- معتز خليل
كان واضحا من حديث يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة أنه يدعم توجهات الحركة لدعم سوريا وإيران ، وهو ما دفعه للحديث في يوم القدس للتأكيد على أهمية انضمام الحرمة والمقاومة لمحور الممانعة وإنحيازها التام والصريح له.
وفي كلمته في مهرجان "الضفّة درع القدس" الذي أقيم في غزة، إحياء ليوم القدس العالمي وضع السنوار النقاط فوق الحروف قائلا: "وقع علينا ظلم كبير من الكثيرين من المحبِّين الذين أرادوا منَّا أنْ ننحاز لطرف دون آخر، في ما وقع من نزاعات داخلية؛ الأمر الذي كان سيشغلنا عن مسارنا الاستراتيجي في التحضير لمعركتنا الكبرى، معركة وعد الآخرة".
ويعكس هذا بالطبع كثيرا من الجدال السياسي مع صراحة السنوار ومباشرته في الحديث عن هذا الظلم الذي وقع على الحركة ، أو على الأقل على حماس غزة سياسيا.
ما الذي يجري؟
تعتبر حركة حماس جزء من منظومة العمل الوطني الفلسطيني ، وبالطبع ترتبط الحركة بالكثير من الجهات السياسية في العالم العربي والمنطقة ، وهي الجهات التي يدعم بعضها الحركة ، وهناك جهات أخرى ترغب في تسوية خلافاتها مع الحركة ، ومن هنا تزايدت أهمية التفاعلات الجيوسياسية التي تقوم بها الحركة خلال الفترة الأخيرة على الصعيد الإقليمي.
غير أن هناك حقائق يمكن طرحها في هذا الصدد في ضوء معطيات استراتيجية محددة ، وعلى سبيل المثال الموقف من سوريا :
1- في الوقت الذي تحدث فيه السنوار عن أهمية الموقف من سوريا ودعمها لا يزال موقف رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج خالد مشعل مع ثورة الشعب السوري.
2- قال مشعل نصا في معرض تأبينه للشيخ يوسف القرضاوي، أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي: " الشيخ القرضاوي الذي وقف مع الحقّ، ومع المقاومة، ومع الشعوب، وسنظل مع الشعوب، في وجه الطغاة، سنظل مع الحرية، سنظل مع وحدة الأمة، وقضاياها الكبرى".
3- المعروف إن موقف القرضاوي رحمة الله عليه كان واضحا وصريحا من ثورة الشعب السوري، والهجوم الذي تعرّض له من مؤيِّدي بشّار الأسد جرّاء هذا الموقف.
4- مع كل هذا قال موسى أبو مرزوق الرئيس الأول للمكتب السياسي للحركة والرئيس الحالي لمكتب العلاقات الدولية فيها موسى أبو مرزوق، على "تويتر"، في 15 إبريل/ نيسان، بعد خطاب السنوار: "حماس ليست جزءًا من أيِّ محور سياسي، أو عسكري، بغضّ النظر عن الاسم والعنوان. نحن حركة مقاومة إسلامية، ونسعى إلى علاقات مع كلِّ القوى الحيَّة في المنطقة والعالم، وليس لنا عداء مع أيِّ مكون سوى العدو الصهيوني، ونشكر كلَّ مَن يقف معنا مساعدًا ومُعينًا، وليس هناك من علاقة مع أي طرف على حساب طرف آخر".
حماس ليست جزءاً من أي محور سياسي أو عسكري بغض النظر عن الاسم والعنوان.
— د. موسى أبو مرزوق DR. Mousa Abumarzook (@mosa_abumarzook) April 15, 2023
نحن حركة مقاومة إسلامية، ونسعى لعلاقات مع كل القوى الحية في المنطقة والعالم وليس لنا عداء مع أي مكون، سوى العدو الصهيوني، ونشكر كل من يقف معنا مساعدًا ومعينًا، وليس هناك من علاقة مع أي طرف على حساب طرف آخر.
من الملاحظ وفي ضوء ما سبق وجود تباين أو اختلاف في التعاطي السياسي للحركة مع القوى السياسية الإقليمية و وهو أمر واضح على الصعيد السياسي والاستراتيجي للحركة.
حماس الشباب
وفي هذا الصدد يمكن القول بأنه وفي الوقت الذي تباين فيه التعاطي السياسي للحركة مع الانفتاح إزاء القوى الإقليمية ، بات واضحا اتحاد شباب الحركة من عناصر المقاومة في بوتقة واحدة ، وهو ما تجلى في بعض من النقاط ومنها:
1- وحدة الموقف بين غزة والضفة على سبيل المثال ومع عودة وحدات الإرباك الليلي وتواصل المقاومة في الضفة ، بات واضحا تواصل المقاومة التي تثير اضطراب الاحتلال في عموم فلسطين ، غير أن هذا بدوره لا ينطبق بصورة كامله على الصعيد السياسي مع المقاومة .
2- هناك شواهد مثلا تؤكد التباين السياسي بين أجنحة المقاومة ، منها مثلا عدم مرافقة القيادي في الحركة صالح العاروري لوفد حركة حماس الذي زار المملكة العربية السعودية مؤخرا ، وهو أمر كان لافتا.
تقدير استراتيجي
عودتنا المقاومة دوما وتحديدا حركة حماس بانتهاج الديمقراطية واحتضان الشباب بين صفوفها ، وهذا ما أرسته قيادات المقاومة منذ عقود و وكان من أبرز وعلى رأسها الشهيد عبد العزيز الرنتيسي ومن قبله الشهيد أحمد ياسين الأب الكبير ، والذي أرسى مبدأ الأبوه واحتضان الشباب ، مثل القائد الخالد ياسر عرفات ، والاثنان ورغم التباين السياسي بينهما فقد نجحا بسياستهما الحكيمة في طرح جيل من الشباب يقود العمل الفلسطيني الوطني ، بين حكمة فتح وطموح حماس
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت