- ابن المخيم علي بدوان
ولجت ميدان السياسة، السياسة التي نَظَرتُ اليها باعتبارها أولوية، من الناحية الوطنية، ومن ناحية أنها تجسر الهوة بين القيم الأخلاقية والواقع والمرجو والأهداف الوطنية، مثلما تجسر الثقافة الهوة بين الأفكار والناس.
فجرى خصخصة السياسية إلى جمعيات وجماعات ضغط مع تأزّم السياسة وفشلها عربياً في حل الأزمات العميقة للمجتمعات العربية، وللقضايا الوطنية والقومية.
وتراجع شعبية العمل السياسي التقليدي. وتراجعت تلك القوى المحسوبة على اليسار إياه فلسطينياً لدرجة انعدام الوزن، مع بقاء تلك الديناصورات التي تحجّرت في مواقعها، تدافع عنها باستماته، حتى لوا جائت بــ (داتا) جديدة مع إبقاء (شناكل نفعية معلقة)، وكل ذلك للإيحاء بتجاوز شيخوختها.
فمن دون سياسة فاعلة، ترسم وتكرس اهداف وطنية عامة بصدق ومصداقية، يتحوّل العمل من أجل تحقيق الحرية والمساواة أو العدالة إلى تخصص، بحيث تبحث المرأة بقضايا المرأة، والشاعر بقضايا الأدب...
لدرجة أن تختلط الذات بالموضوع، وتتحوّل القضية التي يجري النضال من أجلها إلى هوية وتخصص ونمط حياة، أو إلى ترف ونجومية.
وللأسف فقد تحوّلت السياسة في بلادنا وعموم منطقتنا في العقدين الأخيرين إلى شتيمة، وكأنها شيء مُقزّز يجب تجنب ذكره.
فتراجعت السياسة إلى تخصصات وجمعيات وصناديق تمويل، والى بزنس خالص، استخدامي خاص لمجموعات وتكتلات.
وإذا كانت السياسة في السابق تعني النضال ونكران الذات والعمل الجماعي وتستدعي جهداً كبيراً، فقد تحوّلت اليوم عندهم إياهم، وخاصة عند بعض أدعياء اليسار اللفظي في الساحة الفلسطينية، إلى مبتغى للحصول على موقع أو مكان ضمن مايسمى بالساحة الفلسطينية حصص "الكوتا".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت