- معتز خليل
جاءت الزيارة الرسمية لوفد حركة الجهاد الإسلامي إلى العراق والتي ترأسها الأمين العام للحركة زياد النحالة ثم لقاءاته مع بعض من المسؤولين العراقيين وعلى رأسهم الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
والحاصل فإن هذه الزيارة التي عقدها النخالة مع مبار المسؤولين العراقيين تؤكد على بعض من الحقائق الاستراتيجية ، وعلى رأسها ان العراق بمختلف مكوناته وأطيافه السياسية يساند القضية الفلسطينية ، وهو ما وضح من خلال هذه الزيارة التي أتت تزامنا مع الاحتفال بيوم القدس العالمي في بغداد.
ما الذي يجري ؟
بات من الواضح آن حركة الجهاد الإسلامي تدير منظومة استراتيجية ومهمة لبناء علاقات متميزة مع الأطراف الإقليمية المختلفة ، وقد تابعت الكثير من وسائل الإعلام العراقية وحتى الإيرانية أيضا التي تابعت زيارة النخالة للعراق ، والتي تضمنت لقاءات أيضا مع السفير الإيراني لدى بغداد محمد كاظم آل صادق والملحق الثقافي الإيراني في العراق والكثير من المسؤولين والسياسيين في العراق.
وقد تابعت بعض من الدوائر الغربية الأكاديمية أهمية هذه الزيارة التي تأتي تأكيدا للدعم العراقي السياسي والاستراتيجي للمقاومة ، فضلا عن التأكيد على أن المؤسسة السياسية العراقية تدعم حركة الجهاد الفلسطيني، وبالإضافة لكل ذلك كان واضحا من التعاطي مع نتائج هذه الزيارة :
1- التأكيد على أن المؤسسة العراقية الرسمية لا تدعم حركة المقاومة معنويا فحسب ، بل تدعمها أيضا بالمعدات والتقنيات اللازمة ومنها السلاح مثلا ، وهو ما أشارت إليه بعض من الآراء والتغريدات التي تطرقت إليها بعض من منصات التواصل الاجتماعي الداعمة لحركة الجهاد .
2- فتحت هذه الزيارة الباب للتساؤل عن إمكانية تدشين محور "طهران - بغداد -دمشق" ، وهو المحور الداعم لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ونضاله ضد الصهاينة.
3- باتت التحركات السياسية التي تقوم بها قيادات المقاومة مهمة للدرجة التي تنعكس إيجابيا على القضية الفلسطينية ونضالها من أجل تحرير فلسطين.
نضال تاريخي
والحاصل فإن هذه النقطة المركزية المتمثلة في الدعم العراقي للمقاومة كانت غائبة كثيرا عن القلم العربي ، صحيح أن هناك الكثير من الآراء التي تطرقت إليها ، غير أن معالجتها بصورة أكاديمية وواسعة مدعمة بالحقائق والدليل لم تتوفر حتى الآن.
وهناك الكثير من الدول التي لم تساعد فلسطين بحجم العراق ، ومع هذا الكثير من الكتابات الاستراتيجية تشيد بها وبموقفها السياسي الذي لا يقارن بالعراق. اللافت أيضا هو غياب هذه القضية عن الدراما العربية ، رغم آن بعض من الأعمال الدرامية تطرقت إليها ، مثل فيلم الطريق إلى إيلات.
ويقص هذا الفيلم قصة عملية بطولية ونضالية نوعية قامت بها قوات الكوماندوز البحري المصرية في قلب مدينه إيلات الساحلية في إسرائيل، والذي لا يعرفه البعض إن العراق هو من سمح بإدخال المعدات العسكرية والسلاح لهذه القوات ، لتأخذ مسارها من العراق للأردن حيث سبحت عناصر المقاومة الفلسطينية بحرا لتصل إلى إيلات وتنفذ العملية.
هذا الدور وغيره من الأدوار الاستراتيجية ربما يغيب عن الذاكرة الوطنية العربية ، ولكنة سيظل محفورا في قلب ذاكرة الأمة مهما طال الزمن.
تقدير استراتيجي
من الواضح أن حركة الجهاد الإسلامي تقوم بالكثير من التحركات والأنشطة الاستراتيجية الهامة ، وهي التحركات التي تتواصل وتتنوع لتدشين محاور إقليمية قوية تخدم المقاومة الفلسطينية ، الأمر الذي يزيد وبوضوح من دقة هذه التحركات ، والأهم من هذا أهميتها السياسية والاستراتيجية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت