أطلقت المكتبة الوطنية ونادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، كتاب "رسائل كسرت القيد"، للكاتب الأسير في سجون الاحتلال أسامة الأشقر، وذلك في حفل أقيم في مؤسسة محمود درويش بمدينة رام الله.
ويتناول الكتاب الذي يقع في 250 صفحة من القطع المتوسط، جميع الرسائل التي بعثها الأسير الأشقر لعدد كبير من الكتاب والأدباء والنشطاء والمتضامنين من فلسطين وخارجها، والردود على هذه الرسائل، كجزء من مشروع ثقافي بدأ الأسير الأشقر العمل عليه منذ عام 2009.
وتضمن المشروع الثقافي للأسير الأشقر تأليف الكتب وكتابة المقالات التي نشر العشرات منها في عدد من الصحف الفلسطينية والعربية.
وقال رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية الوزير عيسى قراقع، "نقدم التحية لروح الشهيد خضر عدنان، ونهدي هذا الكتاب الذي خطه أسامة لروحه وأرواح كافة شهداء شعبنا الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "هذا اللقاء هو بمثابة صمود وتحدي للسجانين".
وأضاف أن مجموعة رسائل الأسير أسامة الأشقر كسرت القيد، وأصبح أسامة حرا بكلماته وكتابه، وتحول السجن إلى حياة، كما تحول الموت إلى حياة فيما حصل مع الأسير الشهيد خضر عدنان، فقد كان أسامة أفضل مدافع عن القضية الفلسطينية وراسل شعراء ومشهورين ووزراء خارجية ومؤثرين حاصلين على جوائز عالمية وعربية من خلال رسائل خرجت لهم من السجن.
بدوره، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، "نترحم على روح خضر عدنان الذي قضى بهذه الوسيلة الإنسانية الرفيعة دفاعا عن نفس المفهوم الذي يحاول أسامة أن يكرّسه ويناضل من أجله".
وأضاف: "أتوجه بالتحية للمناضل أسامة الأشقر ولخطيبته ووالدته وإخوانه، فتجربة الأسر وتحديدا لأولئك الذين رأوا بنضالهم وكفاحهم من أجل الحرية عملية مستمرة متصلة لا تنقطع بغض النظر عن المكان والظروف، فهم أبطال شاءت الأقدار أن لا يستهدفوا فاعتقلوا وحكموا هذه المدد الطويلة واخضعتهم إدارة السجون لسياسات تمثل جرائم بحقهم تستهدف وعيهم وإيمانهم لكسرهم بهدف كسر روحنا لأن الأسرى هم طليعة الشعب الفلسطيني".
وأكد أن الأسرى يرفضون محاولات تحييدهم داخل السجون فيكتبون ويناضلون داخل السجون، فالزنزانة هي مساحة للاشتباك مع العدو وأسامة جسّد ذلك في سلوكه كما بقية الأسرى، فالمناضل الذي انخرط في الثورة وتعرض للأسر يحتاج للعلم والمعرفة لتكتمل صورة الأسرى المناضلين كما أسامة.
من جهتها، قالت منار خلاوي خطيبة الأسير أسامة، في كلمة نيابة عن خطيبها إنه أراد من إطلاق الكتاب "حفظ ذاته وذات الأسرى من قبل أسير يصارع السجن والزمن والموت البطيء، لذلك نحن نحفظ ذواتنا بإطلاق الكتاب، وهو من أرفع الأفعال التي يمارسها الأسير بالكتابة، وإطلاق الكتاب يهدف لتغيير واقع شعبنا الفلسطيني، بمحاولة على بساطتها نعتز بها جميعا".
وأضافت أن أسامة قرر أن يغادر السجن من خلال التغريد برسائله الدائمة لخارج السجن، والتحرر رغم المؤبدات الثمانية ورغم إجراءات السجّان، فكانت فكرة المراسلة والتواصل المباشر مع كل فاعل من أجل قضية فلسطين بإخراج مئات الرسائل المكتوبة والمهربة بوسائل لا تخطر على بال بشر لتخطي قيود السجان.
من جانبه، قال الأديب والكاتب المتوكل طه، في تقديمه للكتاب إن "هذه الأمسية مكرّسة للانحياز للحركة الأسيرة والاحتفال بها وإعلاء أسمائها الحسنى من الشهادة للبقاء والخلاص، خاصة للشهيد خضر عدنان والمناضل وليد دقة، وهي في توقيتها تهدف لتوفير كل أشكال الوعي والفعل لمواجهة كل أشكال النكبة وهي تأتي في يوم الصحافة وحريتها لحراس الحقيقة الصحفيين، وللحرية التي لا شرط عليها إلا المزيد منها".
يذكر أن الأسير الأشقر (40 عاما) من بلدة صيدا شمال طولكرم، واعتقل بتاريخ الـ14 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، بعد مطاردة استمرت لمدة عامين، وتعرض لتحقيق قاس وطويل، وواجه العزل لمدة 72 يوما خلال التحقيق، تعرض فيه التعذيب الشديد، حيث كان يعاني من إصابة سابقة في البطن بخمس رصاصات وشظايا صاروخ، أثناء اقتحام مخيم طولكرم عام 2002، ولاحقا حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد 8 مرات و50 عاما.
واصل الأسير الأشقر دراسته حيث حصل على شهادة الثانوية العامة، وشهادة البكالوريوس تخصص اجتماعيات، واتقن اللغات العبرية والإنجليزية والفرنسية داخل الأسر، ويكتب العديد من المقالات السياسية والثقافية المختلفة.
وفقد الأسير الأشقر شقيقه ووالده وهو بالأسر، وحرم من وداعهما، كما أن منزل العائلة تعرض للهدم مرتين عام 2003، كما أطلق كتاب "مذاق آخر" وهو في سجون الاحتلال.