في كلمته ممثلا عن الرئيس أمام المؤتمر العام لنقابة الصحفيين "مؤتمر الشهيدة شيرين أبو عاقلة"

اشتية: الصحفيون جنود الحقيقة وشهود التاريخ والحاضر

ملتزمون بحرية الرأي والتفكير وحق الصحافة في الاستقصاء والوصول إلى المعلومات

شكلنا لجنة لدراسة أوضاع الصحفيين لحمايتهم وتوفير أفضل الظروف لعملهم

قال رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتية: "إن الصحفيات والصحفيين جنود الحقيقة وشهود التاريخ والحاضر أمام محاكم الضمير الدولي ومحاكم التاريخ".

وأضاف اشتية في كلمته ممثلا عن الرئيس محمود عباس، أمام المؤتمر العام لنقابة الصحفيين 2023 "مؤتمر الشهيدة شيرين أبو عاقلة"، المنعقد في قاعات الهلال الأحمر في البيرة بالتزامن مع قطاع غزة، أن الصحافة عين الحقيقة في فلسطين، وهي في مواجهة مع من يريدون أن يطفئوا نور الحقيقة.

وتابع اشتية: أن الصحافة هي إحدى أهم أدوات تفعيل الديمقراطية في أي مجتمع، وماعون لصيانة الأطر الديمقراطية ورافعة التغيير في المجتمعات وصانعة الرأي العام.

وأكد التزام الحكومة بحرية الصحافة وحرية الرأي والتفكير وحق الصحافة في الاستقصاء والوصول إلى المعلومات، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء شكل لجنة لدراسة أوضاع الصحفيين العاملين في مهنة البحث عن المتاعب، وحمايتهم، وتوفير أفضل الظروف لعملهم لأداء رسالتهم بمهنية ومسؤولية تمليها عليهم قوانين المهنة.

ولفت اشتية إلى أن فلسطين تعيش ظروفا غير طبيعية، ورغم ذلك تتعدد المشارب الإعلامية التي تعكس تعددية سياسية، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن تُجري إسرائيل 5 انتخابات في أربع سنوات وأن تحرمنا من حقنا في الانتخاب بحرماننا من حقنا الانتخابي في مدينة القدس، ورغم ذلك أجرينا انتخابات طلابية ونقابية واتحادات وانتخابات بلدية.

وأكد اشتية باسم الصحفيين ضرورة القتال من أجل الحق الديمقراطي مثلما نقاتل من أجل إنهاء الاحتلال وأدواته الاستعمارية، وأن الحكومة تعمل على إنجاز الوحدة الوطنية على أساس وحدة الهدف ووحدة أدوات النضال، مستندة إلى برنامج نضالي وسياسي متفق عليه.

وأشار إلى أن القناص الإسرائيلي الذي قتل شرين أبو عاقلة أراد أن يردي شاهدة لتصبح شهيدة، ولتنضم إلى 50 صحفيا سبقوها إلى العلى، بما فيهم الشهيد ياسر مرتجى، مؤكدا أن الحكومة ستبقى وفية لدم الشهداء وأنها ستتابع ملف المحكمة بكل الوسائل.

 

وفيما يلي نص الكلمة:

 

الصحفيات الصحفيون جنود الحقيقة شهود التاريخ والحاضر أمام محاكم الضمير الدولي ومحاكم التاريخ.

 

أرحب بكم في فلسطين باسم أخي سيادة الرئيس محمود عباس. فلسطين أقرب نقطة إلى السماء، أرض السيد المسيح والبشارة، وأرض مسرى ومعراج نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

 

أرض البرتقال المنتفض على المحتل، أرض القمح والتين والزيتون. هنا كان شمشون الجبار يوقد النار في أذيال بنات آوى ويطلقها في الحقول ليحرق قمحنا. مات شمشون الجبار وبقيت أرضنا تعطي قمحاً وحنطة.

 

الحضور الكرام، الصحافة عين الحقيقة في فلسطين وهي مواجهة مع من يريدون أن يطفئوا نور الحقيقة، والحقيقة أن إسرائيل كيان استعماري استيطاني، تسبب إنشاؤه بنكبة شعب بأكمله.

 

هدم البيوت والبلدات، وذبح السكان الأصليين الذين هم نحن. وهُجروا إلى مخيمات اللجوء منذ 75 عاماً. الفلسطيني في لبنان وسوريا والأردن وغزة والضفة لاجئ منذ 75 عاما وهم ليسوا في إجازة أو رحلة استكشاف. مخيمات لجوء وجع وألم وحنين. والتاريخ متصل بالحاضر حيث اليوم القتل المبرمج في مخيم بلاطة ومخيم جنين وأريحا ونابلس ومعركة المقدسات في الأقصى والكنيسة.

 

القناص الإسرائيلي الذي قتل شيرين أبو عاقلة أراد أن يردي شاهدة لتصبح شهيدة ولتنضم إلى 50 جنازة لصحفيين سبقوها إلى العلى، بمن فيهم الشهيد ياسر مرتجى، العلياء للشهداء ولشيرين، واللعنة على كل المجرمين الذين سيحاكمون في محاكم الإجرام، وأؤكد لك أخي العزيز أنطون أبو عاقلة أننا سنبقى أوفياء لدم الشهداء، وسنتابع ملف المحكمة بكل الوسائل.

 

السادة الحضور، إنني أدرك تمام الإدراك أن الصحافة هي إحدى أهم أدوات تفعيل الديمقراطية في أي مجتمع، والصحافة ماعون لصيانة الأطر الديمقراطية، وهي رافعة التغيير في المجتمعات وصانعة الرأي العام. والتزامنا بحرية الصحافة وحرية الرأي والتفكير وحق الصحافة في الاستقصاء والوصول إلى المعلومات هو التزام بالقوانين الدولية مثل ما هو التزام بقوانيننا الفلسطينية.

 

إننا في فلسطين نعيش ظروف غير طبيعية، ورغم ذلك هناك تعدد المشارب الإعلامية التي تعكس تعددية سياسية، ولكن لا يُعقل أن تُجري إسرائيل 5 انتخابات في أربع سنوات، وتحرمنا من حقنا في الانتخاب بحرماننا من حقنا الانتخابي في مدينة القدس، ورغم ذلك أجرينا انتخابات طلابية ونقابية واتحادات وانتخابات بلدية.  واليوم، انتخابات نقابة الصحفيين وأقول باسمكم سوف نقاتل من أجل حقنا الديمقراطي مثلما مقاتل من أجل إنهاء الاحتلال وأدواته الاستعمارية. ونعمل على إنجاز وحدتنا الوطنية على أساس وحدة الهدف ووحدة أدوات النضال مستمدة إلى برنامج نضالي وسياسي متفق عليه.

 

إن التكنولوجيا المتعددة قد أخذتكم فوق مقص الرقيب وفوق سلطة حجب المعلومات والقلم الأحمر في صالة التحرير. كل حامل تليفون ذكي أصبح صحفيا يرسل ويستقبل يؤلف ويحرر، بعضها حقيقي وبعضها غث وليس سمينا.

 

في زمن الميتافيرس تشات جي بي تي، والسحب المحملة للمعلومات والذكاء الصناعي لا يمكن لنا إلا أن نكون جاهزين لغدا. سرعة التحدي التكنولوجية تحتاج منا سرعة الاستجابة. العالم كان مقسما بين غرب وشرق، شمال وجنوب، غني وفقير، أسود وأبيض، متطور ومتخلف. اليوم العالم أصبح مقسما بين بطيء وسريع، البطيء فقير متخلف، والسريع غني متطور. وهنا أقول إن السرعة في الصحافة ليست في السبق الصحفي بل في سرعة الوصول إلى الحقيقة. يتم يوميا ضخ مليارات المعلومات والأخبار ولكن كيف نميز الحقيقة؟ نصل الحقيقة بكم رواد الحقيقة.

 

إن الحكومة لا تتدخل في حرية النشر والتعبير وتدفق المعلومات، ولكن نوعي المواطنين بعدم التعاطي مع الشائعات الهدامة والكاذبة وخطابات الكراهية.

 

من جانب آخر، وتقديرا لجهود إخواني الصحفيين وجهودهم الكبيرة في تعزيز الرواية عن فلسطين، وإيصال الحقيقة للعالم، وهزم رواية التزوير التي تتقنها إسرائيل وظروف عملهم، فقد شكل مجلس الوزراء لجنة لدراسة أوضاع الصحفيين العاملين في مهنة البحث عن المتاعب، وحمايتهم، وتوفير أفضل الظروف لعملهم لأداء رسالتهم بمهنية ومسؤولية تمليها عليهم قوانين المهنة.

 

المنطقة في حالة تحول كبير، علاقات سعودية إيرانية مهمة بالنسبة لفلسطين، لأن نتنياهو أراد حرف البوصلة عن مركزية الصراع في المنطقة وهي قضية فلسطين. عودة سوريا إلى حضن العرب مهمة بالنسبة لنا، وهناك 400 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا. بعضهم شُرد للمرة الثانية مثل السوريين. الهدوء في اليمن مهم لنا واستعادة العراق عافيتها، كلما كان العرب بخير ففلسطين بخير. نعمل لاستعادة مبادرة السلام العربية، نحن ندفع ثمن الحرب في أوكرانيا – ازدواجية المعايير الدولية - الأسعار

 

وغياب اللجنة الرباعية مظلة الحل للصراع العربي الإسرائيلي. هناك غياب لدور أميركي فاعل، لم تقدم الولايات المتحدة أي لا مبادرة سلام ولا مبعوثا للسلام.

 

في إسرائيل هناك إجرام ممنهج يرتكب بحق أرضنا وشعبنا وشجرنا ومياهنا وحجرنا. إسرائيل اليوم تعيد احتلال الضفة الغربية مربعا مربعا. هذه دولة إجرام، هل تصدقون أن هناك 162 شهيدا ما زالت جثامينهم في ثلاجات السجون، هل تصدقون أن هناك 431 شهيدا في مقابر قبورها بلا أسماء، فقط أرقام. هل تصدقون أنه مسموح للفلسطيني استهلاك 72 لترا من المياه، بينما يستهلك الإسرائيلي 420 لترا يوميا. هل تصدقون أن هناك باصات لا يسمح للفلسطيني بركوبها، وأن هناك عمارات يمنع الفلسطيني سكنها. كل هذا في إسرائيل دولة الأبارتهايد. دولة الجدار والاستعمار، دولة الكراهية والتحريض على القتل، دولة فيها وزراء أرادوا أن يمحوا حوّارة البلدة الفلسطينية عن الأرض.

 

لهم أقول، مثلما مات شمشون الجبار وبقيت حقول الحنطة لنا، سيذهب المستعمرون ونبقى نحن، سكان الأرض الأصليين الذين أعطينا فلسطين اسمها.

 

لكم أقول،

بعد ما كتبتم ونشرتم وأذعتم لا أحد يستطيع أن يقول إنكم لم تفعلوا

 

خلوا عين الكاميرا صاحية- أتمنى لمؤتمركم التوفيق والنجاح، عشتم وعاشت فلسطين.


تصوير: شادي حاتم

B14I1051.jpg
B14I0998.jpg
B14I0703.jpg
B14I0687.jpg
B14I0624.jpg
B14I0457.jpg
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله