تشهد منطقة ساسولي الحدودية بين إيران وأفغانستان اشتباكات منذ يوم السبت الفائت 27 مايو/أيار، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود على الأقل من الطرفين، إذ أعلنت إيران عن سقوط اثنين من حرس الحدود، فيما أفادت حركة طالبان بمقتل أحد عناصرها، إلى جانب عدد من الإصابات بين صفوف طرفي النزاع.
اشتباكات ساسولي
وتأتي هذه الاشتباكات في سياق توتّر العلاقة بين طهران وكابول إثر خلاف على توزيع مياه نهر هلمند، إذ تتّهم إيران أفغانستان بتقليص تدفّق مياه المناطق الشرقيّة التي تعاني الجفاف في إيران، فيما تنفي أفغانستان الاتهامات الموجّهة إليها.
وترافقت الأحداث الأخيرة بين البلدين مع انتشار واسع للأخبار الكاذبة والمضللّة حولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي رصد "مسبار" جزءًا منها، نستعرضه لكم في هذا التقرير.
تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع إيران
انتشر مقطع فيديو تداولته حسابات وصفحات على موقعي فيسبوك وتويتر، ادّعت أنّه لإرسال حركة طالبان تعزيزات عسكرية وعربات ومدفعية إلى الحدود مع إيران، عقب الاشتباكات الأخيرة مع قوات حرس الحدود الإيراني.
وتبين بالتحقق أنّ الفيديو قديم ومتداول منذ سبتمبر/أيلول عام 2021، من قبل حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الروسي فكونتاكتي، على أنّه لتعزيزات أرسلتها حركة طالبان إلى إقليم بنشجير الأفغاني حينها.
حشد قوات على الحدود مع إيران
كما انتشر مقطع فيديو، قيل إنه لحشد طالبان قواتها على الحدود مع إيران عقب الاشتباكات الأخيرة، إلا أنه قديم وكان قد نُشر في إبريل/نيسان عام 2022، على أنه لحشد قوات من حركة طالبان على الحدود الإيرانية حينها.
تدمير منشآت إيرانية
أمّا الفيديو الذي ادّعى متداولوه أنّه لتدمير طالبان منشآت إيرانية خلال الاشتباكات الأخيرة، وجد "مسبار" أنّه مضلّل وقديم ونشرته حسابات ومواقع إخبارية في فبراير/شباط عام 2021، على أنه لتفجير في ولاية غزنة الأفغانية نفذه مسلحو حركة طالبان في نقطة تفتيش للجيش الأفغاني.
أسر جنود من الحرس الثوري
والفيديو الذي ادعى ناشروه أنه يظهر أسر جنود من طالبان لجنود تابعين للحرس الثوري، وإخراجهم من ثكناتهم العسكرية في داخل الأراضي الإيرانية، قديم ومضلل ونشرته وسائل إعلامية أفغانية في فبراير/شباط الفائت، وقالت إنه لقوات أفغانية تلقي القبض على جندي إيراني حينها، بعدما أساء التعامل مع سائق شاحنة أفغاني.
جثث جنود من طالبان
من جهة أخرى، انتشرت على موقع تويتر، صورتان ادّعى ناشروهما أنّهما لجثت جنود من حركة طالبان قُتلوا خلال الاشتباكات الأخيرة مع قوّات الحرس الثوري الإيراني على الحدود بين إيران وأفغانستان.
فيما أظهر تحقق “مسبار” أنّ الادعاء مضلل وأنّ الصورتين قديمتان ونُشرتا على مواقع التواصل الاجتماعي في مايو/أيّار عام 2022 ضمن مجموعة صور مرفقة بتعليق “مصير من يهاجم منازل الناس. في الأيام الأخيرة، تم نقل عشرات الجثث من بنجشير وبغلان وتخار إلى جنوب البلاد”.
ولم يتسنَّ لـ"مسبار" الوصول إلى حقيقة الصور، إلا أن انتشارها في عام 2022، ينفي الادعاء المتداول.
هروب جنود
كما تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو ادّعى ناشروه أنه من الاشتباكات الأخيرة مع إيران وفيه يظهر جنود حركة طالبان وهم يهربون من قوات الحرس الثوري الإيراني تاركين خلفهم آلياتهم على الحدود.
وتبيّن أن الادّعاء مضلّل وقديم ويعود تاريخ الفيديو الأصلي إلى أغسطس/آب عام 2021، ويُظهر قافلة من الجيش الأفغاني وهي تفرّ إلى إيران بعد اشتباكات خاضتها مع حركة طالبان حينها، مع اقتراب الحركة من السيطرة على العاصمة كابل، وفقًا لوسائل إعلامية تداولت المقطع حينها.
عرض عسكري لطالبان
والفيديو الذي قال ناشروه إنه يظهر عرضًا عسكريًا لقوات طالبان، تبيّن أنّه ليس عقب الاشتباكات مع القوات الإيرانية، بل قديم ومنشور على أنّه لعرض عسكريّ لحركة طالبان عام 2022.
زحف مواطنين باتجاه الحدود
وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادّعى متداولوه أنّه التُقط مؤخرًا لزحف الشعب الأفغاني باتجاه الحدود مع إيران، عقب المعارك الأخيرة بين حركة طالبان وقوات إيرانية. ولكن تحقق "مسبار" وجد أنّه مضلّل وقديم ويعود لأواخر مارس/آذار عام 2022.
جندي قتيل من طالبان
وهذه الصورة ليست لمقتل جندي من طالبان خلال الاشتباكات مع القوات الإيرانية، بل تعود إلى عنصر في حركة طالبان قُتل خلال مواجهات مع جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، في شهر فبراير/شباط عام 2022، عقب هجوم طالبان على قواعد لقوات الجبهة الوطنية في منطقة دواب بإقليم بنجشير في أفغانستان. وقُتل حينها القائد العسكري في طالبان ملا عزت الله قندهاري.
فيديو قوات أفغانية
والفيديو الذي ادّعى ناشروه أنّه لتوجّه قوات أفغانية إلى الحدود مع إيران، قديم ويعود إلى مناورات وتدريبات عسكريّة في مايو/أيّار عام 2022.
ومن المتوقع أن تستمر الادعاءات المضللة بالانتشار حول الاشتباكات الأخيرة بين إيران وطالبان، لذا لا تتردد بالتواصل مع "مسبار" في حال شككت في صحة أيّ ادعاء تواجهه.