فلسطين: "سياسة العقاب الجماعية"  الإسرائيلية تجر المنطقة للعنف

فصائل المقاومة تدعو للنفير العام والدفاع عن الأقصى وتحذر الاحتلال

أفادت القناة 14 العبرية بأن الوضع الأمني مُقلق، بعد الأعياد وشهر رمضان، حيث لا يزال مستوى التأهب عالياً بسبب إنذارات حول نوايا خلايا فلسطينية مسلحة تنفيذ هجمات.

وأشارت القناة العبرية إلى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تواجه صعوبة في اعتقال منفذي الهجمات الفلسطينية الأخيرة.

وحذرت فلسطين، يوم الأربعاء، من أن الإجراءات الإسرائيلية بما فيها اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى و"سياسة العقاب الجماعية" تجرّ المنطقة إلى "مربع العنف والتوتر".

جاء ذلك في تصريحات للناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة نقلتها وكالة الأنباء الرسمية، وأخرى لرئيس الوزراء محمد اشتية بمستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء بمدينة رام الله.

وقال أبو ردينة، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجر المنطقة لمربع العنف والتصعيد والتوتر وعدم الاستقرار".

ورأى أبو ردينة أن "قيام مستوطنين متطرفين باقتحام المسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال في باحاته، وتكرار اقتحام شرطة الاحتلال لمصلى باب الرحمة وتخريب تمديدات الكهرباء داخله، يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تبحث عن سبل تفجير الأوضاع".

وحمّل الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية “مسؤولية السياسات الخطيرة الساعية لتدمير أي جهد إقليمي أو دولي يبذل لتوفير الاستقرار ومنع تدهور الأوضاع”.

ووصف الاعتداءات المتكررة على مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى بأنها "لعب بالنار" مضيفا أن "المصلى جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى".

واعتبر أبو ردينة "الحصار الذي تتعرّض له المدن الفلسطينية في الضفة، واستمرار اقتحام المدن والقرى والمخيمات بمثابة عقاب جماعي" للشعب الفلسطيني.

ودعا الإدارة الأمريكية إلى "التدخل الفوري لوقف هذه الممارسات الخطرة، والضغط على إسرائيل لوقف كافة إجراءاتها أحادية الجانب".

من جهته، قال رئيس الوزراء محمد اشتية إن ما "يتعرّض له مصلى باب الرحمة من تخريب لمحتوياته ومصادرة بعضها، أمر مدان ارتكبته قوات الاحتلال".

وشدد على ضرورة "وقف اجتياحات المسجد الأقصى كليا، وليس فقط في شهر رمضان الفضيل، وكذلك وقف التعديات على كنيسة القيامة، وبقية الكنائس."

والأربعاء، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان مقتضب ، إن 400 من المتطرفين اقتحموا المسجد الأقصى.

في حين تم توثيق حالتين قام خلالهما مستوطنون برفع العلم الإسرائيلي قبل أن تصادره الشرطة الإسرائيلية وتقتاد المستوطنين إلى خارج المسجد، كما حاول مستوطنون أداء طقوس تلمودية خلال الاقتحامات، وفق شهود عيان.

وجدد مستوطنون إسرائيليون، الإثنين، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى في القدس الشرقية بعد منع استمر 13 يوما، خلال الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان وأيام عيد الفطر.

 ودعت فصائل المقاومة في غزة التي رفعت حالة التأهب مؤخرا، إلى استمرار شد الرحال إلى الأقصى، والتواجد فيه لإفشال مخططات الاحتلال.

وعلى وقع الهجمات المتكررة للمستوطنين وقوات الاحتلال ضد المسجد الأقصى، خاصة في ظل احتفال إسرائيل بـ"عيد الاستقلال"، وآخرها رفع العلم الإسرائيلي في باحات المسجد، وأداء "طقوس تلمودية"، حذرت فصائل المقاومة في قطاع غزة، الاحتلال من “اللعب بالنار”.

وقالت في بيان أصدرته "العدو الصهيوني يلعب بالنار بما يقوم به من إجرام تجاه المسجد الأقصى وتواصل الاعتداء على مصلى باب الرحمة، الذي يمثل محاولة فاشلة لتغيير الهوية الإسلامية في القدس، وجزءا من مخططات التهويد التي لن تمر".

وجددت الفصائل دعوتها إلى كل الفلسطينيين الذين يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى، من أجل الاستمرار في "شد الرحال" والاحتشاد في ساحاته للدفاع عنه.

وفي ذات السياق، قللت من أهمية تهديدات الاحتلال بالعودة إلى سياسة الاغتيالات، وقالت إنها "لن تُفلح تهديدات العدو بتفعيل سياسة الاغتيالات ضد قادة المقاومة في ترميم صورته التي كسرتها المقاومة".

وشددت على أن ردها سيكون كبير حال أقدم الاحتلال على أي فعل من هذا القبيل، وقالت "العقاب المنتظر للعدو وجيشه المهزوم سيكون كبيراً".

وفي السياق، دعا هشام قاسم عضو القيادة السياسية لحركة حماس، سكان القدس والضفة الغربية وسكان مناطق الـ 48، إلى تكثيف الرباط والتواجد في المسجد الأقصى، انطلاقا من تأدية دورهم المحوري في حمايته.

وأشار إلى أن الاحتلال بأفعاله التي تستهدف المسجد الأقصى “يواصل استكمال الحرب الدينية” ضد المقدسات الإسلامية.