حذر خبير إسرائيلي من أن مسيرة الأعلام التي تنوي الحكومة تنظيمها غدا الخميس بالقدس الشرقية تحمل في طياتها مخاطر كبيرة.
وقال المحامي دانيال سيدمان، المختص بشؤون القدس، في حديث لوكالة "الأناضول": "إنها خطيرة جدا، هناك إمكانية كبيرة لأن تؤدي إلى تفجير العنف".
وأضاف: "يمكن لهذا العنف أن يمتد إلى مناطق أوسع من مدينة القدس، وقد حدث هذا في الماضي، لقد حدث قبل عامين ولم يحدث عنف العام الماضي".
ووصف سيدمان المسيرات بأنها "عرض للعنصرية والتخريب".
وتتزامن المسيرة مع الذكرى السنوية ال 56 لاحتلال إسرائيل للقدس الشرقية ولكن حسب التقويم العبري.
وتم احتلال الشطر الشرقي من القدس، في السابع من يونيو/حزيران 1967.وتطلق عليها إسرائيل اسم "مسيرة الأعلام" أو "رقصة العلم" حيث يحمل آلاف من المشاركين فيها الأعلام الإسرائيلية ويرقصون في باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة، ولكنها بالنسبة للفلسطينيين في مدينة هي "مسيرة الأعلام الاستفزازية".
وقالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب "إنها ستنشر 3200 من عناصرها في أنحاء المدينة لمناسبة المسيرة."
ومن جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، إن "قوات الامن اعتقلت 15 فلسطينيا من القدس الشرقية وأبعدت 37 ناشطا، بينهم يهود، عن القدس بسبب ورود معلومات حول نيتهم تنفيذ نشاطات محظورة في الحرم القدسي الشريف (المسجد الأقصى) أو الإخلال بالنظام العام".
ومن جهتها فقد دعت جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، الخميس، مع حمل الأعلام الإسرائيلية.
وأعلنت عبر سلسلة منشورات لها عبر شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، اطلعت عليها الأناضول، إنها تنوي حشد 5 آلاف من أنصارها لاقتحام المسجد الأقصى غدا.
وقالت منظمة "بأيدينا" اليمينية المتطرفة، الأربعاء، إنها ستنظم مسيرة أعلام من باب الخليل، أحد بوابات القدس القديمة القريب من القدس الغربية، وحتى أبواب المسجد الأقصى، ظهر الخميس.
وقالت القناة الإخبارية العبرية "13"، الإثنين، إن 4 وزراء أعلنوا مشاركتهم بالمسيرة وهم وزراء الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش والمواصلات ميري ريغيف وتطوير النقب إسحاق فاسرلاوف.
وقال سيدمان: "بن غفير والوزراء الآخرون سيقودون المسيرة بإلهام بن غفير، كل هذا يعني أنه إذا كانت هناك صور من الهتافات العنصرية والطرق على الأبواب والعنف، فستظهر المقاطع على الفور عبر الشبكات الالكترونية في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة والعالم العربي..خلال دقائق".
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قال خلال تقييم للأوضاع مع الشرطة، الأربعاء: "هذا يوم عيد، والسياسة هي السماح بحرية الحركة الكاملة لليهود في جميع أنحاء القدس".
وأضاف، كما نقلت عنه صحيفة "جروزاليم بوست" : "بشكل لا لبس فيه، مسيرة العلم، مسيرة العيد، صعود اليهود إلى الحرم القدسي، دون أن يفكر أحد في إمكانية تهديدهم أو إلحاق الأذى بهم، هي رسالة إلى العالم بأسره".
وتابع بن غفير: "لقد نشرنا حراسًا في القدس وإن شاء الله سترسم القدس باللونين الأزرق والأبيض غدًا بألوان الأعياد بفرح كبير وستسمح الشرطة لجميع المواكب والأحداث والمشهد المذهل والمثير لمئات الآلاف الذين يسيرون نحو حائط المبكى (حائط البراق) والقدوم الى الحرم القدسي وأداء قسم الولاء للقدس".
غير أن سيدمان أشار إلى أن "في وضع نعرفه جميع هشاشته، فإن الأمر خطير جدا، ومن الممكن أن يمضي بدون أحداث ولكن المخاطرة عالية".
واعتبر سيدمان إنه كان بإمكان الحكومة الإسرائيلية ان تتجنب هذه المخاطرة لو اعتمدت مسارا بديلا لا يمر من منطقة باب العامود.
وقال: "ما كان يتوجب على الحكومة القيام به، بسهولة، هو اعتماد مسار اخر من خلال باب الخليل (أحد أبواب البلدة القديمة القريب من حائط البراق) أو باب المغاربة".
واَضاف: "ولكن المشاركين بالمسيرة يريدون أن إظهار يمينيتهم في الحي الإسلامي، وهذه هي المسألة كلها".
وتابع: "لذلك أعتقد أن الوضع سيكون متوترا للغاية".
والأربعاء الماضي، قالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب خارطة تشير الى أن المسيرة ستتم بمسارين.
الأول، يبدأ من القدس الغربية مرورا بباب الخليل، أحد أبواب البلدة القديمة، ثم قُبالة الحي الأرمني، وصولا إلى حائط البراق.
أما المسار الثاني، فيبدأ من القدس الغربية مرورا بباب العامود، ثم طريق الواد وصولا إلى حائط البراق، وهو المسار الإشكالي للفلسطينيين.
ويترك للمشاركين في المسيرة، اختيار المسار الذي يرغبون في سلوكه.
ورأى سيدمان إن إعلان وزراء قرارهم المشاركة بالمسيرة يحمل في طياته محاولة لإشعال العنف.
وقال بشأن قرار 4 وزراء إسرائيليين المشاركة بالمسيرة: "هذا بوضوح بحد ذاته يحمل في طياته الفرص لإشعال العنف".
وأضاف: "بالمناسبة فإن هذه المسيرة تلقى الدعم المالي من البلدية (البلدية الإسرائيلية في القدس)، ولكن هذه المرة فإن العنصرية بهذه المسيرة تتم برعاية حكومة إسرائيل".
وكانت فعاليات فلسطينية دعت إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى وإلى رفع الأعلام الفلسطينية على المنازل في القدس الشرقية ردا على المسيرة الإسرائيلية.
ويصر الفلسطينيون على أن القدس الشرقية هي عاصمة لدولتهم المستقبلية فيما تعتبر إسرائيل أن القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لها.