أعلنت جائزة الشيخ زايد أنّه فاز عن فرع الجائزة "المؤلف الشاب" الكاتب الجزائري سعيد خطيبي، وذلك عن رواية "نهاية الصحراء"، الصادرة عن دار هاشيت أنطوان / نوفل، لبنان، عام 2022. وقد أشادت لجنة الجائزة بالرواية معلنةَ: "يمتلك العمل أصالة في الأسلوب، وفي التكنيك الروائي القائم على التشويق، من حيث تنسيق الأحداث وترتيبها وتصاعدها. ينتمي هذا العمل إلى الرواية البوليسية التاريخية النادرة في الأدب العربي المعاصر والتي تخاطب جيل الشباب. تميز النص باللغة السردية المتقنة، المتدفقة دون انقطاع أو إرهاق للقارئ".
ومن ضمن فعاليات القيّمين على الجائزة سيكون برنامج الاحتفاء بالفائزين بالجائزة في فروعها كافة على الشكل الآتي:
- حفل تكريم الفائزين بالجائزة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، أدنيك – قاعة المؤتمرات A – 23 مايو 2023 – 11 صباحًا
- حوار مع الفائزين في مسرح بورصا في معرض أبوظبي الدولي للكتاب – قاعة 12 – 23 مايو 2023 – 6 مساءً
- توقيع الكتب الفائزة في ركن توقيع الكتب في معرض أبوظبي الدولي للكتاب – قاعة 11 – 23 مايو 2023 – 7:30 مساءً
- مناقشة الرواية بالتعاون مع صالون الملتقى الأدبي في مسرح آيا صوفيا في معرض أبوظبي الدولي للكتاب – قاعة 10 – 27 مايو 2023 – 7:30 مساءً
وبدوره، قال الكاتب سعيد خطيبي عند تلقّيه خبر الفوز: "أفرحني جداً تتويج "نهاية الصحراء" بجائزة الشّيخ زايد للكتاب 2023، هذه الرّواية التي كتبتها من أجل أبناء 5 أكتوبر 1988، وأنا واحد منهم. من أجل أولئك الذي وُلدوا من رحم الحلم ثم عاشوا بين حيطان الخيبات. بودي أن أشكر القائمين على هذه الجائزة العالمية، من لجان تحكيم ولجنة علمية ومجلس أمنائها، على ثقتهم التي أعتز بها وتزيدني مسؤولية إزاء الكتابة. أشكر ناشري هاشيت أنطوان الذي رافق الرّواية منذ أن كانت مجرد مخطوطة إلى غاية خروجها من المطبعة، ثم رشّحها. أنا محظوظ بناشر يُعامل الكتاب باحترام رفيع واحترافية."
هذا وقد قيل في الرواية:
«"نهاية الصحراء" لسعيد خطيبي خالصة للنمط البوليسي، بل نحن لا نكفّ، في أثناء قراءتها، عن استعادة هذا النمط واستذكاره.»
— عبّاس بيضون، القدس العربي
«يضع الكاتب مفهوم الجريمة والعقاب موضع مساءلة من المنظورين الأخلاقي والفلسفي، كما يعارض الفكرة الرومانسيّة عن الحب الذي يمثل بوصفه سبيلاً للخلاص؛ ويقوّض الصورة الاستشراقيّة المتخيّلة عن الصحراء؛ إذ يقابل بين تجربتين عاطفيتين، كانت صحراء الجزائر مسرحًا لأحداثهما.»
— شهرة بلغول، الكتابة
نبذة عن الرواية
تدور أحداث الرواية في بلدة قريبة من الصحراء في الجزائر عام 1988. وكما في روايات خطيبي السابقة، تتميّز الرواية بحبكة محكمة للغاية، حيث تدور أحداثها حول جريمة قتل، لمغنية لعوب تعمل في أحد الفنادق. تبدأ التحقيقات المعقدة، ولا يستطيع المحققون الوصول إلى نتيجة بسهولة، حيث يمكن الشك بأكثر من شخصية. من خلال المتحدثين في الرواية، الذين هم أبطالها، يغوص الكاتب في تاريخ الاستعمار وتاريخ حرب التحرير الجزائرية وورثتها، عبر سرده لملابسات القضية، التي تدور في شهر واحد، رغم تعقيداتها. الشخصيات المتهمة بقتل المغنية، ليست متهمة فقط بجريمة جنائية، بل يتضح أيضًا أنها، ومن مواقع مختلفة، معنية بالارث الكبير لحرب الاستقلال.
هذا وقد أفاد الكاتب أنّ حرب التّحرير تلقي بظلالها على الرّواية، مع ما رافقها من صراعات داخليّة، تحكي نشأة الجزائر المستقلّة، الصّدامات الطّبقية وجذور العنف في البلاد.
سعيد خطيبي
سعيد خطيبي، من مواليد عام 1984، هو أحد أبرز الكتاب الجزائريين المعاصرين. عمل صحافيًا وناقدًا، قبل أن يتحوّل للرواية. أصدر روايته الأولى «كتاب الخطايا» عام 2013. فازت روايته «جنائن الشرق الملتهبة.. رحلة في بلاد الصقالبة» بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة عام 2015، وفاز بجائزة كتارا عن روايته «أربعون عاماً في انتظار إيزابيل» عام 2017، قبل أن يصل إلى القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية (بوكر) عن روايته «حطب سراييفو» عام 2020. تُرجمت بعض أعماله. وقد حاز على جائزة الشيخ زايد – فرع المؤلّف الشاب في دورتها السابعة عشرة عن روايته «نهاية الصحراء» عام 2023.