناصر الشرطة اعتقلوا شابة كانت في طريقها للمسجد الأقصى، مما أدى إلى اندلاع مشاجرة بينهم وبين فلسطينيين تجمعوا حولهم ومن بينهم العصيبي.
وأضاف "أطلق عناصر الشرطة النار على العصيبي من مسافة قصيرة ودون سبب مبرر".
وفي السياق أدانت فصائل فلسطينية، قتل عناصر الشرطة الإسرائيلية العصيبي.
وقالت حركة "حماس" في بيان: "نزفّ شهيد الأقصى الطبيب محمد العصيبي الذي ارتقى برصاص الاحتلال بعد إقدامه على حماية فتاة فلسطينية منعتها شرطة الاحتلال من دخول المسجد الأقصى واعتدت عليها عند باب السلسلة".
وأضافت الحركة "نؤكّد أنّ جرائم الاحتلال لن تمر دون رد".
من جهتها قالت حركة "الجهاد" الإسلامي في بيان: إن "جريمة إعدام الطبيب الشاب محمد العصيبي، تصعيد عدواني خطير يهدف إلى إرهاب المعتكفين والمصلين".
وأضافت أن "الجريمة جاءت للتعبير عن أحقاد وعنصرية جنود الاحتلال الإرهابيين الذين أغاظهم مشهد زحوف المصلين بمئات الآلاف الذين امتلأت بهم ساحات الأقصى في صلاة الجمعة".
وفي بيان، حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من "التداعيات الخطيرة لهذه الجريمة النكراء، التي تأتي في ظل استمرار الاستهداف المستمرّ لأبناء شعبنا في مدينة القدس المحتلة".