- كتب / أسامة فلفل
قبل خمسة وسبعون عاما من عمر الزمان والمكان انطلقت شعلة الثورة الفلسطينية لتخترق الفضاء وتؤكد على أن حق العودة مقدس ولا يسقط بالتقادم مهما طال أو قصر الزمن وأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية ولا خيار عن النضال والكفاح حتى استرداد الحق المغتصب والسليب وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي اقتلعوها منها عنوة أمام صمت العالم المنحاز والمتخاذل.
اليوم الرياضة الفلسطينية وفي هذه الذكرى المؤلمة بكل ألوانها وأطيافها ومكوناتها موحدة تحت مظلة العنوان السيادي اللجنة الأولمبية الفلسطينية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، والفعاليات الرياضية ستكون متزامنة على مستوى الوطن والشتات، وتأتي الفعاليات في سياقات استراتيجية ومنهجية وطنية أقرتها اللجنة الأولمبية والمجلس الأعلى، حيث لا خيار أمام شعبنا سوى وحدة الوطن والشعب لدحر الاحتلال وكنسه عن برنا وبحرنا وسماءنا لنعبر لعاصمة عواصم العالم وزهرة المدائن القدس الشريف برايات الوحدة والانتصار.
إن ذكرى النكبة المؤلمة باقية وخالدة في وجدان الأمة وأفئدتها ولابد من العمل وعلى كافة الصعد من أجل إبرازها وإظهارها ليعلم العالم الصامت على أنها جرم انساني ارتكب بحق الإنسانية وبحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ولكشف حجم المؤامرة والمجازر والجرائم التي اقترفت ومدى الظلم الذي وقع على أنبل وأقدس قضية في تاريخ البشرية.
اليوم لابد وفي ذكرى النكبة من تعزيز فعالياتنا الرياضة على مستوى محافظات الوطن والشتات ولابد من أن تأخذ هذه الفعاليات طابعا مميزا وبمشاركة كل أطياف الشعب الفلسطيني حيث أن انطلاق هذه الفعاليات يعزز روح العودة ويغرس في ذاكرة الأجيال الناشئة ملاحم البطولة والفداء وعدم التفريط بهذا الحق ويذكرنا بأبطال و رواد ورموز الرياضة الفلسطينية الذين خرجوا من رحم المجازر و المذابح و اعادوا بداية التقييم الرياضي بالدورات العربية الرياضية وفي طليعة هذه الدورات الدورة العربية الاولي عام 1953م التي أقيمت بالإسكندرية وسجلت فلسطين من خلال بطلها المرحوم عمر حمو اول ميدالية ذهبية و العديد من الميداليات الملونة.
إن الحقوق المسلوبة لن تموت والشعب الفلسطيني ومنظومته الرياضية شعب التحديات وصانع المعجزات، إرادته صلبه عصية على الانكسار، ولن تنجح كل مشاريع الاستهداف والتشتت من النيل من عضد صموده الأسطوري ومسيرة نضاله مستمرة حتى الدولة العتيدة.
آن تعظيم الفعاليات الرياضية وتوسيع رقعتها على مستوى الوطن والشتات في ذكرى إحياء النكبة هو تأكيد على مدى تمسك شعبنا الفلسطيني ومنظومته الرياضية وقيادته التاريخية بحق العودة لكافة المدن والقرى الفلسطينية التي اقتلع منها.
اليوم وفي هذه المحطة لابد من العمل يدا بيد لبناء وحدتنا الوطنية وإعادة بلورة وصياغة آليات العمل الوطني على قاعدة الشراكة والوحدة ولا خيار في هذه المرحلة الصعبة سوى الشراكة الحقيقية ولن يقبل شعبنا رغم كل التحديات التفريط ولا بحفنة من تراب فلسطين التاريخية ولن يركع وسيبقى رافضا لكل الإملاءات متمسكا بثوابته الوطنية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامه الدولة المستقلة وإطلاق كافة الأسرى والمعتقلين وعودة النازحين والمشردين لديارهم ومدنهم وقراهم في فلسطين.
في ذكرى النكبة نجدد اليوم وكل يوم التحية لشهداء فلسطين الأبرار الذين يمثلون حبات القمح في السنابل، وشقائق النعمان في الحقول، وتحية وألف تحية لشيخ المناضلين الشهيد القائد خضر عدنان ولأسرانا البواسل الذين قهروا جلاديهم بصمودهم الأسطوري وأمعائهم الخاوية في أقبية السجون الإسرائيلية وتحية لجرحانا الميامين.
ختاما...
قالوا لاجئين ... قلنا ثوار مناضلين ومجاهدين
قالوا بلا وطن ... قلنا لن يطول الزمن
قالوا تريدون المستحيل ... قلنا الأمانة ننقلها من جيل إلى جيل
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت