الجبهة الشعبيّة تؤكد على التمسك "بكامل حقوقنا التاريخية في فلسطين ورفض التسليم بنتائج النكبة"

أصدرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بيانا صحفيا بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة شددت فيه على التمسك بكامل "حقوقنا التاريخية في فلسطين، ورفض التسليم بنتائج النكبة".

وجاء في البيان :على مرمى أيام من حلول الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة واحتلال فلسطين؛ شن العدو الصهيوني عدوانًا إرهابيًا غادرًا على أبناء شعبنا وقادة مقاومته في قطاع غزة، أوقع ثلاثة وثلاثين شهيدًا، بينهم الأطفال والنساء، وعشرات الإصابات والبيوت المدمرة والمتضررة؛ قابلته المقاومة بقواها الحيَّة والفاعلة، بعملية ثأر الأحرار الباسلة؛ جسدت فيها صلابة في الميدان كما في الموقف، لتؤكد أن النكبة المستمرة لا يمكن مواجهتها ومحو آثارها وإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني، إلا بالخيار الذي يختزنه الضمير الجمعي لشعبنا الفلسطيني، وأخذ شرعيته من التفافه حوله في أماكن تواجده كافة؛ داخل فلسطين وفي مواقع اللجوء، واستمد حضوره واستمراريته وبعده الوطني الشامل، من كونه الاستراتيجية/الوسيلة الأنجع للوصول إلى الهدف الجامع: تحرير فلسطين، ونقيضًا لثقافة الهزيمة التي يسعى البعض لتعميمها والوصول بها إلى أقصى مدى ممكن."

وأضافت :خمسة وسبعون عامًا مرّت على نكبة الشعب الفلسطيني؛ أثبتت أن العدو الصهيوني في تحالفه مع الإمبريالية العالمية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية؛ لن يتخلى عن طبيعته الاستعمارية والعنصرية العدوانية وممارسته لكل أشكال الإرهاب والإجرام بحق شعبنا وأمتنا، ولن تتوقف محاولات إلغاء الحقوق الوجود الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية، بما يؤكّد استمراره ومشروعه المعادي في الانضباط لأهدافه التي أُنشئ من قبل القوى الاستعمارية  والإمبريالية من أجل تحقيقها، وفي مقدمتها السيطرة على فلسطين، كقاعدة تُكرس سيطرته على الوطن العربي، وضمان استمرار تجزئته وتفتيته وتخلفه وسرقة ثرواته واخضاع كامل المنطقة لهيمنته، في ظل واقع رسمي عربي خاضع ومجافي لحقوق وتطلعات وأهداف شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية في التحرر والوحدة."

وقال :خمسة وسبعون عامًا وما يزال شعبنا الفلسطيني وإلى جانبه كل القوى الحيّة في أمتنا وأحرار العالم؛ يرفع راية الكفاح الوطني، ويقدم نموذجًا يحتذى في النضال والمقاومة، وفي التصدي لكل محاولات إلغاء وجوده وتصفية حقوقه وقضيته، وعلى هذا الطريق قدم التضحيات العظيمة والكبيرة الزاخرة بمئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، ولم يعجز أمام اختلال ميزان القوى لصالح العدو الصهيوني ولم يستسلم أو تخر قواه، بل اجترح وسائل وأدوات نضاله الوطني، واستطاع باقتدار أن يجعل منها وسائل فعّالة في مواجهة العدو الصهيوني وأهدافه ومشروعه المعادي. "

 وتابع :إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومن منطلق المسؤولية الوطنية والقومية، تجاه شعبنا وأمتنا والحقوق العربية والفلسطينية التاريخية غير القابلة للتصرف، نؤكد على ما يلي:

أولًا: التمسك بكامل حقوقنا التاريخية في فلسطين، ورفض التسليم بنتائج النكبة، من خلال الحفاظ على الحقوق الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني في أرض وطنه كاملة غير منقوصة، واستمرار الذاكرة الجمعية الفلسطينية متقدة، ضد كل محاولات تزييف وعيها أو تدجينها؛ بحفظ الرواية التاريخية الفلسطينية والمَظلمة التي تعرض لها شعبنا على مدى أكثر من قرن من الزمان.

ثانيًا: التمسك بوحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، داخل وخارج الوطن، ورفض كل المخططات التي تهدف شطب حقه في العودة، أو تعميق الانقسام الداخلي؛ فوحدة الشعب الفلسطيني، مدخلها وحدة قواه السياسية، من خلال الاتفاق على رؤية واستراتيجية وطنية موحدة، ومؤسسات وطنية جامعة؛ يعاد بنائها على أسس ديمقراطية، في مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية؛ تضمن تضافر وتكامل طاقات وجهود الشعب الفلسطيني في مواجهة قوة وتفوق العدو، وهذا ما يطرح مجددًا ضرورة مغادرة نهج التسوية وأوهامها وإلغاء كل ما ترتب عليه من اتفاقات سياسية واقتصادية وأمنية مع العدو الصهيوني، والتمسك بخيار مواصلة النضال بأشكاله كافة، على طريق تحيق أهداف شعبنا التاريخية في العودة والحرية والاستقلال وتقرير المصير.

ثالثًا: التأكيد على قومية القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية؛ انطلاقًا من طبيعة المشروع الصهيوني وأهدافه التوسعية، التي تستهدف الحقوق والثروات العربية بالاحتلال للأرض والتطبيع مع أنظمة الخيانة والهيمنة والنهب والتجزئة، مما يتطلب استنهاض حركة التحرر العربية لذاتها وشحذ أدواتها في المواجهة المصيرية المشتركة للمشروع الأمريكي - الصهيوني الإمبريالي.

رابعًا: طبيعة المواجهة مع المشروع الغربي – الصهيوني الإمبريالي على أرض فلسطين، تؤكد أن القضية الفلسطينية تتجاوز البعدين الوطني والقومي إلى البعد الأممي والإنساني، الذي جعل العشرات من أحرار العالم يلتحقون بصفوف الثورة الفلسطينية، ويقف إلى جانب قضيتها الكثير من القوى والأحزاب والمؤسسات والتجمعات المتضامنة وحركات المقاطعة للعدو والداعمة لشعبنا الفلسطيني ولنضاله الوطني، من أجل الحرية والاستقلال، وهذا يضع أمامنا مهمة استمرار مد جسور العلاقة والتواصل الدائم معها والتعميق لها.

خامساً: دعم وإسناد الأسرى في نضالهم ومواجهتهم للهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من قبل حكومة العدو الفاشية، وإجراءات وزيرها بن غفير وإدارة مصلحة السجون من خلفه، من خلال تنظيم الجهود الوطنية والإقليمية والدولية؛ لتتحول قضيتهم وإسنادها إلى ملف دائم وفعلٍ منظم يفرض على الاحتلال الاستجابة لمطالبهم، وفي مقدمتها مطلبهم العادل بالحرية.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة