تقدير موقف: تصعيد لا ينتهي في فلسطين

بقلم: معتز خليل

عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى بعد إجبار المصلين على مغادرته( عدسة - AFP) 2.jpg
  • معتز خليل

اشتعلت المواجهات بالأمس بين قوات الاحتلال والمصلين في القدس، وسط اتهامات وجهتها بعض من القوى الغربية تابعتها شخصيا من لندن بمحاولة استغلال بعض من فصائل المقاومة الاحتفالات اليهودية بعيد الفصح من أجل تصعيد الموقف، فيما تتهم الفصائل الفلسطينية قوات الاحتلال باستمرار استفزازهم ، ووسط مخاض هذه المعركة تتصاعد المواجهات والاحتكاكات بين الطرفين  مما يهدد الاستقرار الأمني في الأراضي الفلسطينية ، وهو ما قد يتسبب في تخفيف القيود ويقوض قدسية شهر رمضان.
ما الذي يجري؟
صباح يوم الثلاثاء الموافق الثالث عشر من شهر رمضان قام أحد الفلسطينيين بمحاولة طعن ، وهو ما أسفر عن استشهاد منفذ العملية وإصابة الإثنين الإسرائيليين بإصابات متباينة تتراوح بين البسيطة والخطيرة.
وتأتي هذه العملية تزامنا مع تهديدات أطلقها وزير الأمن القومي بن غير بأن اليهود سيدخلون ساحات المسجد الأقصى ويؤدون الصلوات هناك ، مع مناقشته لفرضية ذبح القرابين التي تدأب بعض من القيادات اليهودية المتشددة على ذبحها في عيد الفصح .
وبالطبع أثارت تصريحات بن غفير غيرة وحماسة أبناء الشعب الفلسطيني الذي توافد المئات منه إلى المسجد الأقصى من أجل حمايته ، الأمر الذي أدى إلى عدد من الخطوات ومنها:
1-    مواجهات مشتعلة طوال ليله أمس
2-    طرد قوات الاحتلال للمعتكفين من المصلين
3-    اقتحام قوات الاحتلال، فجر اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك، بعد انتهاء صلاة فجر ال14 من شهر رمضان.
4-    فوجئ مئات المصلين وبعد انتهاء صلاة الفجر وخروجهم من المصلى القبلي، باقتحام أعداد كبيرة من الضباط والقوات الخاصة المسجد الأقصى عبر باب المغاربة والانتشار بين المصلين، ثم الاعتداء عليهم بالأعيرة المطاطية.
ومع هذه التطورات لعب الإعلام الغربي دورا في منتهى الدقة ، حيث كشفت دوائر سياسية غربية أن الأردن طالب من القائمين على الأوقاف في القدس وجموع الشيوخ في المسجد الأقصى بالعمل على التهدئة وعدم التصعيد ، وهو ما يمكن مطالعته في بعض من القنوات التليفزيونية الغربية التي تبث أخبارها اليوم الأربعاء والتي قالت إن هذه الخطوة الأردنية تأتي في مخاض بعض من التطورات وهي:
1-    شعور الأردن بالفعل بوجود تطورات استراتيجية خطيرة في القدس المحتلة.
2-    تقديرات بعض من الأجهزة الأردنية الخبيرة في شؤون فلسطين والقدس والتي ترى إن الوضع سيظل متفجرا الآن في ظل الاحتفالات الدينية لليهود بعيد الفصح والمسلمين بشهر رمضان ، وهو ما سيضع دوما مواد الاشتعال بجانب بعضها البعض ويمكن أن يؤثر على عموم الاستقرار بالمنطقة.
تقدير استراتيجي
بات من الواضح أن الاحتفال بأيام شهر رمضان المبارك في ظل الحكومة اليمينية الحالية سيأخذ طابعا تصعيديا في منتهى الخطورة، خاصة في شل شراسة بن غفير وبطش الاحتلال ، فضلا عن تزامن الأعياد اليهودية مع الأعياد الإسلامية والأيام المباركة التالية عقب شهر رمضان.
وتعلم إسرائيل بالطبع تداعيات هذا الموقف، وتعرف تماما قدسية نية الاعتكاف لدى المسلم ، ولكنها تتعامل ببطش لافت ، وتنجح في ذات الوقت في إرسال وبث رسالتها إلى العالم مع قوتها الإعلامية ، الأمر الذي يزيد من خطورة ودقة الأيام المقبلة في ظل السياسات الاستعراضية التي ينتهجها بن غفير وحكومته اليمينية.   
عموما هناك رواية غربية أخرى يجب على الفلسطينيين الاطلاع عليها ومعرفتها ، وهي الرواية التي تسوق لها بعض الجهات في العالم، وهو ما يفرض على الفلسطينيين توخي الحذر منها بكافة الطرق.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت