قالت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي تقودها القاهرة بين الحكومة الإسرائيلية، وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إن " المسؤولين المعنيين بالوساطة من الجانب المصري في حالة من الغضب الشديد بسبب ممارسات حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو."
وبحسب مصدر مصري تحدث إلى صحيفة "العربي الجديد" في أعقاب الهجوم الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، على قطاع غزة فجر اليوم، فإن "هناك حالة من الارتباك داخل الفريق المصري المعني بالوساطة في جهاز المخابرات العامة، في ظل استياء بالغ من جانب القاهرة، التي تعتبر أن المسؤولين في حكومة الاحتلال يمارسون سياسة ممنهجة لتضليل الوسيط المصري."
وأكد المصدر ذاته، شريطة عدم ذكر اسمه، أن "آخر اتصالات جرت بين الجانبين خلال محاولات منع التصعيد عقب الجولة الأخيرة من الهجمات، كانت هناك إشارات إسرائيلية واضحة بتنحية سياسة الاغتيالات، بعد التحذيرات المصرية."
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يوجد رأي بين المسؤولين المصريين يتبنى التدخل الفوري بالوساطة لضبط الوضع قبل أن يتجه لحرب شاملة، يرى فريق آخر إرجاء التدخل أو الوساطة المصرية حتى يدرك المسؤولون في حكومة الاحتلال، حجم الخطأ الذي ارتكبوه في ظل تحفز الفصائل المسلحة في غزة، واحتمالية كبيرة لدخول الجبهة اللبنانية على الخط، من جانب "حزب الله".
وتابع المصدر المصري أن الرأي الذي يتبنى إرجاء الوساطة المصرية، يرى أيضا أن الأمر لن يكون مجديا في المرحلة الأولى من التصعيد الفصائلي، المتوقع أن يتبع الاعتداء الإسرائيلي على القطاع، مشددا على أن حركة "الجهاد الإسلامي" ستتمسك بالرد، الذي سيأتي عنيفا بحد تعبير المصدر، الذي أكد أن هذا المشهد بتفاصيله، سيضع مصر في حرج إزاء مسئوليتها حال لم تتم الاستجابة لوساطتها.
من جانبه قال مصدر آخر مطلع على الوساطة المصرية، إن الهجوم جاء في وقت كانت هناك محادثات مصرية إسرائيلية الأسبوع الماضي مرتبطة بالبحث عن آليات ممتدة الأثر تضمن استمرار الهدوء في قطاع غزة على المدى المتوسط، وهو الأمر الذي زاد من غضب المسؤولين في القاهرة، حيث لم تتطرق المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين، بحسب المصدر، لأية مؤشرات لتصعيد من جانب جيش الاحتلال.
وأوضح المصدر، الذي اشترط كذلك عدم ذكر اسمه، أنه كانت هناك محادثات غير معلنة جرت الأسبوع الماضي بين مسؤولين مصريين وإسرائيليين، جرى خلالها التباحث بشأن آلية مصير حقل غاز غزة مارين، وإمكانية التشغيل المصري الإسرائيلي المشترك، مشيرا إلى أن المسؤولين المصريين فتحوا الباب مجددا للحديث عن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس في إطار رؤية أشمل للهدوء في القطاع.
ورجح المصدر أن يكون السبب وراء هذا التضارب، هو الحسابات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية غير المنسجمة، إضافة إلى عمليات الترضية لبعض مكونات الحكومة في محاولة من نتنياهو لمنع تفكك تحالفه.
وقال المصدر "حتى الآن فإن الرأي الذي يحظى بقبول أوسع داخل جهاز الوساطة المصري، هو وقف الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي على الأقل خلال الساعات القادمة، مع الاكتفاء بقنوات الاتصال مع المسؤولين في الإدارة الأميركية لحين اتضاح الموقف".
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية بأن حكومة تل أبيب أطلعت مصر على عملية اغتيال قادة سرايا القدس الثلاثة في قطاع بعد تنفيذها.
وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة، فجر الثلاثاء، أن قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الذين تم اغتيالهم فجرًا من قبل الجيش الإسرائيلي، كانوا يتجهزون للسفر برفقة وفد من المكتب السياسي للحركة، إلى خارج قطاع غزة.
وقالت المصادر لموقع صحيفة "القدس" الفلسطينية - القدس دوت كوم، إن "اغتيال قادة الجهاد تم في وقت كان سيتوجه فيه أعضاء المكتب السياسي للحركة إلى القاهرة ومنها للخارج لعقد لقاءات داخلية وخارجية."
وبحسب المصادر، فإن" قادة السرايا الذين تم اغتيالهم كانوا سيتوجهون مع وفد قادة الجهاد إلى مصر التي أبلغتهم أمس أنه بامكانهم السفر من القاهرة إلى خارجها."
وبينت المصادر، أن" قادة السرايا كانوا متخفيين منذ فترة عن الأنظار وبعد تلقي الإذن بالتجهز للسفر توجهوا لعائلاتهم لوداعهم قبل أن يتم قصفهم داخل منازلهم فجرًا."
وأدى القصف الإسرائيلي على القطاع لاستشهاد 12 مواطنًا بينهم 3 من قادة سرايا القدس هم جهاد غنام وخليل البهتيني وطارق عزالدين.
من هم قادة الجهاد الإسلامي الذين تم اغتيالهم؟
والشهداء الثلاثة، هم: جهاد غنام، وخليل البهتيني، وطارق عز الدين.
جهاد غنام
يعتبر جهاد غنام (62 عامًا) من أبرز قادة سرايا القدس، كما أنه يعد من أكثر المطلوبين منذ انتفاضة الأقصى التي اندلعت نهاية عام 2000.
أشرف غنام على العديد من العمليات العسكرية إبان الانتفاضة إلى جانب الشهيد محمد الشيخ خليل أحد قادة السرايا، وأدت تلك العمليات لمقتل العديد من الجنود الإسرائيليين والمستوطنين إبان تواجد المستوطنات في قطاع غزة.
واستمر غنام في قيادة سرايا القدس لفترات طويلة وكان مسؤولًا عن العديد من الملفات العسكرية والإدارية وغيرها، وحتى منها اللوجستية.
واستشهد شقيقه زياد في عام 2007، وهو كان رفيق دربه الذي كان يشرف على تجهيز الاستشهاديين، لتنفيذ العمليات التي كان يشرف عليها جهاد وزياد غنام، ومحمد الشيخ خليل في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة.
واستشهد العديد من أبناء أشقائه وشقيقاته في عمليات مختلفة منها بالاغتيال وأخرى من خلال تنفيذهم لعمليات ضد أهداف إسرائيلية.
وأشرف غنام على تطوير تصنيع الصواريخ في سرايا القدس برفقة القيادي الآخر خالد منصور الذي استشهد في عدوان إسرائيلي آخر في أغسطس/ آب الماضي.
وحاولت إسرائيل اغتيال جهاد غنام عدة مرات آخرها في عملية "سيف القدس" في مايو/ أيار 2021.
ويعتبر غنام الشخصية الأبرز في سرايا القدس، كما أنه على علاقة مباشرة مع أمين عام الجهاد الإسلامي زياد النخالة، ويرتبط بعلاقة مميزة ومباشرة مع أكرم العجوري القائد العام لسرايا القدس وهو عضو في المكتب السياسي للحركة، ويعيش في الخارج، وكان قد تعرض هو الآخر لقصف إسرائيلي في عام 2019 تزامنًا مع اغتيال بهاء أبو العطا القيادي في السرايا بغزة.
خليل البهتيني
يعتبر خليل البهتيني (44 عامًا) من أبرز قادة سرايا القدس، وسطع نجمه كناشط سياسي بالحركة، وكان على علاقة مباشرة بالعديد من قادة السرايا إبان انطلاقة انتفاضة الأقصى من بينهم بشير الدبش ومقلد حميد وعزيز الشامي وغيرهم، وبات يظهر نشاطه العسكري بشكل أوضح وأكبر بعد انسحاب الاحتلال من قطاع غزة عام 2005.
وشكل البهتيني العديد من المجموعات الناشطة داخل سرايا القدس وخاصة التي تشرف على تطوير الصواريخ، وكان على علاقة مباشرة مع بهاء أبو العطا الذي اغتيل عام 2019، ومع تيسير الجعبري وخالد منصور اللذين اغتيلا في آب الماضي.
وأشرف بعد استشهاد الجعبري على سرايا القدس في المنطقة الشمالية من قطاع غزة، وكان مسؤولًا عن إطلاق الصواريخ من تلك المنطقة.
طارق عزالدين
يعتبر طارق عزالدين من أبرز قادة الجهاد الإسلامي في جنين شمال الضفة، وسطع نجمه بشكل أكبر بعد تحرره في صفقة "وفاء الأحرار" التي أفرج بموجبها عن 1027 أسيرًا، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، عام 2011.
وتعرض عزالدين لوعكة صحية خطيرة ألمت به وتلقى العلاج خارج قطاع غزة، حتى تعافى وعاد للقطاع، لينتخب ضمن أول مكتب سياسي منتخب للجهاد الإسلامي عام 2018، كما انتخب في المكتب السياسي في دورته الثانية قبل أشهر.
وتتهم إسرائيل، عزالدين بأنه كان مسؤولًا عن العمل العسكري للجهاد الإسلامي في الضفة الغربية ويقوم بالإشراف على الهجمات من هناك إلى جانب نقل الأموال والأسلحة خاصة لـ "كتيبة جنين".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم اغتيال 3 من قادة "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" في غزة، في عملية عسكرية واسعة على القطاع.
وذكر جيش الاحتلال أن العملية جاءت مشتركة للجيش وجهاز الاستخبارات "الشاباك"، فيما أعلنت سرايا القدس استشهاد القادة جهاد شاكر الغنام، أمين سر مجلسها العسكري، وخليل صلاح البهتيني عضو مجلسها العسكري وقائد المنطقة الشمالية فيها، وطارق محمد عز الدين، أحد قادة العمل العسكري في صفوفها في الضفة الغربية.