غيب الموت الموسيقار الفلسطيني الكبير، وأحد أبرز أعلام الثقافة والفن الفلسطيني حسين نازك الذي وافته المنية، يوم الخميس، في العاصمة السورية دمشق عن عمر ناهز (81 عاما).
ورحل نازك بعد صراع طويل مع المرض، وعطاء حافل من الإبداع، استمر لعشرات السنوات في كبرى مراحل الثورة داخل فلسطين وفي الشتات.
ولد حسين نازك في القدس المحتلة في عام 1942، وتعلّم الموسيقى في مدارسها قبل أن يتتلمذ على يد الموسيقار المقدسي يوسف خاشو، ثم درسها بتخصص على يد الموسيقار يحيى السعودي.
هاجر نازك المكنى بـ"أبي علي" في عام 1967، من القدس إلى عمّان ومنها إلى دمشق في عام 1969، واستقر فيها، لكنه بقي مهجوسا بفلسطين، وهو ما انعكس في إبداعاته الموسيقية.
أسس نازك كما أدار فرقة "العاشقين" الشهيرة في عام 1976، وهي التي حملت بأغنياتها كلمات رفيق دربه الشاعر الراحل أحمد دحبور، كما أسّس فرقة "زنّوبيا" القومية في دمشق في عام 1985، وفي عام 2005، وللمرّة الثانية، أعاد نازك توزيع النشيد الوطني الفلسطيني (فدائي).
وشغل نازك عضو المجمع العربي للموسيقى، وكان واحداً من أبرز من اهتموا بالتراث الفلسطيني بكافة أشكاله، كما أعد الموسيقى التصويرية للعديد من المسلسلات التلفزيونية والمسرحيات والأفلام السورية والعربية، علاوة على موسيقى أشهر برامج الأطفال من قبيل "افتح يا سمسم"، و"المناهل"، كما كان له دورا كبيرا في اكتشاف وإطلاق الكثير من الفنانين العرب البارزين على مدار العقود الماضية.
اختارت وزارة الثقافة الفلسطينية، الفنان والموسيقار الفلسطيني القدير حسين نازك، شخصية العام الثقافية 2023.
ونعت وزارة الثقافة الموسيقار الفلسطيني الكبير حسين نازك، معتبرة في بيان، أن الحركة الثقافية والفنية الفلسطينية خسرت علما بارزا من أعلام الإبداع الفني الفلسطيني.
وقال وزير الثقافة، عاطف أبو سيف: إنه برحيل حسين نازك خسرت الحركة أيضا مدرسة من مدارسها المجددة للفعل الثقافي، وأضاف أبو سيف أن الوزارة التي اختارته هذا العام ليكون شخصية الثقافة الفلسطينية تقديرًا لدوره لأكثر من ستين عامًا من العمل الدؤوب في تكريس واقع فلسطين الفني على خريطة الفعل الثقافي العربي والعالمي.
وأضاف: إن الأفعال الإبداعية التي كرّسها نازك من أجل خدمة قضايا شعبِه وأمته ووطنه، كانت ومُحمّلة بالحنين والشوق للوطن المحتل ومتميزة بالتجديدِ والإبداع، حيث كانت موسيقاه في كافة الأعمال الفنيَّة الغنائية والمسرحِ والدراما التلفزيونية والسينمائية أو الأفلام الوثائقية، وما كان منه من إبداع تميز من خلالِ تأسيسه وإدارته لفرقة العاشقين الفلسطينية التي حملت الصوت الوطني الفلسطيني إلى العالمية، وتقدّم الدكتور عاطف أبو سيف بالتعازي والمواساة من عائلة ورفاق وأخوة درب الفنان الكبير .
الرئيس يعزي بوفاة المناضل الوطني الموسيقار حسين نازك
هاتف رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم ، حمزة حسين نازك، معزيا بوفاة والده المناضل الوطني الموسيقار حسين نازك.
وأشاد الرئيس عباس، خلال الاتصال، بمناقب الفقيد وعطائه، وما قدمه لقضية شعبه العادلة وحقوقه المشروعة، مُجيّرًا إبداعه وفنه في النسق النضالي، عبر أعماله الفنية الخالدة.
وأعرب الرئيس عباس عن تعازيه الحارة، داعيا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
من جهته، شكر حمزة حسين نازك، الرئيس على الاتصال.
ونعى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، المناضل الوطني الموسيقار حسين نازك قائلا :"إن المناضل نازك قامة فنية فلسطينية وعربية، ونموذج وطني إبداعي ومعلم فني حي في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، وحشد قلوب المحبين عنفوانا من أجل فلسطين، وإن رحيله خسارة لا تعوض."
"فتح" تنعى المناضل الوطني الموسيقار حسين نازك
نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" المناضل الوطني الموسيقار حسين نازك، وقالت في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، إن المناضل نازك رحل بعد مسيرة فنية ونضالية مثل خلالها قامة فنية فلسطينية وعربية، وشكل نموذجا وطنيا إبداعيا تمثل بتأسيسه لفرقة العاشقين التي تعد معلما فنيا حيا في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.
وأضافت الحركة، أن المناضل الراحل نازك الذي ولد في مدينة القدس عام 1942؛ ظل مؤمنا بعدالة القضية الفلسطينية، وحقوق شعبنا التاريخية، مُجيرا إبداعه وفنه في النسق النضالي، عبر أعماله الفنية الخالدة، التي لن يتلاشى وميضها من الوجدان الوطني لشعبنا الذي ترعرعت أجيال متلاحقة منه على أعماله وألحانه.
وأعربت حركة "فتح" عن خالص تعازيها لذوي المناضل الراحل وعائلته، ولجماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات.
الاتحاد العام للكتّاب والأدباء ينعى سادن الموسيقى الفلسطيني العاشق حسين نازك
ونعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، الفنان الموسيقار والملحن حسين نازك، وجاء في نص النعي الصادر عن الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء:
"تودع فلسطين اليوم عاشقها المبدع حسين نازك، الذي أشغل أوتاره عاليًا من أجل وطنه، وأسس لعشقه الصافي (فرقة العاشقين) التي لبت نداء قلبه، وحولت ألحانه إلى سحاب معطر بالانتماء، والوفاء لقضية شعبه، وتسلح بكمنجة روحه، وهو يخوض الفن بكل مصداقية، وفروسية، حتى أظهر نجمه ضياءً أغاظ المحتل الغاشم، وأربك روايته المزيفة، بل حشد قلوب المحبين عنفوانًا من أجل فلسطين.
إن رحيل الكبير عزفًا ونضالاً حسين نازك، خسارة لا تعوض، وستفتقده الأناشيد في بيدر الأغنية المقاومة، ولن تنساه حقول النغمات المقاتلة، وأما تلويحات الدبكة، وموسيقى المسارح ستخلد ذكره وجوبًا منقطع النظير، ولأنه راية شامخة في سماء فلسطين، سنبقى نتطلع إلى السماء بصفاء حضوره الذي جعل من النكبة المؤلمة تحديًا مقدسًا لتجاوزها، ومن النكسة صمودًا أربحه القدس، وإن خرج منها، وعاد بألحانه كجيش لا تهزمه طحالب الضلال.
رحم الله حسين نازك الموسيقار، والملحن الفنان، والفلسطيني المقدسي المنير بسيرته، والنبيل بإنسانيته، عاش حرًا رغم منفاه، ورحل فلسطينيًا عروبيًا رغم وعورة الطريق، وتلبّد الواقع، ونحن في الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، لن نؤخر الوفاء لروحه على ما قدم لساعة النصر، بل سنكون له من الأوفياء الذين يحفظون لأهل البسالة تاريخهم، ومسيرتهم بكل اعتزاز.
لأهل الراحل الكبير ولشعبنا ولكل المخلصين لفلسطين، عظيم الأجر، وخالص العزاء.
حسـين نازك، وُلد في القدس في عام 1942، موسيقار ومُلحن فلسطيني، تتلمذ على يد الموسيقار يوسف خاشو.
هاجر نتيجة حرب 1967 من القدس إلى العاصمة الأردنية عمّان، وتتلمذ هناك على يد الموسيقار يحيى السعودي، في عام 1969 انتقل إلى سوريا، حيث استقر في دمشق.
أسس فرقة العاشقين عام 1976، وكان مديرها منذ التأسيس حتى عام 1985، وأسس فرقة زنوبيا القومية الحديثة، وشارك في تلحين النشيد الوطني الفلسطيني عام 2005.
تولى في عام 2015 مهمة إحياء وجمع وإعادة تأهيل التراث الفلسطيني الفلكلوري المكتوب والمسموع والمرئي كمدير تنفيذي للمشروع من قبل المنظمة العربية التربية والثقافة والعلوم.
ساهم بوضع موسيقى وألحان الكثير من المسلسلات والبرامج التلفزيونية، وحفلات الافتتاح لأربع دورات رياضية في سوريا وهي دورة الألعاب العربية 1976، ودورة الشباب العربي عام 1981، والدورة الأولى للقوات المسلحة السورية عام 1983، ولوحة من حفل افتتاح دورة المتوسط 1987.
وضع موسيقى عشرين مسرحية للمسرح القومي السوري، والمسرح الوطني الفلسطيني، ولحن الأغنيات الوطنية التي تغنت بمدن فلسطين من كلمات الأديب ناهض الريس، وهو عضو في المكتب التنفيذي للمجمع العربي للموسيقى، وعضو مجلس الموسيقا الدولية، وعضو الجمعية الأميركية للملحنين والناشرين.
حصل على عددٍ من الجوائز، منها: الجائزة الأولى لأفضل توزيع أوركسترالي لنشيد وطني (بلاد العرب أوطاني)، وجائزة أفضل استخدام موسيقى للتراث العربي من مهرجان قرطاج 1980، وجائزتان ذهبيتان من اليابان لأفضل عرض موسيقي ياباني من موسيقى ووسام الثقافة والعلوم والفنون من الرئيس محمود عباس وحصل على لقب شخصية العام الثقافية 2023 والتي تعلن عنها وزارة الثقافة الفلسطينية كل عام لمناسبة يوم الثقافة الوطني.