- بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين الاعلامي د. رضوان عبد الله
ربما على الفلسطينيين ان يتلقفوا قرارات وتصريحات وزير او غفير او حتى طنبر او حنطور عربي على منبر او بيدر او محور او حتى على بندر كي تعم الفرحة قلوبهم...وتسود البهجة مخيماتهم وتجمعات سكناهم...وما التصريحات والهمروجات التي نسمعها ونراها بين الحينة والاخرى وبين فينة وفينة الا نماذج لذر الغباش كلوا في العيون....!!!
اين هي القرارات الميدانية لدعم فلسطين والقدس....اين هي المساعدات المالية والعينية التي التزم بها الاعراب من اول قمة لهم الى اخرها.....بل اين الجيوش المؤلفة وغير المؤلفة ، ومعها الحسومات التي تحسم من اجل دعم المجهود الحربي المزعوم عربيا ضد الصهاينة المحتلين لفلسطين وبقية لرض العرب....والتي تطلق رسميا بين يوم واخيه من قبل وزير هنا او وزير هناك...او زعيم هنا وزعيم هناك وهنالك...
ليس المطلوب بيان شجب او استنكار او ادانة عربية، وليس المطلوب تاييد كلامي فقط كلما غارت اغارة صهيونية برية او بحرية او جوية على اهلنا في داخل الوطن كله او خارجه...وليس الدعم ببيان ترحيب ولا ببيان مليء بالحلويات والبونبون والشوكولاتة ، كلما تم قتل صهيوني محتل لارضنا ومدنس لمقدساتنا المسيحية والاسلامية...حتى تكون النتيجة كما يقول المغنيون الشعبيون "وزع شوكولاته وطعمينا" ، ابتهاجا وفرحا بانتصار شبابنا المناضلين على ارض الرباط واستثمار دمائهم الطاهرة الزكية على منابر لا تغني ولا تذر....!!!
المطلوب والضروري على المستويات الرسمية والنقابية...الفلسطينية والعربية، ومن اجل تهدئة روع توتر وقلق الشارعين الفلسطيني والعربي ، الرسمي والشعبي، من رهاب التطبيع والعمالة والخيانة ، المدموجين حقدا وعنصرية صهيونية ودعم امريكي واضح، ان يتكلل العمل العربي ومعه دعما حزبيا لنضال الشباب الفلسطيني، بان يتم اخذ القرار العربي الواضح والسريع والجدي لتوظيف كل الجهود الشعبية والجماهيرية مع الرسمية الحكومية ، السياسية والعسكرية، وفتح باب الخدمة العسكرية النضالية والجهادية والكفاحية من كافة الاقطاب الرسميين والحزبيين والطائفيين والسياسيين من جهة ، ونسيان البكاء على الاطلال او على الاذلال او على الرمال...من جهة اخرى....ولا بد من كلا الطرفين العربي والفلسطينيي من توضيحات تخص معاهدة ((الدفاع العربي المشترك)) التي قتلوها بدون ذبح ولا اعدام...والتي لم تحرك ساكنا تجاه نكبتي فلسطين والعرب الاولى عام 1948 والثانية عام 1967 ، وهذه التوضيحات بحاجة الى تفعيل كل بنود بروتوكولات ولجان العمل العربية تجاه فلسطين التي صدأت و لا تعمل الا قليلا ، وبحاجة فعلا الى زعيم رشيد و الى رأي سديد ودور عتيد من كل اللجان العربية الحكومية على مستوى الرئاسات والملكيات والامارات والزعامات ، ومعها الاهلية والشعبية وغير الحكومية، وايضا من كل الاتحادات والنقابات الفلسطينية والعربية العاملة فوق اراضي ((العرب اوطاني.. )) .
وفيما يتعلق باللاجئين، ربما بعض قرارات الامم المتحدة والجامعة العربية بخصوص حقوق اللاجئين بالدول المضيفة تلزم الاشقاء العرب ان يحافظوا على كرامتنا وانسانيتنا ، العربية الفلسطينية ، وان يهتموا بنا كبشر لسنا متسولين ولا متخذين اماكن سكنانا اوطانا من دون فلسطين. فنحن الدولة ال194 حسب قرار الجمعية العام للامم المتحدة، ولو بصفة مراقب، لكن يحق لنا ان نطلب المعاملة بالمثل ان اراد الاخوة والاحباب ذلك ، ونحن نصر على ذلك كجموع من اللاجئين المتعلمين والمثقفين والعمال عموما والساعيين نحو العودة الى فلسطين عشرات المرات ، بأيدينا وبسلاحنا، ولا يمنعنا من العودة الى فلسطين الا تخاذل العرب انظمة وحكاما وجيوشا...حتى وصل التخاذل الى قلوب وسواعد الاحزاب المترهلة عضويا و جسديا و فكريا...وما هذا الترهل والانهزام الحزبي ، داخلبا وخارجيا ، الا تساوق مع ضغوطات الغرب الامريكي الاوروبي علينا نحن كفلسطينيين كي نقبل بالحد الادنى من الحقوق وهذا ما لا ولم ولن نرض(ى) به.
ونذكر فقط بان عشرات المئات من ابناء شعبنا هم من بنوا دولا كدولة لبنان الشقيق مثلا لا حصرا، وبكل قطاعاته ، و زرعوا ارضه ورووا سهوله وهضابه بعرق جبينهم قبل ان يرووه بالماء ومن ثم بالدماء .
كفا تهويلا وعويلا من قبل العربان المطبعين ، المتباكيين علينا زورا وبهتانا ، والمتخاذلين بحقنا ، فنحن لنا وطن نحبه ونحب من احبه ، وشعبنا بتهجيره عام 1948 تم توزيعه قسرا على غالبية دول العالم الحر وغير الحر ، واكلنا مع اهلنا من الشعوب العربية الخبز والملح وشربنا المر والعلقم معهم على مدار اكثر من سبعة عقود ونيف ، ودماء شهدائنا وشهدائهم على كافة الجبهات مع العدو الغاصب المحتل، تشهد على التلاحم العربي - الفلسطيني ، وان كنا في بعض الاحيان نطالب بحقوقنا كلاجئين بالدول العربية المضيفة ليس الا كي نستخدم مهاراتنا وخبراتنا لاستنهاض تلك الدول مع خبرات ومهارات اهلها ، ولتقوية ضلوع تلك الدول المتصدعة ولترميم ما قد اتلفته الأيادي العابثة المخربة بحجة ربيع عربي بل هي اتعس من اي خريف مضى او سيمضي....، وما كانت حدود فلسطين مفتوحة قبل العام 1948 امام اهلنا في الدول العربية ، وبدون جوازات سفر او عراقيل ، الا لاننا نحب الاشقاء العرب ، شعوبا وقبائل و دولا، وكان جدودنا واباؤنا يصرون على استقبال العرب وضيافتهم ، لانهم جيران وطننا من شماله وشرقه وجنوبه ، واستقبالهم من خلال جو وبحر فلسطين، ليس من اجل المعاملة بالمثل....بل لانهم اهلنا وشعوبنا وسندنا العربي من المحيط الى الخليج....!!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت