بن غفير: هناك من سيحاول تعطيل "مسيرة الأعلام" و"نحن لن نسمح بذلك"
نشرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 3 آلاف شرطي في القدس، ورفعت حالة التأهب، وذلك عشية "مسيرة الأعلام" الاستيطانية التي ستنظم، غدا الخميس، في المدينة المحتلة، وستمر من أحياء القدس القديمة لتحط في ساحة البراق.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية عن تخصيص نحو 3 آلاف شرطي لتأمين "مسيرة الأعلام"، فيما قرر الجيش الإسرائيلي تعزيز منظومة القبة الحديدية خشية وقوع هجمات صاروخية من قطاع غزة بالتزامن مع المسيرة التي ستنطلق عصر الخميس.
البيت الأبيض يدعو الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى التزام الهدوء
وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، بأن البيت الأبيض دعا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى التزام الهدوء وضبط النفس وتجنب الإجراءات والخطابات التي من شأنها تصعيد التوترات حول "مسيرة الأعلام" التي تأتي بمناسبة ما يسمى "يوم توحيد القدس".
ودعا نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل، يوم الأربعاء، جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس، على خلفية تنظيم "مسيرة الأعلام" من قبل الإسرائيليين يوم الخميس.
وشدد باتل في الإيجاز الصحفي اليومي، كما ورد في موقع "واللا" العبري، إلى ضرورة تفادي الأفعال والخطابات التي من شأنها تصعيد الموقف.
وردًا على سؤال حول سبب عدم مطالبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لإسرائيل بمنع "مسيرة الأعلام"، قال باتل "إننا نؤمن بحق الأفراد في التعبير عن أنفسهم والقيام بذلك بشكل سلمي".
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن "مسيرة الأعلام" سيتقدمها 7 وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وعلى رأسهم الوزير إيتمار بن غفير.
يأتي ذلك، فيما دعت منظمات "الهيكل" المزعوم وجماعات استيطانية إلى أكبر اقتحام للأقصى صباح الخميس.
وذكرت القناة العبرية السابعة، الليلة الماضية، أن وزراء في الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، قدموا طلبًا للحصول على الموافقة اللازمة لاقتحام المسجد الأقصى يوم الخميس .
ووفقًا للقناة، فإنه لا يزال من غير الواضح فيما إذا كانت الموافقة ستمنح لأولئك الوزراء وأعضاء الكنيست.
ويدور الحديث بالأساس عن الوزير بن غفير، الذي قال مساء أمس أنه لم يقرر بعد فيما إذا كان سيقوم بهذه الخطوة.
ثكنة عسكرية و بن غفير يعقد جلسة مشاورات أمنية
وحولت سلطات الاحتلال القدس ثكنة عسكرية، واستنفرت قواتها في القدس القديمة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسية، فيما سيتم إغلاق محاور رئيسية والدفع بالمزيد من عناصر الأمن.
وضمن حالة التأهب، عقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، جلسة مشاورات أمنية موسعة اليوم مع قيادة الشرطة، وذلك للاطلاع على آخر استعدادات الشرطة والأجهزة الأمنية لتأمين اقتحام المستوطنين للأقصى و"مسيرة الأعلام".
وقال بن غفير في تصريحات له قبيل بداية جلسة تقييم الأوضاع، إنه يجب التصدي والعمل على الحد من جميع "تهديدات الإرهابيين والبلطجية"، وأي تهديدات استفزازية من أي نوع.
وأضاف بن غفير: "السياسة القائمة هي السماح بحرية حركة اليهود بشكل كامل وضمان أمنهم في جميع أنحاء القدس".
وأضاف: "بلا شك هناك من سيحاول تعطيل مسيرة الأعلام، ونحن لن نسمح بذلك".
ويتزامن ذلك مع إصرار الحكومة الإسرائيلية على توجيه "مسيرة الأعلام" الاستيطانية وفق مخططها من خلال المرور عبر باب العامود والبلدة القديمة، رغم تحذيرات فصائل المقاومة من أي خطوات استفزازية.
وتتأهب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لعدة سيناريوهات منها اندلاع مواجهات بالمنطقة، أو تنفيذ عمليات، وحتى إمكانية إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه القدس كما جرى قبل عامين ما تسبب بإطلاق عملية "حارس الأسوار" والتي أسمتها المقاومة "سيف القدس".
أبو ردينة: "مسيرة الأعلام" الاستفزازية ستفجر الأوضاع ونحمل حكومة الاحتلال المسؤولية
وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، "حكومة الاحتلال الإسرائيلي من الإصرار على تنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية للمستوطنين في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، المقررة يوم غد الخميس، مؤكدة أنها لن تقود إلا إلى "التوتر وتفجير الأوضاع".
وقال أبو ردينة إن دعوات المتطرفين لاقتحام المسيرة للمسجد الاقصى المبارك سيشعل المنطقة وستكون العواقب وخيمة لمثل هذه المحاولات، محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع.
وأكد أن "شعبنا الفلسطيني وقيادته قادرون على حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وستبقى القدس بمقدساتها عاصمة دولة فلسطين الابدية."
وأضاف أن الإصرار على تنفيذ ما تسمى "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة من مدينة القدس يؤكد إذعان الحكومة الإسرائيلية للمتطرفين اليهود.
وطالب أبو ردينة، الإدارة الأميركية باتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الاستفزازات الإسرائيلية، وتحويل اقوالها إلى أفعال، مشدداً على ان هذه السياسة ستعزز سياسة عدم الاستقرار.
"الخارجية" : "مسيرة الأعلام" تندرج في إطار محاولات تغيير الواقع التاريخي والسياسي والقانوني
طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات الكفيلة بوقف التصعيد الإسرائيلي الراهن، للحفاظ على ما تبقى من مصداقية له.
وعبرت الوزارة، في بيان، اليوم الأربعاء، عن استنكارها الشديد لغياب ردود الفعل الدولية تجاه تلك الانتهاكات، والاعتداءات الاستفزازية عامة، وأعربت عن رفضها أيضا لبعض المواقف الدولية التي تساوي بين الجلاد والضحية، وتوجه حديثها ومناشداتها للطرفين، بما يؤدي إلى خلط الأوراق هروباً من تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج حربها وتداعياتها، واعتداءاتها المفتوحة على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة.
وأدانت استباحة الاحتلال للأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا، وأرضه، وممتلكاته، ومقدساته، ومنازله، في سباق إسرائيلي رسمي مع الزمن لضم أكبر مساحة ممكنة من أرض دولة فلسطين وتهويدها، وإغراقها في محيط استيطاني ضخم يحولها إلى جزر متناثرة غير مترابطة، بما يؤدي إلى ضرب التواصل الجغرافي في الأرض الفلسطينية المحتلة واستبداله في أحسن الأحوال بتواصل مواصلاتي.
واعتبرت الوزارة أن "مسيرة الأعلام" للمستوطنين، المقررة يوم غد الخميس، واعتداءاتهم المتواصلة بحق أبناء شعبنا تندرج في إطار محاولات دولة الاحتلال تغيير الواقع التاريخي والسياسي والقانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأشارت إلى أن هذه المحاولات تأتي لفرض وقائع جديدة على الأرض يصعب تجاوزها في أي مفاوضات مستقبلية، بما ينسجم مع روايات الاحتلال الوهمية التي تقوم على اختلاق الأكاذيب، وقلب حقائق التاريخ، والجغرافيا، وتوظيف المفاهيم، والمناسبات، والأعياد السياسية، والدينية، لأغراض استعمارية، لتعميق ابتلاع الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، بحيث يصبح الحديث عن تطبيق مبدأ حل الدولتين خياليا، وغير واقعي، وغير عقلاني.
دعوات لرفع العلم الفلسطيني في كافة الساحات ردًا على “مسيرة الأعلام” التهويدية
وانطلقت دعوات فلسطينية لرفع العلم الفلسطيني ميدانيا في كل الساحات وإلكترونيا، ردًا على "مسيرة الأعلام" التهويدية في القدس المحتلة.
وأكدت الدعوات على أهالي" الضفة وغزة والقدس والداخل المحتل والشتات" لرفع العلم الفلسطيني ميدانيًا والكترونيًا ردًا على مسيرة الأعلام.
وأعلن الحراك الشبابي الشعبي في القدس يومي الخميس والجمعة 18 و19-5 أياماً للعلم الفلسطيني، داعيا "شعبنا في كل ساحة لرفع العلم عند كل نقطة حدود يستطيعون الوصول إليها."
ودعا الحراك الشبابي "شباب القدس وكل مرابط فيها إلى رفع أعلام فلسطين في كل ساحة وفوق كل منزل ومدرسة وفي السيارات، وبكل طريقة يمكن أن تنطق فيه بهويتها العربية الفلسطينية الأصيلة"، معتبرا ذلك استمراراً للمعركة التي خاضتها المقاومة الباسلة في غزة.
ووجه رسالة للاحتلال: "إن سيادتك على القدس ليست إلا وهماً في خيالك؛ وإن هذه المدينة لن تكون إلا القدس العربية الإسلامية ولن تكون أورشليم اليهودية في يوم من الأيام؛ وإن يوم استعراضك لهذا الوهم سنحيله يوماً للعهد مع التحرير القريب لهذه المدينة بإذن الله".
وشدد على "ضرورة توزيع الحشد والجهد ما بين التصدي للاقتحام في المسجد الأقصى صباحاً، والتصدي لمسيرة الأعلام في ساحة باب العامود بعد الظهر، وضرورة أن تلبي كل ساحات فلسطين والخارج على أوسع نطاق نداء ساحة الأقصى وساحة باب العامود."
وتواصل دعوات إلى ضرورة شد الرحال وتعزيز التواجد والرباط في المسجد الأقصى المبارك، لإفشال "مسيرة الأعلام" الاستيطانية.
وكان نشطاء من جماعة "العودة إلى جبل الهيكل" المتطرفة قد قدموا طلبا رسميا للسماح للمستوطنين المتطرفين بالدخول إلى المسجد الأقصى ضمن مسار "مسيرة الأعلام" المقررة يوم 18 مايو الجاري.
ولم يقتصر طلب جماعات الهيكل المتطرفة على اقتحام الأقصى ضمن مسيرة الأعلام، بل تعدى ذلك إلى طلبها أن يتم الاقتحام من باب الأسباط لا المغاربة.
المرابطات المقدسيات يدعون لصد اقتحامات الاحتلال المرتقبة للأقصى
دعت المرابطات المقدسيات للحشد في المسجد الأقصى، لصد أي اقتحامات واعتداءات مرتقبة يوم غدٍ الخميس بالتزامن مع "مسيرة الأعلام" الاستفزازية.
وقالت المرابطة المقدسية منتهى أمارة:" نعمل على حشد عدد كبير من المسلمين للرباط في باحات المسجد الأقصى المبارك لإفشال مخططات الاحتلال، ولن نسمح للاحتلال بفرض سيطرته على المسجد الأقصى المبارك".
وأضافت: "رغم إبعادنا عن المسجد الأقصى نؤكد على شد رحالنا إلى باحاته والرباط عند أبوابه، وندعو الأمتين العربية والإسلامية لنصرة المسجد الأقصى المبارك".
بدورها دعت المرابطة المقدسية خديجة خويص إلى تكثيف التواجد الفلسطيني في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه؛ لصد أي اقتحامات واعتداءات مرتقبة يوم غدٍ الخميس بالتزامن مع "مسيرة الأعلام" الاستفزازية.
وأكدت أن الجماعات الاستيطانية المتطرفة تنوي تنفيذ اقتحامٍ موسّع للحي الإسلامي الملاصق لـلمسجد الأقصى وصولًا لاقتحامه من باب العامود، وذلك بمشاركة وزراء في حكومة الاحتلال.
وبينت أن سلوكيات المستوطنين الاستفزازية سواءً خلال مشاركتهم في "مسيرة الأعلام"، أو عبر اقتحامٍ مكثف للمسجد الأقصى قد تؤدي لاندلاع مواجهة شاملة وعنيفة.
ودعا نشطاء لإحياء الفجر العظيم في الأقصى فجر يوم الخميس المقبل (18 مايو/أيار)؛ والتصدي لاقتحامات المستوطنين ومسيرة الأعلام.
وأوضحت الدعوات ضرورة الحشد في الفجر، تفاديًا للتقييد الذي يُتوقع أن تفرضه قوات الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى مع ساعات الصباح.