- د.رمزي عودة/ الأمين العام للحملة الاكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والابرتهايد
تكاد لا تخلو بقعة على هذه الأرض الا وأحيت ذكرى النكبة ورفعت أعلام فلسطين عاليةً إحياءً لذكرى النكبة، وتعبيراً عن تضامن العالم وأحراره مع مأساة الفلسطينيين في حرب 1948. لقد شاهدنا بأم أعيننا مظاهرات حاشدة في كيب تاون ونيويورك ونيوجرسي ولندن ونيودلهي وموسكو ومدريد وروما وغالبية العواصم والمدن في العالم. كانت مشاهد رائعة تعبر عن أهمية القضية الفلسطينية وعدالتها في ضمير الشعوب، وتعكس إرداة المجتمع الدولي التي عبر عنها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 والذي تتضمن الطلب من شعبة حقوق الفلسطينيين، في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، تكريس أنشطتها "للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين للنكبة بما في ذلك تنظيم مناسبة رفيعة المستوى في قاعة الجمعية العامة في 15 أيار/مايو 2023. وبالفعل استثمرت القيادة الفلسطينية هذا القرار الأممي التاريخي خير إستثمار، وألقى خطاب دولة فلسطين في هذه المناسبة الرئيس محمود عباس في مقر الجمعية العامة،وذكّر العالم بمسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية بضرورة تطبيق قرار التقسيم والاعتراف بالعضوية الكاملة لها في الأمم المتحدة وأهمية الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، إضافة الى ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حماية الشعب الفلسطيني وإنهاء نظام الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي. وإنعكست هذه الرؤية الفلسطينية للتسوية في مبادرة وطنية فلسطينية نفذتها منظمة التحرير عنونت بإسم الحملة لأجل فلسطين، وشارك بها العديد من المنظمات الأهلية والعامة الفاعلة في الوطن. وحققت هذه الرؤية رواجاً واسع النطاق في مصر وجنوب أفريقيا ومالطا وإيطاليا والمغرب وغيرها من البلدان التي اشتملتها الحملة في زياراتها، حيث تبنت غالبية القوى الحزبية والبرلمانية والإقليمية هناك رؤية دولة فلسطين. إنها رؤية العدالة التي تعبر عنها مأساة النكبة المستمرة الى الآن بحق الشعب الفلسطيني، انها رؤية حق العودة للاجئين، وحق الحرية للأسرى، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. انها رؤية دولة فلسطين وقائدها الرئيس أبو مازن.
وبرغم محاولة اليمين الإسرائيلي تعكير مظاهر التضامن الدولي المتصاعدة مع القضية الفلسطينية من خلال مسيرة الأعلام في القدس المحتلة، الا أن صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وإرتفاع أعلام دولة فلسطين التي رفعها أحرار العالم في مختلف العواصم كانت أعظم وأكبر وأعلى من أعلامهم. كانوا في القدس المحتلة عصابات متطرفة يمينية وعنصرية وكانت مظاهراتنا للمؤمنين بالعدالة والإنسانية، كانوا بضعة ألاف وكنا بالملايين. كانوا يحتفلون بجريمة إحتلالهم للقدس وكنا نطالب بالعدالة ونحي ذكرى المستضعين واللاجئين والمدنيين الذين قتلوا في مجازر النكبة. كانوا مارقين وخارجين عن القانون وكنا ننادي بقوة القانون الدولي وأخلاقياته. كانوا فاشيين وإرهابيين وعنصريين وكنا الشعب وما زلنا الشعب ولن نصير الا شعب فلسطين صامدينا على أرضنا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت