قال قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مساء الأحد، إنه موجود ويتجول بين قواته في كل مدن العاصمة الخرطوم، وأن الأخبار عن مقتله "إشاعات وأكاذيب".
جاء ذلك في تسجيل بصوت حميدتي بث على صفحته الرسمية بفيسبوك.
وذكر حميدتي أن "الانقلابيين (في إشارة للجيش) يروجون للشائعات، أنا الآن موجود ومتجول بين قواتي في الخرطوم (وسط) وبحري (شمال الخرطوم) وأم درمان (غرب الخرطوم) وشرق النيل (شرق الخرطوم)".
وتابع: "هم يروجون لمقتل محمد حمدان، وهذه إشاعات وأكاذيب، وتدل على هزيمتهم، وأنا حي وبصحة جيدة".
وفي وقت سابق الأحد، تداول ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرا عن مقتل "حميدتي" جراء إصابته في الاشتباكات مع الجيش.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اندلعت في عدد من مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وبين القائدين خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لنقل السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد أن فرض البرهان، حين كان متحالفا مع حميدتي إجراءات استثنائية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أبرزها حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ.
واعتبر الرافضون تلك الإجراءات "انقلابا عسكريا"، بينما قال البرهان إنها تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، وتعهد بتسليم السلطة إلى المدنيين عبر انتخابات أو توافق وطني.
أطباء السودان: 280 قتيلا في أحداث عنف بمدينة الجنينة
وأعلنت نقابة أطباء السودان، الأحد، عن مقتل 280 شخصا وإصابة 160 آخرين في اشتباكات بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور خلال يومي "الجمعة والسبت"، إثر ما قالت إنه "هجوم مليشيا مسلحة ترتدي زي الدعم السريع".
وقالت النقابة الطبية (غير الحكومية) إن "مدينة الجنينة تمر بأحداث هي الأسوأ والأعنف منذ بداية الاشتباكات في 23 أبريل/ نيسان الماضي بالمدينة ".
وأضاف البيان: "توجد صعوبة في حصر الضحايا، وتمكنا من مصادر طبية وقانونية بالمدينة حصر 280 قتيلا، وأكثر من 160 جريح خلال يومي 12-13 مايو (أيار) الجاري".
وأفاد البيان، أن "مليشيات ترتدي زي الدعم السريع اجتاحت المدينة، وهي وتستقل عربات ودراجات نارية ودارت معارك شرسة بين هذه القوات ومجموعات مسلحة من مواطني المدينة أدت لسقوط مئات من الضحايا وسط المدنيين ومن الجانبين".
وأضافت: "لليوم الثالث الأحد، يستمر إطلاق النار والقذائف والحرائق بعد الهجوم على عدة أحياء بمدينة الجنينة".
وناشدت النقابة الطبية المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي "فرض وقف إطلاق النار وتوفير الدعم المطلوب والقيام بما يرتجى منهم تجاه النازحين وحماية المدنيين".
من جانبها، اتهمت قوات "الدعم السريع" الجيش السوداني "بقتل المدنيين في الجنينة".
وقالت في بيان، الأحد، "هاجمت القوات الانقلابية (في إشارة للجيش) وفلول النظام البائد (في إشارة لانصار النظام السابق) اليوم الأحد، بالمدافع الثقيلة والدبابات عدد من الأحياء السكنية في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور مما تسبب في مقتل 20 شخصا وإصابة العشرات".
وأضاف البيان: "تسبب القصف المدفعي العشوائي في تدمير عدد من المنشآت".
وحتى الساعة (21: 00 ت.غ) لم يصدر رد من الجيش حول هذه الاتهامات.
وفي 27 أبريل الماضي، أعلنت نقابة أطباء السودان سقوط عشرات القتلى والجرحى، جراء أعمال العنف في مدينة الجنينة غربي البلاد.
وقبلها بيوم، "قتل 90 شخصا على الأقل خلال 3 أيام من الاقتتال الدامي الذي تشهده الجنينة، بين الجيش وقوات الدعم السريع تحول لنزاع بين قبيلة المساليت والقبائل العربية استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة"، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأعربت الأمم المتحدة، في ذات اليوم، عن قلقها إزاء أعمال نهب وأحداث عنف "بدأت تتخذ بعدا قبليا" بمدينة الجنينة.