- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
توقف قلبه عن الخفقان شهيداً فجر يوم الثلاثاء الثاني من نيسان/ابريل 2023. الشيخ عدنان خضر، الأسير الشهيد، ومن قبله شهيد البدايات في معتقلات الإحتلال قاسم ابو عكر التميمي عام 1968، وصولاً للشهيد ناصر ابو حميد، وما بينهما الشهيد انيس دولة، وابراهيم الراعي، والعشرات العشرات من الشهداء الأسرى في باستيلات الإحتلال، الذين وصلت اعدادهم نحو 285 شهيداً من ابناء الحركة الأسيرة... فكان عدنان خضر شهيد الأمعاء الخاوية التي قاوم بها، في زنزانة في عيادة سجن الرملة، وأكد في وصيته: "لا تيأسوا مهما فعل المحتل فنصر الله قريب".
الشيخ عدنان خضر، ابن بلدة عرابة، قضاء جنين من لواء نابلس وفق التقسيمات الإدارية لفلسطين قبل النكبة. تلك البلدة التي انجبت الصفوف الطويلة من المناضلين الفلسطينيين، وعلى رأسهم الشهيد ابو علي مصطفى نائب الأمين العام للـــ ج ش وامينها العام بعد الدكتور ج ح. وسامي العطاري من ق ص، وامين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة سنوات سبعينيات القرن الماضي... وغيرهم غيرهم، اضافة للقوافل المتتالية من أبناء عرابة في مسيرة الجلجلة الفلسطينية، انطلاقاً من مسيرة شهيد الحركة العمالية الفلسطينية قبل النكبة سامي طه، الذي استشهد في مدينة حيفا في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 1947، وهو يدافع عن حقوق عمال الميناء في حيفا، ودفن في مثوى الشهداء في (بلد الشيخ) قرب حيفا حيث يرقد الشهيد عز الدين القسام في مثواه في المكان ذاته ...
الشيخ عدنان خضر، وله من العمر 44 عاماً، وكان في مقتبل عُمرِهِ مشروع شهادة، كما عَّرَفَ دوماً عن نفسه، مدرسة في الثبات بوجه الإحتلال، وسلطات السجون، فكان سلاحه المتوفرّ بين يديه، السلاح الراقي، سلاح الإضراب والإعتصام، والإضرابات المفتوحة عن الطعام، فمع نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 خاض إضراباً مهماً عن الطعام استمر 67 يوماً، وإضراب العام 2015 الذي استمر 58 يوماً، واضراب العام 2018 لمدة 54 يوما، وفى العام 2021 أضربت 25 يوما، وانتهى الإضراب الخير عن الطعام باستشهاده بعد ستة وثمانين يوما من الصبر والصمود في مواجهة الاعتقال التعسفي ليتم الإعلان عن استشهاده الثاني من نيسان/ابريل 2023.
الشيخ عدنان خضر، صفحة مشرقة في تاريخ النضال الفلسطيني، وأيقونة في سجل الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة وشهدائها من كل القوى والمشارب السياسية والفصائلية الفلسطينية، إنه طائر من طيور النورس الفلسطينية، بل هو طائر الفينيق الذي يَخُرُج من بين الرماد أكثر صلابة وقوة، فـــ بإستشهادة اعطى الزخم لمن يتابع الطريق من بعده الى فلسطين الحرة الأبية، وعودتها وعودة كل لاجىء فلسطيني.
فسلام عليك ياشيخ عدنان خضر مع الأولين
وسلام عليك مع الصابرين الذين ماكلوا مع الميامين
وسلام عليك مع الشهداء
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت