قتله رصاص إسرائيلي.. فلسطينية تودع رضيعها بقبلة ودعوة

وداع الشهيد الطفل محمد التميمي - تصوير (الفرنسية).jpg

وضعت الفلسطينية مروة التميمي أخر قبلاتها على جبين رضيعها محمد الذي قتل برصاص إسرائيلي.

واحتضنت السيدة رضيعها بين ذراعيها، في باحة منزلها بقرية النبي صالح الى الغرب من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وبدت متماسكة رغم دموعها، وقالت: "ربي راضي عنك، اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد".

ولف الرضيع بالعلم الفلسطيني، فيما غطي رأسه بالكوفية (غطاء رأس تراثي)، وشيع وسط جمهور واسع من أهالي قريته ومن مدن وبلدات أخرى شاركت في التشييع.

وأحضر الجثمان مجموعة من الأطفال مرتدين ملابس سوداء وواضعين الكوفية على أعناقهم.

وردد المشيعون هتافات عديدة منها "بالروح بالدم نفديك يا شهيد".

وتوفي التميمي الإثنين، متأثرًا بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي الخميس.

والخميس، أصيب التميمي بجراح بالغة في رأسه، بينما أصيب والده في الكتف واليد، إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي على سيارتهم في بلدة النبي صالح، بينما كان الأب يهم بالخروج بمركبته من المنزل لزيارة أحد الأقارب، وفق حديث سابق للأناضول.

وفي حينه نقل الرضيع ووالده بسيارة إسعاف إسرائيلية إلى مدخل مستوطنة قريبة من القرية، حيث نقل الرضيع عبر مروحية إسرائيلية إلى مستشفى "تل هشومير" حتى الإعلان عن وفاته، بينما نقل الوالد إلى مستشفى في رام الله.

وقوبلت الحادثة بتنديد فلسطيني واسع، فيما قال الاتحاد الأوروبي في بيان مقتضب صادر عن مكتب ممثله في فلسطين، سفن كون فون بورغسدورف، إنه "يجب حماية الأطفال والمدنيين في جميع الظروف".

وأضاف: "يجب أن يكون استخدام القوة متناسبًا ومتماشيًا مع القانون الدولي الإنساني وكملاذ أخير فقط عندما لا يمكن تجنبه تمامًا من أجل حماية الحياة".

ومنذ مطلع 2023 وحتى 15 مايو/أيار قتلت القوات الإسرائيلية 112 فلسطينيًا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وهو عدد يزيد عن ضعف من قتلتهم خلال الفترة نفسها من العام 2022 وعددهم 53، وفق معطيات للأمم المتحدة اطلعت عليها وكالة "الأناضول".
حضر مستعجلا وذهب مستعجلا

وعقب التشييع قالت التميمي لوكالة "الأناضول"، إن رضيعها "جاء للدنيا مستعجلا حيث ولد في شهره الثامن وأبقي في الحضانة لمدة شهر، ورحل باكرا بعمر السنتين والنصف".

وطالما تردد السيدة كلمات الشكر والحمد لمصابهم، وتضيف: "محمد مصدر فخر واعتزاز، توفي شهيدا مظلوما".

وأشارت إلى أنها ودعت رضيعها في عرس جماهيري.

وقالت: "رغم صغر محمد كان محبوبا لدى الجميع، عرف بذكائه وفطنته، اجتماعي يعرفه كل أبناء القرية".

وعن مساءلة من قتل رضيعها، تقول السيدة إنها لا تثق في تحقيق الجيش الإسرائيلي.

وأردفت: "المطلوب تحقيق دولي حقيقي وتقديم الجناة للقضاء".

والإثنين نعت مروة التميمي رضيعها على صفحتها على موقع فيسبوك قائلة "مبروك الشهادة يا ماما".

ونال نعيها لرضيعها تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الاعلام.

اتهام إسرائيل

بدوره اتهم هيثم التميمي (40عاما)، والد الرضيع الجيش الإسرائيلي بالمسؤولية الكاملة عن مقتل طفله.

وقال التميمي لوكالة "الأناضول"، إن رضيعه محمد "بات ضحية لسياسة اليد الخفيفة على الزناد التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي تجاه كل فلسطيني".

وتابع: "لو كان طفلا إسرائيليا قد قتل لقامت الدنيا ولم تقعد ولصدرت بيانات من كافة المؤسسات والدول وغيرها، بينما طفل فلسطيني يقتل فالأمر مختلف".

وأضاف: "ما نريده فعلا هو محاسبة الاحتلال وتوفير حماية حقيقية لشعبنا".

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال في بيان وصل الأناضول في حينه: "أظهر تحقيق أولي أن اثنين من المخربين أطلقوا النار على المستوطنة لعدة دقائق، تعرفت قوة الجيش على مصدر إطلاق النار وردت بإطلاق النار".

وأضاف: "على ما يبدو أصيب الفلسطينيان بإطلاق النار من قوة الجيش، ويأسف الجيش الإسرائيلي على إيذاء غير المتورطين، ويعمل على منع وقوع حوادث من هذا النوع، ويتم التحقيق في الحادث".

ونفى التميمي الرواية الإسرائيلية التي تدعي أن مسلحين أطلقوا النار تجاه القوة التي ردت بالمثل، وقال "لم نسمع صوت أي تبادل لإطلاق النار، ما جرى فقط أن الجيش أطلق النار تجاه منزلي".

ووقعت الحادثة بينما كان التميمي يهم بالخروج بمركبته رفقة نجله الرضيع من المنزل لزيارة أحد الأقارب.

وقال: "ما أن تحركت المركبة حتى أطلق الجيش النار عليها، حاولت الرجوع إلى الخلف بالسيارة لكن مرة أخرى أطلق النار عليها".

وأشار التميمي، إلى أنه فور تيقنه بإصابة نجله خرج به مسرعا نحو الجيران حيث تم نقلهم بمركبة خاصة لمدخل البلدة، وهناك أعاق الجيش خروجهم، وبعد أن تيقن الجيش بوجود إصابة تم إحضار مركبات الإسعاف. -

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قيس أبو سمرة/ الأناضول