دعت المملكة الأردنية الهاشمية وبالتنسيق مع دولة فلسطين، وجمهورية مصر العربية بصفتها رئيسة الدورة العادية 159 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، يوم الأربعاء، إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، على ضوء التطورات التي يشهدها المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف، جراء اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلية للحرم القدسي الشريف، والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه.
وأكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية استمرار التحرك وعلى المستوى العربي ضمن سلسلة الإجراءات والاتصالات والتنسيق الذي تقوم بها المملكة؛ لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتصرفاً مرفوضاً ومداناً يستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها.
وقالت "يؤكد الأردن وبالتنسيق مع الأشقاء العرب على اتخاذ جميع الخطوات والإجراءات التي من شأنها وقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير، والتحذير من مغبته، وتحميل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تبعاته، التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة."
قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، إن الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على المصلين المسالمين في المسجد الأقصى عمل مقيت يخالف كل القوانين والقيم الإنسانية.
ودعا الصفدي، عبر تغريدة على تويتر العالم إلى إدانة هذا الاعتداء بوضوح، مشيرا إلى أن الاحتلال وممارساته غير القانونية واللا إنسانية والاستفزازية تدفع باتجاه الانفجار في هذه الأيام المقدسة.
وأضاف أن للمسلمين الحق في أداء واجباتهم الدينية بحرية في المسجد الأقصى، وللمسيحيين الحق في العبادة في كنائسهم في القدس المحتلة.
وأشار الصفدي إلى أن الأيديولوجيات العنصرية المتطرفة تحرم المسلمين والمسيحيين من هذه الحقوق، مضيفا أن قوة الاحتلال مسؤولة عن تصاعد التوتر الخطير.
أكدت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية ، رفضها وغضبها الشديد لما يجري في المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف، ولاستباحة قوات الاحتلال الإسرائيلي للأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بعد منتصف ليلة الرابع عشر من شهر رمضان.
وقالت الوزارة في بيان، إن إقدام قوات الاحتلال المدججة بالسلاح على اقتحام المسجد الأقصى المبارك ومصلياته وإطلاق العنان لأسلحتها في وجه المصلين والمعتكفين والاعتداء عليهم بأصناف العذاب ركعا سجدا، واعتلاء مصلياته وتكسير نوافذه وإلقاء القنابل الغازية والصوتية الحارقة داخله على من استعصم فيه من المسلمين العزل ودخولها المسجد بالأحذية والأسلحة لتكبل المصلين وتقتادهم إلى السجون، يعتبر تصعيدا خطيرا، ضاربة بذلك كل الشرائع السماوية والحقوق الإنسانية والأخلاقية عرض الحائط.
وأشارت إلى أن الاحتلال يسعى إلى جر المنطقة إلى حرب دينية لا تفرق بين أحد، وإنه بذلك قد استفز مشاعر المسلمين في جميع أرجاء المعمورة، مذكرة بحق الدفاع المقدس عن أولى القبلتين التي صلى نحوها المسلمون، مؤكدة أن شد الرحال إليه أمر واجب على المسلمين تحريرا وعمارة.
وأضافت، أننا نعتصم بشرع الله تعالى وحقنا العقائدي قبل كل شيء، ونستند إلى الوصاية الهاشمية المباركة الممتدة على مر الأزمان، ومن ثم نحتكم إلى الأعراف الإنسانية، تساندنا في ذلك القرارات الدولية التي أقرت حق المسلمين وحدهم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، البالغة مساحته 144 دونما، وأن حقها فيه ممتد من أدنى أرضه إلى أعلى سمائه، لا تشاركهم ولا تقاسمهم فيه ملة أخرى من الناس.
وتابعت الوزارة، أن ما تسعى إليه سلطة الاحتلال من تقاسم الزمان والمكان في الحرم القدسي الشريف، إنما هو أمر بعيد التحقيق عقلا وعقيدة وحقا.