أصدر وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، تعليمات للأجهزة الأمنية بالتحضير لاستعراض سبل الرّد أمام الكابينيت، الذي سيُعقد مساء الخميس، وذلك في ختام جلسة لتقييم الأوضاع عقدها مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وأفاد بيان صدر عن وزارة الجيش الإسرائيلية بأن غالانت تلقى تحديثات استخباراتية حول آخر التطورات على كافة الجبهات، كما أجريت "مراجعة متعددة الجوانب لإطلاق الصواريخ في اليوم الأخير من لبنان وقطاع غزة".
وأضاف البيان أن غالانت "أصدر تعليماته إلى الأجهزة الأمنية للدفع بجميع خيارات الرد، تمهيدًا لعرضها على الكابينيت" الذي يعقد في وقت لاحق، مساء اليوم.
وشارك في تقييم الأوضاع الأمنية كل من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ورئيسي الموساد والشاباك، ورئيسي شعبتي العمليات والشؤون الإستراتيجية، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة المحتلة، وغيرهم من المسؤولين.
وأُطلقت 34 قذيفة صاروخية، من لبنان، صوب إسرائيل، يوم الخميس، فيما أُغلق المجال الجويّ، من حيفا شمالا، وتقرر عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، برئاسة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. وأُصيب 3 اشخاص في فسوطة ويانوح - جت، بجراح طفيفة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب، إن صافرات الإنذار أُطلقت شماليّ البلاد، مشيرا إلى أن التفاصيل قيد الفحص. وفي بيان ثان، قال الجيش الإسرائيلي إنه "تم رصد إطلاق قذيفة صاروخيّة من لبنان، باتجاه إسرائيل"، مضيفا أنه "تم اعتراضها بنجاح من قبل الدفاعات الجوية".
وحمل الجيش الإسرائيلي الحكومة اللبنانية وحركة "حماس" ، مسؤولية إطلاق صواريخ من لبنان نحو إسرائيل. وقال، في بيان، إن "الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية عندما أطلق من داخل أراضيها قذائف صاروخية نحو إسرائيل، إطلاق تلك القذائف يعتبر حدثًا خطيرًا". وأضاف أن "الحديث عن حدث متعدد الجبهات لكن الفاعل والجهة التي أطلقت القذائف الصاروخية هي جهة حركة حماس الفلسطينية من لبنان".
وأكد الجيش الإسرائيلي رصد سقوط قذائف هاون، استهدفت "المطلة" شمالي البلاد. وقال إن التفاصيل "قيد الفحص".
وفي وقت سابق، أعلنت المجلس المحلي في المطلة سقوط ثلاث قذائف هاون أطلقت من جنوبي لبنان، وطالبت السكان بالاحتماء في "أماكن آمنة".
ولفتت التقارير إلى أن 3 قذائف هاون على، قد أُطلقت من جنوب لبنان، وسقطت في منطقة مفتوحة، ولم يُبلّغ عن مصابين.
وذكرت وسائل اعلام عبرية بأن نتنياهو يعقد في هذه الاثناء اجتماعا مع وزراء الجيش والأمن القومي والخارجية والشؤون الاستراتيجية وإسرائيل تستعد للرد على إطلاق الصواريخ، مرجحة بإعلان عملية عسكرية تستمر لأيام في لبنان وقطاع غزة .
وقال عضو مجلس الوزراء السياسي والأمني الإسرائيلي الوزير يسرائيل كاتس: "الوضع يستدعي ردا قاسيا. دولة لبنان تتحمل مسؤولية ما يحدث على أراضيها".
وأوعزت إسرائيل لسفرائها بإخطار الدول العاملين فيها، بأنها ستردّ على القصف من لبنان.
وحذرت وزارة الخارجية اللبنانية، من "نيات إسرائيل التصعيدية التي تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين"، مشددة على أن "لبنان مستعد للتعاون مع اليونيفل واتخاذ الإجراءات المناسبة لعودة الهدوء والاستقرار".
وأضافت الخارجية اللبنانية، أن "لبنان يؤكد مجددا كامل احترامه والتزامه بقرار مجلس الأمن الدولي 1701".
وأوضحت أن "لبنان حريص على الهدوء والاستقرار، ويدعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف التصعيد".
وأفاد الجيش اللبناني بإطلاق عدد من الصواريخ من محيط بلدات القليلة والمعلية وزبقين، مضيفا: "نسير دوريات بالتعاون مع اليونيفل".
وأعلن الجيش اللبناني عبر "تويتر" أن "وحدة من الجيش عثرت على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ المعدّة للإطلاق في محيط بلدتي زبقين والقليلة، ويجري العمل على تفكيكها".
أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رونين بار، تقييما للوضع في مقرّ وزارة الأمن في تل أبيب، مع باقي قادة الجيش.
اعتبر المحلل العسكري في موقع "واينت" الإلكتروني، رون بن يشاي، المقرب لأجهزة الأمن الإسرائيلية، أن إطلاق القذائف الصاروخية من لبنان باتجاه منطقة الجليل الغربي في شمال إسرائيل، بعد ظهر اليوم الخميس، تم بتشجيع إيراني "لتصعيد في عدة جبهات".
وبحسبه، فإنه "لا توجد إمكانية لنشاط كهذا في الجبهة الشمالية من دون مصادقة حزب الله، رغم الانطباع الأولي بأن حزب الله لم يطلق القذائف الصاروخية بنفسه، وإنما أعطى ضوءا أخضر لتنظيمات فلسطينية صغيرة في جنوب لبنان".
وتابع أن الاعتقاد حاليا هو أنه تم إطلاق صواريخ كاتيوشا قصيرة المدى. وأضاف أن "رد إسرائيل، واستمرار الأحداث في المسجد الأقصى، سيقرر إذا كان التصعيد سيستمر".
وحسب المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، فإن "بحوزة الجيش الإسرائيلي خطة هجومية لجولة كهذه بالضبط، لكن خلافا للجنوب لديه آلية أخرى للتصعيد".
وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن المنظمة الدولية نددت ، بإطلاق عدة صواريخ على شمال إسرائيل، من لبنان، وحثت جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وأضاف أن "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، لا تزال على اتصال بالسلطات على جانبي الخط الأزرق، ونحث الأطراف على الاتصال بقوات حفظ السلام لدينا، وتجنب أي عمل أحادي من شأنه أن يزيد من تصعيد الموقف".