افتتح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة التربية والتعليم العالي واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم أ.د علي زيدان أبو زهري، مقر اللجنة الوطنية بالمحافظات الجنوبية، وذلك في إطار توجه مؤسسات المنظمة لتعزيز وتطوير العمل فيها.
جاء ذلك بحضور محافظ محافظة غزة إبراهيم أبو النجا ومجموعة من الشخصيات الاعتبارية ورؤساء المؤسسات، وشارك إلى جانب أ.د أبو زهري، ق.أ مدير عام الشؤون الإدارية والمالية محمد صوافطة وحنين الشيخ مديرة دائرة المشاريع ود. أسعد أبو جهل مسؤول ملف المنح والبعثات في دائرة التربية والتعليم العالي، وأحمد أبو هجرس مدير مكتب المحافظات الجنوبية من طاقم اللجنة في الضفة وغزة، بالإضافة لمجموعة من الشركاء التي عملت معهم اللجنة الوطنية في مشاريع سابقة في المحافظات الجنوبية وممثلي دوائر منظمة التحرير الفلسطينية.
كما وقع أ.د أبو زهري اتفاقية إطلاق مشروع غزة السياحي الثقافي بالشراكة مع جمعية المتحدين الثقافية والذي جاء بتمويل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
وأطلق أ.د أبو زهري أيضا، تجديد العمل بكرسي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" لعلوم الفلك والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء والذي تستضيفه الجامعة الإسلامية، وذلك بالشراكة مع جامعتي الأقصى والأزهر للمرة الثالثة على التوالي، في إنجاز علمي جديد يسجل لدولة فلسطين، لما لها من أهمية لتعزيز المكانة العلمية لفلسطين وحضورها بالمنظمات المتخصصة، وذلك بحضور حامل الكرسي الجديد أ.د. سفيان تايه، وأ.د. ناصر فرحات رئيس الجامعة الإسلامية في غزة وكل من عمداء كليات الجامعة، وطاقم اللجنة.
وشارك أبو زهري في ورشة عمل مشروع منتديات الرياضيات بعنوان "المشاركة في دراسات التقييم الدولية: استحقاقات ومتابعات" المنعقدة في جامعة الأزهر-غزة، والتي تأتي بالشراكة مع الهيئة الفلسطينية للرياضيات “رفاه” وبتمويل من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، وبحضور رئيس جامعة الأزهر أ.د. عمر ميلاد ود. محمد عليان من طاقم الجامعة، وطاقم مؤسسة رفاه ممثلة برئيسها د. عبد الجابر هودلي، وأ.حسن سالم، ود. محمد مطر مدير عام مركز البحث والتطوير التربوي في وزارة التربية والتعليم.
وأشار أبو زهري خلال افتتاحه لمقر اللجنة الوطنية في المحافظات الجنوبية، إلى توجه القيادة الفلسطينية بشكل عام، ومنظمة التحرير الفلسطينية على وجه التحديد لتوسيع العمل بما يرتقي للمستوى المطلوب بينا أهلنا بالمحافظات الجنوبية، ومشددا على أهمية حضور مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، واستمرار عملها هناك، الأمر الذي يساهم في تطوير وتنمية قطاعات العمل بشكل موحد في كافة مناطق تواجد شعبنا الفلسطيني.
وعبر أبو زهري عن سعادته لإطلاق مشروع "مسار غزة الثقافي السياحي"، وباعتبار الإنسان روح الثقافة، فكان لا بد من دمج المجتمعات بتراثهم، لا سيما تميز فلسطين بالتنوع الطبيعي في تضاريسها ومناخها، وغناها بمقومات سياحية طبيعية وحضارية، وسعيا لدمج البيئة بالتراث الثقافي كمصدر مهم لتحقيق التنمية المستدامة؛ مما يساهم في تعزيز الهوية الوطنية، بوصفها الصلة بين الماضي والحاضر.
وقال: "يعتبر التراث الثقافي ركيزة أساسية في اقتصاد العديد من الدول؛ ومن الموارد المهمة لصناعة السياحة، وأهم مورد من موارد المجتمع، التراث الثقافي يمثل جزءا لا يتجزأ من خطط التنمية المستدامة. ولهذا أصبحت كثير من الدول تسعى سعيا حثيثا لتطوير خطط التراث الثقافي وإدارته ودمجه في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، كونه رافد مهم من روافد الاقتصاد الوطني".
وأضاف: " تسعى اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم دائما لتوفير كل ما هو متاح من خلال علاقاتنا مع المنظمات واللجان الدولية، ونتمنى أن يكون هذا المشروع مساراً يضيء تعاون مستمر ويعزز مفهوم التراث لدى المجتمع الفلسطين".
وبارك أبو زهري خلال تجديد كرسي "اليونسكو" لعلوم الفلك، هذا الإنجاز، ولحامل الكرسي الجديد أ.د سفيان تايه، مقدما الشكر لكافة الجهود الوطنية والمتعاونة التي بُذلت من قبل مندوبية فلسطين الدائمة لدى اليونسكو، والجامعة الإسلامية وجامعتي الأقصى والأزهر، وطواقم اللجنة الوطنية، آملين أن يكون هذا التجديد مقدمة لتفعيل الفرص العلمية للتبادل والتعاون على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
مشيرا إلى أن هذا الإنجاز يأتي في إطار سعي اللجنة الوطنية لتوسيع الحضور العلمي لمؤسسات التعليم العالي الفلسطينية في اليونسكو، وفي إطار خطة عمل اللجنة الوطنية، يجري العمل الآن على استحداث المزيد من الكراسي العلمية في الجامعات الفلسطينية في المجالات المتخصصة ضمن قطاعات عمل واهتمامات اليونسكو، ويدلّل هذا الإنجاز على أن الفلسطيني قادر على العطاء وإبهار العالم كل يوم بإنجازاته في الأصعدة كافة، ما يحتّم علينا كمؤسسات وطنية السعي الدائم لتوفير وتسخير كل ما يمكن من إجل استمرارية الحضور الدولي لفلسطين في المنابر العلمية الدولية المتخصصة.
وخلال أعمال منتديات الرياضيات شدد أبو زهري على ضرورة تشجيع البحث العلمي في مجال تعليم الرياضيات وتعلمها في المدارس الفلسطينية، والاستفادة من نتائج وتوصيات البحوث في هذا المجال، وتطوير خطط تعليم الرياضيات وتعلمها، وتوزيع هذه النتائج على المؤسسات المعنية، وتطوير قدرات العاملين في هذا المجال من معلمين ومشرفين ومديري مدارس وغيرهم بما ينعكس إيجاباً على أداء الطلبة في الرياضيات، ويساهم في نشر ثقافة الرياضيات ونشر ثقافة البحث العلمي في الرياضيات، حيث تعتبر هذه المنتديات منصة لتبادل الخبرات والتجارب والدراسات بين المشرفين والمعلمين والمعنيين بمادة الرياضيات.
وأثنى على جهود (رفاه) ممثلة بمديرها العام د. عبد الجابر الهودلي للنهوض بالتعليم بشكل عام والرياضيات بشكل خاص ورفع شأن معلم الرياضيات في فلسطين بالإضافة إلي جهود وزارة التربية والتعليم وسعيها الدائم لدعم صمود المعلم الفلسطيني ونهوضه وتقدمه رغم كل التحديات والعوائق التي تقف في طريق نجاحه وإبداعه وإيصال رسالته التعليمية، بالإضافة إلى تسخيرها كل السبل لتقدم وتطوير العملية التعليمية وتمكين الطالب الفلسطيني من المشاركة والمنافسة في المسابقات والأنشطة العلمية كافة، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق المسيرة التعليمية في فلسطين في شتى أرجاء الوطن.