- د. حسن حمودة
- الأمين العام/ تجمع الشخصيات المستقله
يحتفل العالم في الاول من مايو أيار بهذة المناسبة وتحتفل الطبقة العمالية في شتى بقاع العالم بعيد الأول من أيار عيد العمال العالمي كيوم للتضامن ورمزٍ للنضال ضد الاستغلال والقهر الاجتماعي والطبقي ، ولنضالها من اجل حقوقها وأهدافها المشروعة . ومن اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ،
يأتي الأول من أيار لهذا العام الموافق 1/5/2023 في ظروف في غاية في السوء بالنسبة لعمالنا البواسل الصامدين منذ سنوات ، فلم يعد عيد العمال العالمي على الصعيد الوطني الفلسطيني يحمل في قدومه أي بصيص أمل في ظل الظروف الحالية الصعبة وخاصة في ضل استمرار الانقسام. والحصار علي الشعب الفلسطيني ، فلم تعد تحمل هذه المناسبة أي معني أو بهجة للعامل الفلسطيني وخاصة بعد اتساع دائر الفقر والعوز ، و في ظل ارتفاع نسبة البطالة في صفوف العمال الفلسطينيين عامة وعمال قطاع غزة خاصة والتراجع الملحوظ في سوق العمل الفلسطيني وتسريح الكثير من العمال وإغلاق الكثير من المصانع بسبب التدمير للبني والمرافق الاقتصادية والحصار المشدد على المواد الخام اللازمة للتشغيل، وتخلي الحكومة عن مسئولياتها تجاه العمال البواسل وإلغاء برنامج التشغيل المؤقت ، والارتفاع في الأسعار والتي أدت إلى تفاقم الحياة المعيشية لذوي الدخل المحدود وخاصة طبقة العمال المسحوقة من الجميع .
الأول من أيار من كل عام يعتبر عطلة رسمية للعمال مدفوعة الأجر من قبل أرباب العمل ليقيموا الفعاليات الخاصة بهذا اليوم من احتفالات ومهرجانات خطابية فنرى الفرحة في كثير من بلدان العالم تغمر العمال والابتسامات على وجوههم عبر شاشات التلفاز ومنهم من يصطحب أسرهم ليستمتعوا بقضاء يوم يخصهم مع اسرهم ، وعمال فلسطين يعيشون أوضاع صعبة ومأساويه في ظل وجود الاحتلال الصهيوني الذي يمارس سياسة التجويع ضد أبناء الشعب الفلسطيني من خلال الحصار المفروض على قطاع غزة وتقطيع أوصال الضفة الغربية وحواجز الموت فيها وتدمير مقدراتها الصناعية والزراعية ، فقد بلغ عدد العمال حسب أخر إحصائية 850,000 عامل منهم 470,000 عامل عاطل عن العمل ، فنسبة العمال العاطلين عن العمل كبيرة جدا بالإضافة إلى ازدياد عدد الخريجين في كل عام لتضاف إلى نسبة البطالة ؛ في ظل غياب خطط تنموية وإجراءات تطويرية على سوق العمل مما يزيد نسبة العجز والبطالة ، وهذا كله يؤثر سلبا على الواقع العمالي وظروفهم الحياتية .
ففي قطاع غزة حيث بلغت نسبة البطالة 78% وبلغت نسبة الفقر 80% وقد بلغ عدد العمال في قطاع غزة 290,000 عام 87% منهم عاطلون عن العمل يعيشون أوضاع ماساويه في غاية الصعوبة وتحت خط الفقر ، ولا يجدون ما يقتاتون به هم وأسرهم ومن يجد منهم فرصة عمل يتم استغلالهم من قبل المشغلين ومساومتهم على الأجور والحقوق في ظل غياب الرقابة والتفتيش وأمام انعدام فرص العمل وتوقف برنامج التشغيل المؤقت ومنع إسرائيل للعمال من العمل داخل ما يسمى بالخط الأخضر ، وتدمير عشرات المصانع والشركات خلال الحروب التي شنت على قطاع غزة من قبل الاحتلال الصهيوني والتي كانت تستهدف الكثير من المصانع والورش وتجريف الكثير من المزارع في المناطق الحدودية المحاذية للخط والتضييق على الصيادين وتحديد أماكن الصيد وحصره في شريط مائي ضيق فقير بالثروة السمكية .
في الوقت الذي يحتفل عمالنا البواسل بعيد الأول من أيار هذا رغم الإحباط وخيبة الأمل إزاء تفاقم الأزمات الخانقة التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية وخاصة ما يتعلق بالطبقة العمالية المهمشة والمسحوقة ، ندعو الكل الفلسطيني وخاصة حركتي فتح وحماس بالخروج من عنق الزجاجة والجلوس على طاولة حوار وطنية وفي مؤتمر وطني يعد له إعدادا جيدا بعيدا عن المزايدات السياسية والإعلامية ، وتقدم فيه التنازلات المتبادلة ، لتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة والحقيقية التي ينتظرها الشارع الفلسطيني منذ زمن للتفرغ للقضايا الرئيسية وليتصدي للمشروع السرطاني الصهيوني الذي يتمدد في كل الاتجاهات للنيل من امتنا في غفلة من الجميع.
تحية نضالية مفعمة بالاعتزاز والتقدير لعمالنا البواسل ولسائر كادحي العالم الحر و نؤكد أن طبقة العمال صاحبة الأمجاد النضالية والتضحيات الجسام ستبقى في طليعة قوى شعبنا الحية والمناضلة من اجل غد أفضل وقد تحررت فلسطين من براثين الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
عاش الأول من أيار عيد العمال العالمي ، عيد الكفاح والتضامن الاممي ضد الاستغلال والاضطهاد ، ومن اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
د. حسن حمودة
الأمين العام/ تجمع الشخصيات المستقله
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت