- معتز خليل
نشرت عدد من الصحف الغربية خلال الساعات الماضية بعض من تقديرات الموقف تشير إلى أن حزب الله زود المقاومة وتحديدا حركة حماس بصواريخ بعيدة المدى لإطلاقها على إسرائيل من جنوب لبنان، الأمر الذي يزيد من دقة التحديات التي تواجهها المقاومة حاليا فضلا عن تأكيد هذه التقديرات بتشكيل المقاومة لجبهة واحدة للحرب ضد إسرائيل ، وهو ما ظهر استراتيجيا خلال الأيام الماضية مع دخول سوريا على خط المواجهة وإطلاق عدد من الصواريخ من أراضيها ضد إسرائيل.
وصاحب هذا بالطبع ردود فعل واسعه من الساحة اللبنانية ، وصل بعضها إلى انتقاد هذا التعاون بين حزب الله والمقاومة لإدخاله لبنان في أزمات لا تنتهي ، وهو ما عبر عنه بعض من النشطاء اللبنانيين صراحة وانتقدوا الضربات الصاروخية من لبنان لإسرائيل ، وهو ما دفع بدوره بعدد من الفلسطينيين للرد عليهم.
وقد عبرت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لحزب الله عن هذا التوجه ، قائله في عنوانها الرئيسي : محور المقاومة يتحرك : القدس ليست وحدها ، وهو ما يمثل إشارة استراتيجية وسياسية بتوحيد جبهات القتال والمقاومة ضد الاحتلال.
وقالت الصحيفة ونقلا عن مصادر بالمقاومة أن المقدسيين يواصلون معركة تثبيت حقّهم في الاعتكاف في المسجد الأقصى طيلة أيام شهر رمضان، ومنع الاحتلال من فرض التقسيم الزماني والمكاني عليه، أسوةً بما حاصل في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وآوضحت الصحيفة نصا ما يلي للحديث عن هذه المعركة بالقول: "معركةٌ لن يكون أهالي المدينة المحتلّة وحدهم فيها؛ إذ أثبتت تجربة ليلتَي المواجهة في الأقصى، أن الأراضي المحتلّة تنتظر أدنى شرارة لتُفجّر غضبها في وجه جنود العدو ومستوطِنيه، فيما تستمرّ المقاومة في قطاع غزة في وضع يدها على الزناد، موسِّعةً دائرة قصفها للمستوطنات، ومؤكدةً أنها حاضرة لتوسيع الردّ عندما يَلزم الأمر."
ما الذي يجري؟
تتصاعد في الآونة الأخيرة حدة المواجهات الاستراتيجية بين المقاومة والاحتلال ، وهو ما بات واضحا على أكثر من صعيد ومنها:
1- سوريا التي انطلقت منها ٣ صواريخ ضد إسرائيل .
2- لبنان التي انطلقت منها عدد من الصواريخ ضد إسرائيل
3- من قبلها انطلقت عدد من الصواريخ من قطاع غزة ضد إسرائيل ، وهو ما تسبب في حالة من الفزع يعاني منها الكثير من الإسرائيليين ممن يعيشون في مناطق غلاف غزة.
4- هناك مزاعم لم يتم التأكد من مصداقيتها تتعلق بالعثور أيضا على منصة للصواريخ في سيناء ، وهو ما تداوله بعض من النشطاء غير أن القاهرة نفته بعد ذلك.
النتيجة الحتمية من وراء ما سبق تشير إلى ما تؤكده بعض من التقديرات والتقارير الغربية بشأن تدشين جبهة واحدة للقتال تابعة للمقاومة ، وهي الجبهة التي تعمل على أربعه جبهات وهي :
لبنان وسوريا وغزه والضفة الغربية ، وتعمل هذه الجبهات مستخدمة استراتيجيه الضرب بالصواريخ القتالية ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة ودفع إسرائيل إلى:
1- العمل جديا من أجل تفعيل حائط الصواريخ بها.
2- أثبتت هذه الصواريخ فشلها على أكثير من صعيد استراتيجي، ومنه مثلا لبنان حيث وصلت إلى عمق الشمال الإسرائيلي وتسببت في سقوط إصابتين لمواطنين من عرب فلسطين.
3- التسبب في حالة من الذعر والقلق لدى الحكومة الإسرائيلية، وهي الحالة التي تتواصل حاليا ودفعت بنتنياهو خلال خاطبه السياسي الذي ألقاه يوم الاثنين الموافق العاشر من إبريل لتهديد جميع الأطراف حال دعمها للمقاومة سواء سوريا وتحديدا الرئيس بشار الأسد أو حزب الله أو غيره من القيادات الأمنية والسياسية بالمقاومة.
تقدير استراتيجي
بات من الواضح أن هناك قرارا استراتيجيا لتوحيد جبهات المقاومة الفلسطينية ، وهو القرار الذي بات واضحا وواقعيا على أكثر من صعيد إزاء الجبهات الساخنة الحالية ، وهو ما يزيد من تداعيات الموقف سياسيا واستراتيجيا على اكثر من صعيد عربي الآن.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت