قال متحدث باسم الجيش الإسرتئيلي، مساء الثلاثاء، إنه "متابعة لتفعيل الانذارات قبل قليل في منطقة غلاف غزة فالحديث عن اطلاق أربع قذائف صاروخية من قطاع غزة نحو إسرائيل حيث اعترضت القبة الحديدية واحدة منها بينما سقطت ثلاث أخرى في منطقة مفتوحة".
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، بان الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة جدد قصف المستوطنات المحاذية بثلاث قذائف صاروخية ، وذلك بعد دوي صافرات الإنذار في "غلاف غزة" وسماع أصوات انفجارات، وذلك على خلفية استشهاد الأسير خضر عدنان، فجر الثلاثاء، بعد أن خاض إضرابا عن الطعام دام 86 يوما.
واعترضت بطاريات "القبة الحديدية" قذيفتين صاروخيتين فوق "سديروت"، فيما سقطت قذيفة في منطقة مفتوحة في محيط المستوطنة، وبحسب هيئة البث العام الإسرائيلية "كان"، فإن عددا من القذائق الصاروخية سقطت في مناطق مفتوحة في محيط المجلس الاستيطاني "إشكول".
ودوت صافرات الإنذار عدة مرات في مستوطنات "غلاف غزة"، مساء الثلاثاء، بحسب ما جاء في بيانات مقتضبة صدرت عن قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي، وأعلن الجيش الإسرائيلي "رصد إطلاق ست قذائف هاون من قطاع غزة نحو إسرائيل حيث سقط بعضها بالقرب من السياج الأمني داخل الأراضي الإسرائيلية وبعضها سقط داخل قطاع غزة"، على حد تعبيره.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة سقطت في منطقة مفتوحة؛ وأفادت التقارير العبرية أن فصائل المقاومة أكثر من 40 قذيفة صاروخية من قطاع غزة صوب المستوطنات الإسرائيلية المحاذية، منذ الإعلان عن استشهاد الأسير خضر عدنان.
وبعد ظهر الثلاثاء، ردّت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، برشقتين صاروخيتين (22 صاروخا)، على قصف مدفعي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
واعترضت القبة الحديدية 4 صواريح وسقطت 16 في منطقة مفتوحة، إلا أن صاروخين لم تعترضهما القبة الحديدية، سقط أحدهما في ساحة منزل، وسقط آخر في ورشة بناء في سيديروت، وأعلن مستشفى "برزيلاي" في عسقلان استقباله 7 إصابات من سديروت، إحداها متوسطة الخطورة و6 بحالة طفيفة.
وفي جلسة تقييم أمني عقدها وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، بحضور رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، قال إن "كل من يحاول استهداف الإسرائيليين سيندم على ذلك".
ولاحقا، ألغت الجبهة الداخلية توجيهاتها لسكان مستوطنات غلاف غزّة بالبقاء قرب الملاجئ وذلك بعد أن طالب المتحدث بلسان جيش الاحتلال في بيان أولي، بعد ظهر اليوم، بالتزام السكان البقاء قرب الملاجئ.
واعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة "مسؤوليتنا عن دك مستوطنات الاحتلال برشقاتٍ صاروخية كردٍ أولي على جريمة اغتيال الشيخ خضر عدنان والتي ستفجر ردودا من أبناء شعبنا في كافة الساحات وأماكن الاشتباك بعون الله تعالى".
وكانت قد رفعت سلطة سجون الاحتلال الإسرائيلي، حالة الاستنفار في السجون إلى أعلى درجة، تحسبا من احتجاجات في صفوف الأسرى في أعقاب استشهاد الأسير خضر عدنان، قبيل فجر اليوم، احتجاجا على استمرار اعتقاله الإداري.
وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مداولات أمنية لتقييم الأوضاع بعد إطلاق القذائف من غزة والذي يأتي ردا على استشهاد الأسير خضر عدنان؛ فيما أفادت تقارير عبرية أنه يعتزم دعوة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) للاجتماع.
وذكرت قناة "كان" العبرية الرسمية، مساء الثلاثاء، بأ إسرائيل تستعد لجولة تصعيد مع قطاع غزة "قد تستمر عدة أيام"، وذلك، بعد انتهاء تقييم أمني عقده نتنياهو، مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية، على وقع تصعيد جديد مع غزة.
وأضافت القناة أنه بعد انتهاء التقييم الأمني بات من شبه المرجح أن الجيش الإسرائيلي بصدد الرد على إطلاق رشقات صاروخية من قطاع غزة في وقت سابق الثلاثاء.
ونقلت القناة عن مصدر سياسي مطلع على تفاصيل ما دار خلال جلسة التقييم لم تسمّه، أن "الرد الإسرائيلي يتوقع أن يكون في أسرع وقت ممكن، وأن جولة التصعيد الحالية قد تستمر لأيام وربما أكثر".
وذكرت القناة أن "الوسيط المصري (لم تسمه)، وعقب إطلاق 3 صواريخ صباح الثلاثاء، من غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة، اتصل بمسؤولين إسرائيليين في محاولة لاحتواء الحادث، لكن بعد تجدد الرشقات الصاروخية تراجعت تلك الاحتمالات".
وتحدثت القناة عن استعدادات الجيش الإسرائيلي لاحتمالات إطلاق صواريخ من لبنان من قبل فصائل فلسطينية.
وبحسب القناة، تزايدت انتقادات سكان مستوطنات "غلاف غزة" لحكومة نتنياهو، على خلفية عدم ردها على إطلاق الصواريخ.
وذكرت القناة 14 العبرية بأن 37 صاروخا أطلقت من غزة منذ الصباح، والجيش يستعد للرد"، فيما قالت القناة 12 العبرية:"الجيش أوصى المستوى السياسي بالرد القوي على إطلاق الصواريخ من غزة، لذا قد نتجه لجولة تصعيد تستمر يوم أو يومين".
وحسب إذاعة الحيش، قدر مسؤولون في المستوى السياسي : "تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وغزة سيستمر خلال الساعات القادمة أيضًا"
وقال مسؤول سياسي رفيع للقناة 14: "نستعد لتدهور كبير في الوضع الأمني في الجنوب، نحن مصممون على استعادة الردع حتى لو على حساب استمرار التصعيد".
وقال مسؤول أمني الإسرائيلي لقناة 12 العبرية: "انتهت جلسة التقييم الأمني قبل قليل برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وهناك رد فعل واضح سيكون على إطلاق الصواريخ من غزة".
وأغلقت سلطة سجون الإسرائيلية الزنازين، منذ الفجر، ومنعت خروج الأسرى منها، بعد مداولات في سلطة السجون بمشاركة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلطة السجون تستعد لاحتمال أن يضرم الأسرى النار في الزنازين، ومحاولة مهاجمة سجانين، كما تستعد لاحتمال إعلان الأسرى عن إضراب واسع عن الطعام.
وأوعز بن غفير لسلطة السجون بالتعامل مع الأسرى "بصفر تسامح. وينبغي العمل بشكل حازم وواضح من خلال سحب الظروف التي حصلوا عليها لأسفي في السنوات الأخيرة".
وفي موازاة ذلك، تجري أجهزة الأمن الإسرائيلية مداولات حول تحرير جثمان الشهيد خضر عدنان، فيما تحدثت تقارير عن نقل الجثمان إلى معهد الطب الجنائي في أبو كبير لتشريحه، رغم وصية الشهيد بعدم السماح للاحتلال بإجراء تشريح.
وحسب موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني، فإن تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي هي أن الأحداث في السجون من شأنها أن تؤثر إذا كان سيحدث تصعيد واسع، الأمر الذي دفع جهاز الأمن إلى التوصية أمام المستوى السياسي "بالعمل بصورة حذرة ومراقبة مقابل خطوات الاحتجاج".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في سلطة السجون قوله إن "أي خطوة محلية ضد الأسرى سيتم الرد عليها خارج السجون، والتي قد تنعكس على ما يجري داخل السجون وخارجها". وأضاف أن "سلطة السجون عازمة على وضع حدود واضحة في هذا الحدث. وأي عمل سيؤدي إلى رد فعل متشدد من جانب سلطة السجون، حتى لو أدى ذلك إلى توتر".
وسلطات الاحتلال متهمة بإهمال حالة الشهيد عدنان الصحية التي تراجعت في أعقاب إضرابه عن الطعام، وذلك بالرغم من مطالبة الشهيد بالإفراج عنه.
وفي الجلسة الأخيرة التي عقدتها المحكمة العسكرية الإسرائيلية للاستئنافات، للنظر في طلب الشهيد بالإفراج عنه، ادعى القاضي مناحيم ليبرمان، أن "خضر عدنان سيّد على جسده، وعليه تقبل النتائج المحتملة لأفعاله" في إشارة إلى إضرابه عن الطعام واحتمال استشهاده من جراء ذلك.
واعتبر القاضي نفسه أن المجتمع الإسرائيلي "لا يمكنه أن يكون رهينة لشخص يهدد بالمس بنفسه إذا لم تتم الموافقة على مطلبه"، حسبما أفاد موقع "واينت" الإلكتروني.
وشارك الشهيد خضر عدنان في جلسة المحكمة الأخيرة قبل استشهاده من خلال محادثة فيديو عن بعد، ورفض أن يعرّف عن نفسه أمام محكمة الاحتلال، كما رفض الإجابة على أسئلة القضاة العسكريين. وطالب بواسطة محاميه خلال الاستئناف الأخير، وهو الاستئناف الثالث الذي قدمه الشهيد، حول ظروف تمديد اعتقاله الإداري بأنه يجب إطلاق سراحه. لكن القضاة العسكريين رفضوا طلبه، بعد أن رفضوا طلبين مشابهين في استئنافين سابقين.
وقال الشهيد عدنان إنه يوجه خطرا على حياته، إلا أن القاضي العسكري ليبرمان اعتبر أنه "يجب عدم الاستسلام لإضرابه عن الطعام. وأضاف أن عدنان "في الخامسة والأربعين من عمره، ويدرك جيدا إلى أين ستقوده أفعاله. وهو سيّد على جسده، والمحاكم ترتدع من عمليات تنطوي على مس باستقلالية إنسان على جسده. ولذلك عليه تقبل النتائج المحتملة لأفعاله. وإذا استجابت المحكمة لطلب المستأنف، فلا يوجد أي ضمان أن يتزايد هذا التوجه ويستخدمه (أسرى) آخرون، وبذلك ستفقد الجهة الأمنية سيطرة على الخطوة الجارية ضد مجرمين مشتبهين، وهذا سيؤدي إلى فوضى أمني"، حسب ادعاء القاضي العسكري.
وفي إمعان للإهمال وتجاهل تردي حالة خضر عدنان الصحية، ادعى القاضي العسكري أنه لم يُقدم له تقريرا طبيا يبين أن حياة الأسير في خطر.
ورفض القاضي التطرق إلى طلب الشهيد عدنان وأقوال محاميه، واكتفى بالقول إنه "نحن كمحكمة ندعو الأسير إلى وقف الإضراب عن الطعام وإجراء دفاع قضائي ناجع"، بادعاء "تمكين المحكمة من التوصل إلى الاستنتاج القضائي الأصح والأقصر".
وقال وكيل الشهيد، المحامي جميل الخطيب، لوكالة رويترز، إنه "بعد 36 يوما من الاعتقال، طالبنا بنقله إلى مستشفى مدني كي يكون بالإمكان متابعة حالته بشكل لائق. وللأسف الشديد، قوبل طلبنا بعناد ورفض من جانب سلطات السجون الإسرائيلية".