- جهاد حرب
استمرار محاولة أفراد وضباط شرطة الاحتلال الاسرائيلي تنصيب أنفسهم "حراساً" على المسجد الأقصى؛ يمنعون من يشاؤون ويمسحون لمن يرغبون، على العبادة في المسجد وباحاته على مدار الأسبوع الفارط، واستمرار تشجيعها للمستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى في خرق واضح للاتفاقيات الموقعة خاصة مع المملكة الأردنية وضرب عرض الحائط للوصاية الأردنية على المقدسات في القدس، بالاضافة إلى خشية المواطنين الفلسطينيين من تغيير الوضع القائم "الستاتيكو" بتكريس تواجد المستوطنين اليهود في باحات المسجد وإخلاء الفلسطينيين منها على طريق التقاسم المكاني بوجود حكومة يمينية فاشية يؤمن أطراف مركزية فيها باقامة الهيكل المزعوم، أثار غضب الفلسطينيين وأدّى إلى وإصرارهم على الاعتكاف في المسجد الأقصى لحمايته من سلطات الاحتلال وجنون مستوطنيه.
إن الخشية الفلسطينية هذه توجت بمبادرة مجموعات مختلفة للتحرك في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بموجة من العمليات كان أبرزها؛ اطلاق قذائف من الجنوب اللبناني وهي المرة الأولى بهذه "الكثافة"، ناهيك عن إطلاق بعض القذائف من قطاع غزة، ومواجهة شعبية مشتعلة في مدينة القدس وفي مدن فلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948، واطلاق نار على جنود الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية الأمر الذي ينذر بتوسع المواجهة لتشمل جبهات متعددة لا تقتصر على الجغرافيا الفلسطينية المادية بل أيضا الجغرافيا الفلسطينية البشرية.
هذا الغضب لم يكن وليد الساعة إنّما تتويجاً للصراع القائم منذ سنوات طويلة ورفضاً للظلم والاستعمار والاحتلال العسكري، وتعبيراً عن الاحباط لفشل لخيار حل الدولتين الذي دمرته سياسات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، وفقدان الأمل في أيِّ عملية سياسية محتملة في السنوات القادمة، واستمرار التوسع في الاستيطان وفي حماية المستوطنين على جرائمهم ضد الفلسطينيين، وقمع الفلسطينيين على يد جيش الاحتلال وشرطته.
تشير نتائج استطلاع الرأي العام للربع الأول لهذا العام، الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، إلى أنَّ ثلثي الجمهور الفلسطيني يتوقع زيادة اعتداءات المستوطنين في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة الراهنة، ويرى ثلاثة أرباع الجمهور الفلسطيني أنّ الاعتداء على بلدة حوارة يمثل تعبيراً عن سلوك حكومة إسرائيل وجيشها وليس سلوك المتطرفين فقط. تقول الغالبية العظمى (77%) أن إسرائيل ستستمر في سياسة اقتحام المدن والمخيمات في الضفة الغربية، في المقابل تقول نسبة من 73% في الضفة الغربية أن الإجراءات العقابية الإسرائيلية ضد منفذي العمليات وأهلهم، مثل هدم المنازل أو الطرد أم فرض عقوبة الإعدام، ستؤدي لزيادة العمليات المسلحة.
أغلبية المواطنين (70%) في الضفة الغربية يتوقعون اندلاع انتفاضة ثالثة مسلحة، يؤيد 70% من المواطنين عملية إطلاق النار على المستوطنين التي جرت في حوارة مؤخراً. ويقول ثلثا المواطنين في الضفة الغربية إنهم يؤيدون تشكيل مجموعات مسلحة مثل كتيبة جنين وعرين الأسود. وإنهم مع تشكيل مجموعات مسلحة مثل "عرين الأسود".
إنَّ نتائج استطلاعات الرأي العام على مدار السنتين الأخيرتين، واستمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلي القميعة والمساس بالمقدسات، بالإضافة إلى فقدان الأمل بإنهاء الاحتلال في المستقبل، وارتفاع درجة الغضب الشعبي، ترجح احتمالات الانفجار الواسع في وجهة الاحتلال.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت