أعطت المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية بهراف ميارا، الضوء الأخضر للعملية العسكرية في غزة دون انتظار موافقة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت".
وعادة يجتمع "الكابينت" برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل البدء بعمليات عسكرية.
وفجر الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي شن عملية عسكرية ضد قطاع غزة أطلق عليها اسم "السهم الواقي" أسفرت عن استشهاد 13 فلسطينيا بينهم 4 أطفال و4 نساء، وإصابة 20 آخرين في حصيلة أولية لوزارة الصحة بالقطاع.
من جانبها، أعلنت "سرايا القدس" الذراع المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، استشهاد 3 من قادتها وزوجاتهم وعدد من أبنائهم في غارات إسرائيلية على غزة.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الثلاثاء، أن "الكابينت" سيجتمع مساء اليوم برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب.
ونقلت الهيئة عن مصادر (لم تسمها) مقربة من نتنياهو، ووزير الجيش يوآف غالانت، أن المستشارة القانونية للحكومة "أعطت الضوء الأخضر للبدء بالعملية العسكرية في قطاع غزة دون طرح الموضوع على المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية أو دعوة المجلس للانعقاد".
وأضافت المصادر أنه "تم عرض صورة الوضع أمامها وفقا للمعلومات الاستخبارية المتوفرة مرفقة بتقديرات الجهات الأمنية وأن الأمر يتعلق بعملية محصورة ومركزة، وهذا ما حدا بها إلى إعطاء الضوء الأخضر لبدء العملية دون اللجوء إلى المجلس الوزاري المصغر".
وذكرت الهيئة أنه "بعد أن عرضت أمام المستشارة القانونية للحكومة صورة الوضع الخاصة المرفقة بتقديرات الجهات الأمنية، وجدت المستشارة أنه وفقا لنصوص القانون، لا حاجة لدعوة المجلس الوزاري المصغر إلى الانعقاد لاتخاذ قرار بشأن هذه العملية العسكرية".
وفي السياق، أعلنت عدة مدن إسرائيلية فتح الملاجئ تحسبا لإطلاق صواريخ من قطاع غزة.
وقالت هيئة البث: "أعلنت مدينتا ريشون لتسيون وبات يام وسط إسرائيل افتتاح ملاجئ عامة، كما أعلنت مدينة بئر السبع الجنوبية فتح الملاجئ العامة وإلغاء الدراسة في جميع المدارس".
وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤول بمكتب نتنياهو قوله: "عملية غزة تم التحضير لها بطريقة منعزلة للغاية وبصرف النظر عن نتنياهو وغالانت".
من جانبه، أعلن حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الثلاثاء، عودته للمشاركة في جلسات الكنيست (البرلمان) بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وسبق لبن غفير أن أعلن مقاطعته وحزبه جلسات التصويت في الكنيست رغم أنه جزء من الائتلاف الحكومي، ما تسبب بتوتر في الحكومة لا سيما بعد قرب شروع البرلمان في إقرار الميزانية.
وقال حزب "القوة اليهودية" في بيان: "بعد قبول موقفنا والانتقال من الاحتواء إلى الهجوم بالإجراءات المضادة المستهدفة لمسؤولي الجهاد الإسلامي، سنعود للتصويت مع الحكومة، ونأمل أن تستمر الهجمات لفترة طويلة".
تأتي هذه التطورات بعد نحو أسبوع من تصعيد عسكري اندلع بغزة عقب وفاة الأسير خضر عدنان داخل السجون الإسرائيلية، وانتهى التصعيد فجر الأربعاء الماضي، بالتوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خرقته إسرائيل فجرا باغتيال قادة "سرايا القدس" الثلاثة.