الجزائر مستهدفة في قلب مخطط استخباراتي ثلاثي" بتل أبيب"!!

بقلم: عبد الرحمن سعيدي

الجزائر.webp
  • بقلم: سعيدي عبدالرحمن كاتب جزائري وسياسي

اطلعتنا صحيفتين جزائريتين جريدة الخبر الناطقة بالعربية وجريدة l'expression الناطقة بالفرنسية عن خبر من مصادر رسمية اغلب الظن من المخابرات الخارجية الجزائرية

 عن لقاء  تم يوم الاثنين ٢٩ مايو "بتل أبيب" جمع رجال أمنيين من المخابرات الخارجية رفيعي المستوى

   يمثلون جهاز dgse الفرنسي وكان عددهم خمسة ضباط من رتب عالية
 ورجال من مخابرات المخزن المغربي وعددهم اثنى عشر فردا يمثلون كل الأجهزة الأمنية المغربية وضباط سامون من جهاز الموساد الإسرائيلي


 الذين استضافوا اللقاء وعددهم
 يفوق عشرة عناصر ومحور الاجتماع هو اختراق الجزائر وضرب استقرارها !!

 بوضع خطة ذات مراحل ومنهجية بتحريك عوامل الاضطراب والتوتر وتفعيل  عملاء في الداخل الجزائري ويستهدفون إثارة  التوترات بطرق مختلفة  بالتركيز على أربع محافظات بالجزائر.

 وذكرت الصحيفتين بالدقة المحافظات المعنية بالتوترات  وهي محافظة  الجزائر العاصمة... وعاصمة الغرب الجزائري ... محافظة وهران.... ومنطقة القبائل... وهي تيزي وزو وبجاية ....على أساس يسهل فيها التحريك بحكم تاريخية المنطقة في الصدامات والمواجهات والاحتجاجات .


وفي اللقاء لم  يكتفِ المجتمعون بموضوع الجزائر وما يرصد لها من توترات بل تضمن اللقاء على محور آخر  هو الوضع في تونس   التي وضعت لها خطة من قبل جاري تنفيذها  لإسقاط النظام التونسي باسم "مخطط الذئب loup " .

 

 مثل هذه الاجتماعات
 الاستخباراتية مألوفة ومعتادة ومعلومة من طرف جهاز الموساد ونظيره المغربي ومؤخرا الجهاز المخابرات الخارجي الفرنسي  والجزائر لما قطعت علاقاتها مع المغرب تدرك ما يتضمنه تطبيع المغرب مع الصهاينة وهو زيادة

 التنسيق وتكثيف العمل المشترك بين الموساد والأجهزة الأمنية المغربية وستعمل المغرب على تنفيذ المخططات الصهيونية في منطقة شمال افريقيا وزعزعة  استقرار الدولة الجزائرية وشعبها .

 وفعلا قد دخلت المغرب في مرحلة  تنفيذ
 الاستعداء والأضرار  بكل الوسائل والأساليب  ضد الجزائر و أظهرت الجزائر قدرة وحكمة في مواجهة هذه الخطط واستعصت  عليهم فانتقلوا إلى السرعة القصوى بعد إفشال الجزائر لكل المحاولات وزادت يقظة الشعب الجزائري تمتين الجبهة الشعبية الداخلية مما عقد عليهم تنفيذ خططهم .


إلا أن هناك أطراف في تونس والجزائر ومحيطها  من الأطراف يشككون في صحة الخبر وتتهاون مع تداعياته على أساس أنه جاء لتخويف تونس لترتمي أكثر في احضان الجزائر وتخويف الجزائريين أكثر لاشغالهم عن همومهم اليومية مع المعيشة .


ولكن إذا تتبعنا مسيرة الاستهداف الاستخباراتي من طرف الكيان الإسرائيلي ومؤسسته الأمنية الخارجية الموساد نجده حافلا بالعمليات الاستخباراتية في كل الدول العربية والإسلامية إلا أن هذه المرة ركز الموساد على استهداف الجزائر لثلاثة عوامل :


 اولا ....العامل الجغرافي أن الموساد لقد احدث  خرقا قرب الحدود الجزائرية عن طريق التطبيع مع المغرب الذي وفر له المخزن المغربي قاعدة انطلاق لضرب استقرار الدولة الجزائرية من خلال تواجد المكثف بالمغرب وابرم معه

 اتفاقيات منها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية وكثر التنسيق والتعاون والزيارات  بينهما .


ثانيا ....العامل السياسي و الديبلوماسي الجزائر أبطلت تغلغل الكيان الإسرائيلي في منظمة الاتحاد الافريقي وتصدت لكل المحاولات الإسرائيلية سياسيا وديبلوماسيا وانجزت  في الجزائر "بيان الجزائر" بتوحيد الفصائل الفلسطينية بمشروع لم الشمل وانهاء الانقسام  بين الفصائل الفلسطينية وهذا يضر بالكيان الصهيوني.

 وعملت أيضا على لم الشمل العربي في قمة الجزائر ومهدت الطريق لعودة سوريا إلى المحفل العربي وتسعى الجزائر للمطالبة بمقعد كامل العضوية  لدولة فلسطين بهيئة الأمم  المتحدة.

 كما تسعى الجزائر حاليا  أن يكون لها مقعد في مجلس الأمن غير دائم وكل هذا يغيض الكيان ويجعله يريد أن ينتقم من الجزائر ويستهدف أمنها واستقرارها .!!


ثالثا ...العامل الاقتصادي والاجتماعي يرى الكيان الإسرائيلي أن الجزائر
 قوة اقتصادية صاعدة تملك كل القدرات الاقتصادية من ثروات طبيعية  وفرص كبيرة للاستثمارات فيها فالاستقرار يمكنها من الصعود والتقدم  أمام انهيار أوروبا وهنا جاء


 التنسيق الفرنسي ومشاركته في  المخطط بحكم أن فرنسا بدأت تلحظ وتعيش تباين السياسات الأفريقية مع مصالح فرنسا وعدم استقرار الجزائر يفيد  فرنسا اقتصاديا وتجاريا
 وثقافيا وسياسيا.

  وهي تشهد تراجعا في المبادلات الاقتصادية والتجارية مع الجزائر وأفريقيا وصعود تبادل التجاري والاقتصادي للصين وروسيا وتركيا حتى ايطاليا مع افريقيا .


كل الذين اجتمعوا في "تل أبيب" متضررون من أدوار الجزائر على المستوى الإقليمي والدولي .

ويأتي هذا الاجتماع على ضوء مسيرة الموساد وقلة نتائجه وفشله في تحقيق أهدافه من استهداف
  الجزائر.

 حيث أن الجزائر في السابق  أوقفت شبكات التعاون والتخابر  مع الموساد بأشكال مختلفة في كل مرة


منها إلقاء القبض على شبكة جواسيس لها علاقة مع الموساد في غرداية وما جاورها من المدن .


و كشف علاقة عناصر  من منظمة الماك الانفصالية في الأحداث الأخيرة بمدينة الاربعاء نايث ايراثن بتيزي وزو وبعدها وحيث كانت اعترافات  أفراد من هذا التنظيم على علاقة

 بالموساد ونتذكر أيام الإرهاب بالجزائر لما تمكنت مصالح الأمن الجزائرية من إلقاء القبض على عناصر مسلحة من الارهابين عبروا الحدود المغربية للجزائر وفي حوزتهم سلاح اسرائيلي مسدسات عزير Uzi وثائق تؤكد تورط الموساد في دعم الإرهابيين  انطلاقا من المغرب .


أما تونس وصل فيها الاختراق إلى درجة اغتيالات والهجومات منها :

اغتيال ابوجهاد وغيره  واحداث عنف واستغلال الاضطرابات وصناعة استعداء على الطائفة اليهودية وحرق معابدهم لافتعال مبرر للتدخل وتحريك اللوبي الصهيوفرنسي من فرنسا وماله من امتداد داخل تونس لضرب السلطة التونسية .


وتزامن هذا الاجتماع مع حادثة غرق القارب سياحية في نهر لومباردي وكان على متنه عملاء الموساد وبعض الاستخبارتيين  إيطاليين وهم عملاء الموساد مما جعل الكيان الصهيوني يتكتم على الحادثة التي كشفتها الصحافة الإيطالية


 ويسارع بإرسال طائرة عسكرية  وينقلهم على جناح السرعة إليها وقد تحدثت جريدة "كوريير ظيلا سيرا "الإيطالية وقالت إنه كان لقاءا سري بين وكلاء الاستخبارات الإسرائيليين  والايطاليين .

وأشارت صحيفة ريبوبليكا  أنه اجتماع سري بين جهاز المخابرات الايطالي وعملاء الموساد تم فيه تبادل المعلومات والوثائق وتم إخراجهم بسرعة من غرف الطوارئ لكي لا يتم كشف هويتهم وترحيل


 عشرة من عملاء الموساد بعد الحادث بطائرة عسكرية .

ولم يتم الكشف عن هوية الغريق الإسرائيلي وهو من كبار الضباط وهو شخص مهم في العملية واللقاء السري وما علاقة هذه الواقعة باجتماع الثلاثي في "تل أبيب" ؟؟؟

 وماذا حدث فيه ؟؟ونحن نعلم أن ايطاليا على الحدود البحرية التونسية ؟؟؟


وهذا يدفعنا من طرح سؤال غير بريء ماذا تفعل المخابرات الفرنسية في هذا اللقاء وكل يعلم أن الرئيس الجزائري سيقوم بزيارة دولة إلى فرنسا في الشهر القادم ؟؟


هذا ما يجعل وجود الاستخبارات الخارجية الفرنسية أكثر خطورة من الآخريين المغربي والإسرائيلي.


 
وقامت المخابرات الفرنسية قبل هذا الاجتماع بتهريب وتسهيل انتقال الناشطة السياسية بوراوي  الجزائرية على التراب التونسي وحدوده مع الجزائر  مما جعل زيارة تبون رئيس الجزائر تتأجل وعلاقة الفرنسية الجزائرية تتوتر من جديد  ويتم سحب السفير


 الجزائري من فرنسا
في الدولة الفرنسية هناك إرادة سياسية لتخربب العلاقة بين الجزائر و فرنسا  والتنسيق مع كل ما من شأنه إفساد العلاقة وهذا ما يفسر تواجد المخابرات الفرنسية في هذا الاجتماع
لأن المخابرات الخارجية dgseء في فرنسا ينسقون مع كل من يستعدي الجزائر .


اذا نظرنا إلى كل هذه المعطيات نجد أن هذا الاجتماع الأمني قائم وموجود ويمتد إلى الجزائر وتونس


وإخراج الخبر بعد 24ساعة من انعقاده يدل على أن الجزائر متفطنة لكل الحملات والمحاولات والاختراقات  وجهازها الاستخباراتي على يقظة مع كل محاولة العدوان على الجزائر.

 

بقلم: سعيدي عبدالرحمن كاتب جزائري وسياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت