أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحفي مشترك في ختام أعمال القمة العربية في دورتها الـ32 بمدينة جدة، مساء الجمعة، أن القضية الفلسطينية تربعت على رأس قرارات القادة العرب.
وقال بن فرحان إن "إعلان جدة" تضمن تأكيدا على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، بما يسهم حشد الطاقات والقدرات لصناعة مستقبل قائم على الإبداع والابتكار، ومواكبة التطورات المختلفة بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار".
وأوضح بن فرحان، أن الإعلان الذي سُبق بمناقشة الزعماء والقادة العرب أبرز القضايا الإقليمية والدولية المتعلقة بالعالم العربي، والتي تمس أمن الدول الأعضاء ومصالحها المشتركة، شهد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وأهمية إيجاد حل قائم على تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأضاف أن "إعلان جدة" تضمن متابعة التطورات والأحداث الجارية في جمهورية السودان، والترحيب بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، الذي تضمن استئناف مشاركة وفد الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها.
وذكر أن الإعلان تضمن عددا من المبادرات التي من شأنها أن تسهم بدفع العالم العربي المشترك في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وأبرزها مبادرة استدامة سلاسل إمداد السلع الغذائية الأساسية للدول العربية، ومبادرة الثقافة والمستقبل الأخضر، ومبادرة إنشاء حاويات فكرية للبحوث والدراسات للاستدامة والتنمية الاقتصادية، ونؤمن أن الرؤى والخطط القائمة على استثمار الموارد والفرص ومعالجة التحديات قادرة على توطين التنمية بما يتطلب من ترسيخ التضامن وتعزيز الترابط العربي والوحدة لتحقيق طموحات وتطلعات الشعوب العربية.
وتقدم وزير الخارجية السعودي بالشكر للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، على ما بذلته من جهود كبيرة على ما بذلته من جهود كبيرة خلال قيادتها لأعمال الدورة السابقة للقمة العربية 31، والتي تكللت بالنجاح.
من جانبه، عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن شكره للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على الإدارة المتميزة للقمة العربية، مشيدا بالجهود الطيبة التي بذلتها المملكة وسخرت الكثير من الموارد والإمكانيات في خدمه القمة التي حققت الأهداف المرجوة منها.
وأكد أبو الغيط أن القمة اتصفت بأنها شهدت توافقا بين كافة الدول الأعضاء قبل انعقادها وخلال أعمالها وفي مخرجاتها، مشيرا إلى أن الاجتماعات كانت سلسة وهادئة، ولم تستغرق مناقشة القرارات والتوافق عليها فترة طويلة، لا في الاجتماع على المستوى الوزاري ولا في اجتماعات المندوبين.
وبيّن أن قمة جدة صدر عنها جملة من القرارات الهامة، أهمها القرار الخاص بعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، والذي يكتسب رمزية واضحة للغاية.
وحول القضية الفلسطينية، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنها تربعت على رأس النقاشات وكانت واضحة في كافة الكلمات والمداخلات والقرارات الصادرة عن القمة، بما يعكس التمسك بمبادرة السلام العربية.
وتطرق إلى الجهد الذي بذلته المملكة السعودية بمشاركة الجامعة العربية منذ أيلول / سبتمبر الماضي، عبر اجتماعات عقدت في الأمم المتحدة مع المجموعة الأوروبية والدول دائمة العضوية، وفي العاصمة البلجيكية بروكسيل، تناولت كيفية الاحتفاء بمبادرة السلام بمناسبة مرور عشرين عاماَ على إقرارها.
وشدد في هذا السياق على أن الجامعة العربية لمست رغبة أكيدة في تنشيط التحرك في إطار مبادرة السلام العربية.
ونوه إلى أن "إعلان جدة" الذي وضعت القضية الفلسطينية في صدارته، يعكس القناعة بحيوية هذه القضية وخصوصا في هذه المرحلة التي يضغط في الاحتلال الإسرائيلي بكل التشدد والعدوانية والتطرف على الفلسطينيين.
وتطرق الأمين العام للجامعة العربية إلى أن الموضوعات الاقتصادية وجدت اهتماما مشتركا في القمة العربية، حيث انعكس ذلك في القرارات الصادرة عنها والمتعلقة بالبعدين الاقتصادي والاجتماعي.
وشدد على أن هناك حيوية وحركة جديدة في العالم العربي، حيث تتطلع كافة الدول لأن تكون قمة جدة بداية لأن يأخذ العرب أمورهم بأيديهم ويتحركوا بإرادة جماعية لتسوية الأزمات القائمة في المنطقة العربية، التي مرت بعقد كامل من الصعوبات التي يأمل الجميع أنها في طريقها للخروج منها.