ذكر موقع "واللا" العبري بأن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية قررتا تغير سياستها في التعامل مع المسلحين في شمال الضفة الغربية.
ونقل الموقع العبري عن مصدر أمني قوله إن المستوى السياسي في إسرائيل قرر تغيير قواعد اللعبة ضد المسلحين الخارج من جنين شمالي الضفة الغربية.
ووفقاً للمصدر الأمني، "بعد تقييم الموقف تقرر تعزيز الأجواء بطائرات بدون طيار استعدادا للتدهور الامني، في وقت ما كان واضحا أن الأجواء كانت متوترة لدرجة أن المزيد من عمليات إطلاق النار كان تنفيذها مسألة وقت".
وأوضح المصدر أن قرار تغيير قواعد اللعبة يأتي ردا على تصاعد أنشطة المسلحين من مدينة جنين وشمال الضفة الغربية.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الليلة الماضية اغتيال خلية مسلحة داخل مركبة، بواسطة طائرة مسيرة، وذلك بمنطقة الجلمة قرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
آخر عملية اغتيال جوي نفذت بالضفة الغربية
ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الخميس، تفاصيل آخر عملية اغتيال تمت باستخدام الطائرات الإسرائيلية، في الضفة الغربية، عام 2006، قبل أن يعاود الجيش الإسرائيلي استخدام الطائرات مجددًا بتصفية خلية مسلحة مساء أمس، لأول مرة منذ 17 عامًا.
في آب 2006، بينما كانت الأنظار إلى الجبهة الشمالية كجزء من حرب لبنان الثانية، هاجمت طائرة مروحية "أباتشي"، منزلًا في داخل مخيم جنين، كان بداخله اثنين من نشطاء الجهاد الإسلامي هما، محمد عتيق من سكان جنين، وأمجد العجمي من بلدة عتيل في طولكرم، شكلا خلية لتنفيذ هجوم.
في ذاك الوقت، كان العجمي مطلوبًا منذ مايو/ أيار 2005، وكان مختبئًا في جنين، بعد أن جندته حركة الجهاد الإسلامي ليكون واحدًا من اثنين سيتم إرسالهما لتنفيذ هجوم مزدوج في القدس، ولكنه تم إحباط الهجوم قبل تنفيذه، كما أنه شارك في التخطيط لهجمات وتجنيد فلسطينيين لتنفيذ أخرى.
في إسرائيل، قالوا في ذلك الوقت أن هذه الخلية كانت مسؤولة عن العديد من الهجمات التفجيرية في داخل الخط الأخضر في ذلك العام، بما في ذلك الهجوم على المحطة المركزية بتل أبيب في أبريل/ نيسان 2006، ومركز تجاري في نتانيا بشهر ديسمبر/ كانون أول 2005، وفي سوق الخضيرة بشهر أكتوبر/ تشرين أول 2005، وهجوم آخر في نتانيا بشهر يوليو/ تموز 2005، وهجوم في تل أبيب بشهر فبراير/ شباط 2005.
ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي حاول آنذاك الوصول إليهما من خلال عملية برية لكنه لم ينجح، وتقرر استخدام مروحية، ولكن الهجوم الجوي في ذلك الوقت غير عادي، خاصة أنه جاء حينها بعد عام ونصف من آخر هجوم جوي للجيش بالضفة الغربية.
وتقول الصحيفة، إنه بعد 17 عامًا تقريبًا، تم العودة لاستخدام هجوم جوي مضاد مركز، "عملية اغتيال"، باستخدام طائرة بدون طيار من طراز "زيك"، بقصف خلية مكونة من 3 نشطاء من الجهاد الإسلامي وفتح بعد إطلاقهم النار تجاه حاجز الجلمة، ولوقوفهم خلف سلسلة هجمات مماثلة سابقًا.
وقال دانيال هاجاري الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إن الهجوم كان الهدف منه "إزالة تهديد" ولا يتعلق بعملية اغتيال مسؤول كبير، وتم تنفيذ العملية باستخدام طائرة بدون طيار من طراز زيك من قبل الوحدة 5252.
وأشار إلى أن الخلية أطلقت النار على معبر الجلمة، وكانوا في طريقهم لتنفيذ هجوم آخر، وتم العثور على أسلحة بحوزتهم، وتم حجز جثامينهم.
وفي تقرير آخر للصحيفة العبرية، قالت الصحيفة، إنه من غير المستبعد أن تكون هناك هجمات جوية مماثلة للهجوم الذي وقع الليلة الماضية، في مناطق أخرى من الضفة الغربية، وسيكون التركيز في هذه المرحلة فقط على نابلس وجنين في ظل تنامي الهجمات المسلحة منها.
وتقول الصحيفة، في الواقع هذا على عكس ما حدث في قطاع غزة مؤخرًا، فإن الأمر لا يتعلق بعملية اغتيال مركزة بناءً على معلومات استخباراتية مسبقة عنهم، وما جرى كان هدفه إحباط خطر فوري.
وبينت أنه بالرغم من التصعيد حاليًا، ومحاولة فرض إجراءات تهدف لخلق ردع ضد المسلحين في شمال الضفة الغربية، إلا أن الأمر لا يتعلق بالعودة حاليًا إلى عمليات الاغتيال المركزة، وستستمر عمليات الاعتقال باستخدام القوات البرية كما يجري كل ليلة تقريبًا.